تتساقط الدلالات التوراتيه علي التفسير الاسلامي فيما يتعلق بكثير من الاحداث والمفاهيم ومن بينها مفهوم ادم في الدين حيث كانت الدلالات التوراتيه سائده ومهيمنه وفرضت نفسها علي الفهم الاسلامي سواءا في التفسير او غيره من الكتابات التاريخيه حصل هذا وشكل لنا ازمه بسبب اختلاط المفاهيم التوراتيه وظاهر النص القراني او منهجيته حيث شكلت ظاهرة الاسرائيليات مشكله كان من الصعب علي المسلمين ان لا يتاثروا بها فادم في التوراه وما علق فلا الاذهان بفعل سطوة الفكر اليهودي المستمد اصلا من خليط من الاساطير البابليه وغيرها هو اول الخلق البشري في الوجود بينما كان يعيش في الجنه سقط علي الارض بفعل الاغراء الشيطاني الذي لم يصمد فيه ادم فاكل من تفاحه الشجر المحرمه عليه وربما اسهمت حواء مع ابليس في هذه الخطيئه لتترك اثرا سلبيا علي تصور الجنس البشري لدور حواء وتسكنها النفس الانسانيه في داخلها كحيه وليس كحياه لتحمل السمه السلبيه في التاريخ هذا التصور الذي خلقته التوراه عند المسلمين لم يكن هو التصور الذي يراد للمسلمين ان يعتقدو به ولا منهج القران يريد ان يتأسس عليه الوعي الاسلامي اذن ما هو ادم في المنهج القراني يمكن الاطلاله علي الامر من خلال جمع كل الايات وقراءتها في سياقاتها الطبيعيه كوحده مفهوميه شامله لنري ادم القراني يختلف تماما عن ادم التوراتي ادم التوراتي هذا هو وحده يتحمل المسؤوليه عن هذا التناقض المر بين العلوم في تطوراتها وبين القصه التوراتيه الغبيه الجاهله اذن ادم التوراتي هو الذي احدث بدوره هذه الازمه النكده بين الدين والعلم حيث لم يصمد الوعي الديني امام العلم وتطوراته فسقطت الرؤيا الدينيه لصالح تطورات العلوم والبحث التاريخي بينما كانت تطورات البحث العلمي تعلن انتصارها وللاسف لا علي التصور اليهودي التوراتي وانما علي الدين كله فهل يتحمل الاسلام مسؤوليه الهزيمه الدينيه ام ان الوعي المنهجي لقصه ادم القراني تكشف مدلولات ادميه اخري تجعل النظريات العلميه نفسها في قفص الاتهام وليس الاسلام بينما تطرد ادم التوراه من الفهم الديني كله وتحيله الي مرحله الفهم الاسطوري المنتي فاعليته ادم في الرمزيه الدينيه هو من طين حيث نفس العناصر الكونيه موجوده في ادم بينما النفس الادميه كغيرها من نفوس الكائنات الحيه جزء من تركيبة العالم المادي الذي تحول الي نفخه الحياه التي تميز كل الكائنات الحيه عن الاشياء الماديه التي لا حياه فيها فالنفس هنا ليست الروح وعند الموت لا تخرج الروح كما يشاع خطأ ولم يقل محمد والذي روح محمد بيده وانما نفسه كما ان الايه القرانيه قالت ياايتها النفس المطمئنه ارجعي الي ربك راضيه مرضيه ادم اذن كائن حي كأي كائن حي يتنفس ويعيش ويلبي رغبات النفس الادميه كاي حيوان اخر او حتي نبات اخر ادم هذا الكائن الحي قرر الله في لحظة من لحظات تطوره البيولوجي والعقلي تكليفه بمهمات الخلافه علي الارض والخلافه هنا عن الله وبالتالي كان لادم ان يمنحه الله من روحه هو ما يجعله قادر علي مهمه الخلافه عنه اذن كان الحديث عن ادم في احد لحظاته مع الملائكه لم يكن عن طبيعة خلقه ولا زمنيه هذا الخلق وانما كان الحديث عن التكليف والمسؤوليه وهي عمليه فارقه ومهمه في نفس الوقت فالخلق الادمي قد تم قبل الجعل الادمي التي تتحدث عنه الايه الكريمه 'اذ قال ربك للملائكه اني جاعل' ولم يقل اني خالق 'في الارض خليفة قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء' وكلامهم صحيح في لحظات زمانيه موغله في القدم كانت الملائكه تعرف ادم ككائن حي متوحش يسفك الدم ولا يعرف سوي لغة الغابة في الحياه حيث لا تستقيم هذه اللغه مع لغة العدل في الارض والبناء فيها ونشر قيم الحريه وخلق القانون المجتمعي مما يحدث الفساد في الارض كما فهمت الملائكه بينما كان الرد الالهي اني 'اعلم ما لا تعلمون' ادم اذن في التصور القراني ليس الانسان الاول في الخليقه ولكنه المكلف الاول بالنبوة وتحمل مسؤوليه الخلافه عن الله بما احدث فيه خلقيا وخلقيا وعقليا ما تهيأ له القدرة علي تقبل النفحه الالهيه كجزء من روح الله الخلق الادمي اذن جاء قبل الجعل الادمي 'خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك' فالخلق لا نعرف س ر اللحظه الزمنيه التي جاء في اطارها بينما الجعل هو بالتاكيد تطور عبر صيرورة زمنيه ربما احتاجت الي قرون او مئات القرون او الافها وربما الملايين لا ندري ولكننا سنترك للعلم تحديد كم من الزمن احتاجها ادم في عمليه التطور منذ بدايات خليقته الي تهيأة جسده لتحمل المسؤوليه التي سيلقيها الله عليه وهذا يعني تطورات نوعيه علي صعيد النفس والعقل والجسد 'فسواك فعدلك' و 'حتي اذا سويته' فما بين لحظه الخلق ولحظة التسويه كان ادم يعيش حياة اي حيوان يسفك الدم ويفسد في الارض وهي مناط الاحتجاج الملائكي او الاستفسار الملائكي من الله عن مبررات المسؤوليه الادميه وليست مبررات الاحتجاج علي الخلق 'اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك' 'قال اني اعلم ما لا تعلمون' اذ ما لا يعلمه الملائكه هو الامكانات الادميه الجديده علي صعيد التخلق الجسدي عبر الاعتدال والتسويه والتركيب القادر علي احتواء الروح الالهيه في داخله كانت الملائكه يحترمون انفسهم فصبرو الي ان انكشف الامر امامهم علي ادم الانسان القادر علي الوعي بجوهر الاسماء وليس الاسماء كمفردات اذ لا يعقل ان ادم كان لديه العلم بكل مفردات الاسماء وبالتاكيد فان الملائكه تعرف بعضها لكن الفارق هنا في المعرفه هي القابليه للتطور المستمر والمتراكم عبر الارتكاز علي بديهيات العقل وهي ميزة مهمه من اجل ان يتحمل المسؤوليه التي سينوء عن حملها كل مفردات الوجود اذم من حيث الخلق كان من طين بينما كانت الملائكه ارفع شانا منه من حيث الماده المكونه لخلقها الا انها لاحظت ان ادم ارفع شانا من حيث الطارئ عليه وهي الروح التي هي ارفع شانا من الطين والنار والنور بينما ادركت سر التمايز مجموعات الملائكه فشل ابليس في الاختبار ونظر النظره الماديه لمكونات الخلق فراي بمنطق المرجعيه الذاتيه ان ناره المخلوق عبرها ارفع من طين ادم فرفض السجود وتمرد علي الامر الالهي بينما كان ادم يتهيأ لممارسه دوره الانساني بعد ان كان بشرا قبل الولوج الروحي في كيانه فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعو له ساجدين المهم ان هناك ادم التوراتي الذي سقط في اختبار التطور العلمي بينما كان ادم القراني ينظر بنور المنهج القراني علي النظريات العلميه وهي تتجادل ظنياتها بعيدا عن انسانيته دون ان يمسه طائف من النقد او النقض * مناضل فلسطيني امضي 20 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني ولعائلته تضحيات غزيرة