يقول الكاتب جيديون ليفي عبر صحيفة هاآرتس الإسرائيلية 'أن السياسة الخارجية والدفاع الاسرائيلي بدت لأكثر من مرة في السنوات الأخيرة متمحورة حول شيء واحد وهو محاولة مطاردة الأسلحة خارج حدود البلاد، وبمجرد ظهور صفقة أسلحة في المنطقة فإن اسرائيل تسعي مباشرة لإحباطها، ذلك ليس لأن إسرائيل بلد مسالم يسعي لتخليص العالم من الأسلحة، بل علي العكس، فإن عمليات التسليح لا تتوقف في إسرائيل '. يواصل ليفي 'أن بنيامين نتنياهو هو اول من تبني تلك السياسة مع توليه منصب رئيس الوزراء' ربما يكون منع العدو من الحصول علي أسلحة هدف مشروع، ولكن حينما تكون صادرات إسرائيل الرئيسية هي الأسلحة، فإن هذه السياسة تصبح مثيرة للقلق والنفاق، بل وتفرض أسئلة حرجة حول عرض إسرائيل لدورها في المنطقة وعن حقها في متابعة سياسات الأسلحة عند جيرانها. يؤكد الكاتب أن كل ذلك بدأ مع الحملة الإسرائيلية لوحدة اليهود والمسيحيين لإحباط قدرة إيران علي الحصول علي الأسلحة النووية، وفي المقابل ترفض اسرائيل أن يكون الشرق الأوسط بأكمله منطقة خالية من الأسلحة النووية. والشرطة الإقليمية بالطبع لا تتوقف عند هذا الحد، حيث أي صفقة أسلحة في المنطقة تشجع رد إسرائيلي فوري، يكون أحيانا من خلال الضغط الشديد ويكون عسكريا في أحيان أخري من خلال غارة جوية، أسلحة حماس في غزة قد قصفت في السودان وتم اعتراضها في عرض البحر، كذلك أسلحة حزب الله في لبنان قد قصفت في سوريا. ليكن ذلك مع حماس وحزب الله، ولكن حتي صفقات الأسلحة بين الولاياتالمتحدة والحليف الاستراتيجي لها المملكة العربية السعودية، البلد الذي لم يواجه إسرائيل عسكريا أبدا، تم اجتماع فوري وتنظيم حملة للضغط من أجل تعطيل الصفقة، كذلك الحال بالنسبة لمصر، صاحبة معاهدة السلام مع إسرائيل. مثل تلك الحملات يعمل في بعض الأحيان ولكن عندما يفشل، تقوم إسرائيل بعمل مواءمة ابتزازية تتلقي من خلالها المزيد من الأسلحة في المقابل، حتي فيما يخص الدولة الفلسطينية التي يلزمها ضروريا إنشاء ولايات السياسة رسمية لها، تطالب اسرائيل بان تكون منزوعة السلاح، لكي لا يكون بلد مسلح في المنطقة سوي إسرائيل. وبمنتهي التحرر تحدد إسرائيل الخطوط الحمراء لاستخدام الأسلحة الكيميائية، بالتأكيد، والأسلحة التي يمكن أن تؤثر علي التفوق العسكري لاسرائيل دون منازع، وترفض اسرائيل أن تفهم أن الأنظمة الأخري تريد أسلحة، وتطمح لئلا تكون كل الأسلحة في إسرائيل. وقد دقت قضية الأسلحة السورية ناقوس الخطر الأكبر، حيث تدعم روسيا التي تمثل قوة عظمي، تسليح نظام بشار الأسد الذي لا يرحم، وذلك من خلال إمداده بصواريخ مضادة للطائرات وأسلحة دفاعية بكل المقاييس ذلك بينما تتعالي صرخات إسرائيل إلي السماوات العلي، ليس لمصلحة المدنيين السوريين الذين نراهم يذبحون في الحرب الأهلية هناك، فهؤلاء آخر شيء يمس مصالح إسرائيل، وإنما ما يعنيها هو عدم نقل هذه المعدات العسكرية لحزب الله في لبنان، ما سيحرم إسرائيل من قدرتها علي التحليق فوق لبنان كما كانت تفعل ذلك لسنوات في انتهاك سافر للسيادة اللبنانية. يختتم ليفي مقاله قائلا 'بصراحة، هناك قدر من الوقاحة والنفاق والغطرسة في هذه السياسة، فإذا كانت إسرائيل قد انتهجت منهج السلام جنبا إلي جنب مع سياستها من مطاردة الأسلحة في المنطقة ربما لن يكون هناك مجال للانتقاد، وإذا لم تكن إسرائيل رابع أكبر مورد للسلاح في العالم وكذلك رابع أكبر حائز له، يمكن للمرء أن يتقبل تلك السياسة، ولكن عندما تكون مطاردة الأسلحة هي الهدف الوحيد، فإن ذلك يدفع لسؤال واحد: بأي حق؟