شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كمتحدث رسمي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الحدث الافتراضي رفيع المستوى الخاص بالتنفيذ الفعال للتمويل المناخي القائم على الاحتياجات والذي قامت بافتتاحه باتريشيا إسبينوزا الأمين العام لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغيرات المناخية. وشهد الحدث مشاركة كل من يوخن فلاسبارث وزير الدولة الألماني للبيئة، وكارلوس مانويل رودريجيز وزير البيئة والطاقة بكوستاريكا، وحسين رشيد وزير البيئة بجمهورية الماليديف، وناوكا ايشي الرئيس التنفيذي لمرفق البيئة العالمية والعديد من خبراء البيئة بدول العالم وذلك لمناقشة سبل تبادل الجهود والخبرات الجارية بشأن تعزيز وصول البلدان النامية إلى صناديق المناخ الدولية وتعزيز الموائمة والتعبئة وتقديم الدعم للاحتياجات والأولويات المحددة للبلدان النامية. وافتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كلمتها بالتأكيد على أهمية هذا الاجتماع لما يحتويه من مخرجات مناقشات آليات التمويل الخاص بالمناخ ، مشيرة إلى أن الدعم الحقيقي يكمن في إطلاق إمكانات التخفيف من غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية من خلال تنفيذ الدول النامية مساهمتها المحددة وطنيًا حيث انه دون التمويل المطلوب لن تتمكن الدول النامية من تنفيذها وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم والمتمثلة في جائحة فيروس كورونا والتي تلقي بظلالها القاتمة بشدة على دول العالم النامي. ويعد هذا الاجتماع استكمالا لمسيرة النجاح التي حققتها مفاوضات تمويل المناخ في بولندا 2018 برئاسة وزيرة البيئة ونظيرها الألماني، والتي حققت نجاحا بشهادة العالم أجمع وأشاد به السكرتير العام للأمم المتحدة. وأضافت الوزيرة أن هناك ثلاث رسائل هامة ترتكز على الإجراءات التي نحتاج إلى تنفيذها، وأولها أنه يجب على لجنة التمويل والتي تقوم حاليا بإعداد تقرير 2020 أن تركز على تحديد احتياجات الدول النامية، والرسالة الثانية أن الدول النامية مسئولة عن تقديم البيانات والمعلومات اللازمة لتوضيح وتوصيف احتياجاتها، والرسالة الثالثة أنه على المنظمات الدولية سواء منظمات التعاون الثنائي أو متعددة الأطراف التي تعمل على الاستفادة من تمويل المناخ أن تساعد لجنة التمويل والدول النامية لإعداد التقرير الذي يوضح احتياجات الدول النامية خاصة أن هذه المنظمات قامت بتنفيذ مشروعات على أرض الواقع في الدول النامية فتستطيع أن تستنبط منها الدروس المستفادة وقصص النجاح، وذلك لضمان تحقيق ما تم الاتفاق عليه في باريس والحفاظ على النجاح الذي تم تحقيقه في مفاوضات بولندا 2018. وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى "أننا بحاجة ماسة إلى التركيز على احتياجات البلدان النامية وهى مسئولية تقع على عاتق المجتمع المالي الحالي يجب الوفاء بها، والحصول على الأدلة التي ستصدرها اللجنة الدائمة للتمويل وتوفير المعلومات الكافية حول احتياجات تلك الدول وبذل المزيد من الجهد للتحضير لتقرير 2020، وأيضا تعزيز القدرات الوطنية لتعبئة التمويل المتعلق بالمناخ والوصول إليه". وأضافت فؤاد أن نهج إطار التعاون العالمي هو نموذج ممتاز حيث أنه يسمح ببناء القدرات الوطنية وتمويل الخطط الموضوعة وطنياً ودعم صياغة برامج الدولة، ولكن التحدي الأكبر هو أن لكل مؤسسة مجموعة خاصة من المتطلبات للحصول على التمويل، وهذا التحدي الذي يواجه بناء القدرات الوطنية فلابد من إيجاد الحلول القابلة للتنفيذ وتكون واقعية للحصول على تمويل فعال لحالات تغير المناخ وتتناسب مع احتياجات البلدان المتقدمة. وأكدت أن التنوع في الأنشطة والموارد الاقتصادية يعتبر أحد أهم العوامل للتخفيف من حدة ظاهرة التغيرات المناخية وكذلك التأقلم مع الآثار الناجمة عنها ، لافتة إلى أن آليات اختيار المشروعات الممولة عن طريق صندوق المناخ الأخضر يجب أن تتحلى بالشفافية وعدم التحيز وكذلك العمل على تحسين القواعد والآليات المعمول بها في صندوق المناخ الأخضر. من جانبه، أكد يوخن فلاسبارث وزير الدولة الألماني للبيئة، أن ألمانيا ملتزمة بتقديم الدعم المادي للاحتياجات والأولويات المحددة للبلدان النامية. وأوضح فلاسبارث أنه من المهم فتح سبل التعاون والتمويل في كافة المجالات للقطاعات المختلفة داخل الدولة لزيادة فعالية الدعم المقدم، وضرورة مشاركة القطاع الخاص في زيادة الدعم والتمويل المتعلق بالمناخ لتلبية الاحتياجات والأولويات المتعلقة بالمناخ ومساعدة البلدان على التعافي بشكل مستدام، حيث تؤدي الأزمة الصحية والاقتصادية الحالية التي تسببها جائحة كورونا " كوفيد 19" إلى تفاقم تكلفة العمل المناخي مما يدفعنا إلي زيادة جهودنا سويا لتحديد احتياجات تمويل المناخ ووضع استراتيجيات مناسبة فيما يتعلق بهذه الجهود. وأشادت باتريشيا ستييلوزا الأمين العام لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، في كلمتها، بأهمية هذا الاجتماع حيث إنه في ظل ظروف جائحة كوفيد 19التي تعتبر تحديا كبيرا يواجه العالم إلا أن التغير المناخي يعد هو التحدي الأكبر أمام الإنسانية والعالم أجمع إذا لم نعمل سويا بشكل سريع تجاه التأثيرات التي يحدثها التغير المناخي والتي تهدد الوجود الإنساني مستقبلا على كوكب الأرض. وأكدت باتريشيا أنها على يقين أنه في ظل وجود العلماء والأبحاث فإننا سنتغلب على كوفيد 19 ولكن أكثر مخاوفها هو أن لا تستطيع الإنسانية التغلب على التأثيرات السلبية للتغير المناخي لذلك فان هذا الاجتماع يعد فرصة للتعاون وتبادل الخبرات حول تقديم سبل التعاون لتوفير التنمية المستدامة بين الدول للتعافي بشكل أفضل وأسرع من هذا الوباء والعودة الى الحياة الطبيعية بشكل مستدام ولفعل ذلك فان التمويل هو المفتاح لذلك يجب العمل على تعزيز وصول البلدان النامية الي صناديق المناخ الدولية وتعزيز الموائمة والأولويات المحددة للبلدان النامية ، حيث زادت تحديات الدول النامية بعد ظهور تلك الجائحة أكثر مما يدفعنا إلي مساعدتهم إذ لا يمكن أن ينجح العالم في تحدى التغير المناخي وتحقيق مستقبل أفضل دون مشاركة الدول النامية.