البلاد العظمي تضع خطط مستقبليه لمواجهة أزمة قد تطرأ بعد عشرات السنين، وبرغم ذلك قد تأتي لهم كارثة لم تكن في الحسبان، فيتم التعامل معها وفق الإمكانيات الموجودة، واستخدام أدوات التوعيه لتخطيها، وهذا ماحدث مع جائحة "كورونا"، لتؤدي المخاوف من الفيروس وما يسببه من خسائر جسيمة سواء علي صعيد الضحايا من البشر أو الأزمة الإقتصادية الناجمة عنه، ومايرافقها من تأثيرات بالغة الخطورة علي الأقتصاد العالمي إلي حرب عالمية من نوع جديد بين الدول من أجل تأمين المعدات اللازمة لمكافحة الفيروس، واتهمت بعض الدول دولا أخري بإحتكار الكمامات وقرصنتها. وفي مصر لا تأتي كارثة إلا وأعقبها إستغلال للتربح من قبل تجار النهب العام، ومنذ قديم الأزل وهذا يحدث، إلا أنها كثرت عقب الأزمات المتعاقبة التي لحقت بهذا البلد منذ ثورة يناير 2011، وإن لم تتدخل القوات المسلحة لحلها ستكبر الأزمة وتتفاقم، وهو نفس ماحدث عقب جائحة تفشي فيروس كورونا، بعد أن أصبحت الكمامات الطبية جزءا من حياة الإنسان لتقليل نسب الإصابة بالعدوي، وبدلا من التكاتف والمساعدة عمل بعض التجار علي إكتناز الكمامة كسلعة لتشح من السوق، ومن ثم ضخها تدريجيا بشكل يجعلها أقل من الطلب، فيتصارع الكل علي شرائها بأي ثمن، فتصبح بعد ذلك تسعيرتها إجبارية، مع أنها قبل الجائحة لم يكن لها سعر ولا ثمن، مما أجبر مصانع الإنتاج الحربي على صنع الكمامات وضخها في السوق لتلبية إحتياجاته بسعر يناسب المواطن المصري، واستغلت مصانع "بير السلم" وجود هذا العجز في السوق، وزيادة طلب المواطنين علي شراء الكمامات بصنع كمامات غير مطابقة للمواصفات، وحذرت وزارة الصحة من إرتدائها، لأنها لاتحمي من إنتشار العدوي إلا بنسب قليلة، خاصة الكمامات القماش التي سارع المواطن لشرائها لأنها تُغسل ويتم إرتدائها مرة أخري، عكس الكمامة الطبية التي تباع في الصيدليات يتم إستخدامها علي حد أقصي 4 ساعات فقط، وهو مالا يتناسب مع حياة بعض المواطنين نظرا للظروف المعيشية. وعاني العالم بأكمله من الفقر في جودة الخامات، بسبب هذا الظرف الطارئ الذي لم يكن في الحسبان. وللكمامات أنواع عدة أكثرها أقنعة الجراحة العادية، وهي أكثر الأقنعة المتاحة في السوق، والأقنعة الجراحية تلك تكون فضفاضة قليلا حول الفم، وتستخدم لحماية الشخص من البقع الكبيرة من القطرات والماء والبخاخات، وتستخدم في المرافق الطيية في حين أنها تغطي فمك، ولا يمكن للأقنعة الجراحية أن تحميك حقا من التقاط أو نقل فيروس كورونا أو أي مكروب من هذا القبيل في الهواء، نظرا لوجود فجوات فضفاضة يمكن أن تساعد الجراثيم علي إختراقها، ومع ذلك يمكن للقناع الجراحي عالي الجودة أن يوقف إنتقال أنواع مختلفة من الفيروسات حتي (80-90%)، خاصة إذا تم استخدامه من قبل شخص مريض. والكمامة n95 يتم استخدامها علي نطاق واسع لتقليل إنتشار فيروس كورونا، إنها الأكثر إحكاما، مما يجعلها بديلا أفضل للأقنعة الجراحية إذ أنها ترشح 95% من الجسيمات، وتحتوي أيضا علي ملحق يسمي " صمام الزفير " والذي يمكنه تغطية تراكم الرطوبة، كما أنها تعمل بشكل كبير في تصفية وإيقاف الملوثات والفيروسات والبكتيريا من دخول الفم أو ممر الأنف مع فعالية 95%، ومقارنة بجميع الكمامات الأخري، توفر أقنعة n95 أعلي مستوي من الحماية، أما كمامة ffb1 بديلا لأقنعة الجهاز التنفسي، تحمي الشخص من تنفس الجزيئات الأكثر خظورة، عادة مايتم تركيبها بشكل أكثر أمانا حول الأنف والفم لضمان عدم دخول الجسيمات السامة أو الخطرة. وهناك أيضا أقنعة كرتونية نشطة تحتوي علي فلتر كربون منشط يساعد علي جمع وتصفية الملوثات والجراثيم والتنفس في هواء أنقي، وتقول الدراسات أن مرشحات الكربون الموجودة في القناع قد تحسن حتي من قدرة الرئة والعضلات التنفسية، مما يجعلها جيدة إذا كنت تعيش في مدينة شديدة التلوث، ومع ذلك تعمل هذه الأقنعة بشكل جيد جدا في مكافحة التلوث والجزيئات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات التي تنتشر عبر الهواء الذي نتنفسه، وبالتالي تمنع الحساسية، وبرغم ذلك فإنها لاتعمل بشكل جيد في مكافحة أو منع الفيروسات مثل covid 19، يمكنها فقط إكتشاف عدد ضئيل من الفيروسات 10-20%. والأكثر إنتشارا خاصة داخل مصر هو "الماسك" المصنوع من القماش، بسبب النقص الحاد في إمدادات الأقنعة في السوق، ونقص المعدات الوقائية، جعل الكثيرين يتجهون نحو هذه الأقنعة، وتصنع من أقمشة مختلفة مثل " القماش أو الإسفنج "، وهي أقل الأقنعة التي توفر حماية، ومع ذلك فإنها يمكن أن تساعد الشخص علي الحفاظ علي نظافة منطقة الوجه ومنع إنتشار الجراثيم السيئة والفيروسات المعدية الأخري. وفي النهاية ما علينا إلا أن نوجه رسالة مفادها، حافظ على نفسك، ولا تخرج إلا للضرورة القصوى، ولنلتزم حتى مرور الأزمة بسلام، حفظ الله مصر...