ذكرت صحيفة الدالي نايشن أن السكرتير السابق للأمم المتحدة كوفي عنان قد صرح بأن التهرب من دفع الضرائب وعقد الصفقات السرية للتعدين و تحويل الأموال للخارج، يحرم أفريقيا الغنية بموارها من فوائد تلك الموارد. ووفقا للتقرير الذي أعده الفريق الذي يرأسه عنان 'فإن أفريقيا تخسر 38 مليار دولا سنويا عن طريق الشركات التي تدفع الأرباح من خلال تخفيض الضرائب المطبقة علي بعض الدول.وأضاف عنان ل بي بي سي 'إن أفريقيا بذلك تخسر الكثير من أموالها مرتين، مرة من خلال تلك الثغرات، والأخري من خلال الجهات المانحة التي تحصل عليها'، وحسب ما يري فإن ما يحدث مع أفريقيا 'مثل أخذ الطعام من علي مائدة للفقراء'. كما ألمح إلي تقرير سير العمل في أفريقيا الذي يصدر في مايو من كل عام، والذي قامت به لجنة من 10 شخصيات بارزة، من بينهم الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون اوباسانجو و زوجة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا 'غراسا ماشيل' وأضاف السيد عنان 'أنه يتعين علي البلدان الأفريقية النهوض بحكوماتها، وفي ذلك ينبغي أن تساعدها الدول الغنية في العالم من خلال إرساء قواعد عالمية بشأن الشفافية والضرائب'. وحسب ما ورد في التقرير فإن جمهورية الكونجو الديمقراطية تعد مثال علي ذلك، فما بين عامي 2010 و 2012، تم بيع خمسة صفقات تعدين دون الأسعار الملائمة، وكانت الصفقات مبهمة وسرية للغاية!وبذلك تخسر الكونجو 1.3 مليار دولار من عائداتها، في الوقت الذي تخصص فيه نصف هذا الرقم فقط للخدمات الصحية والتعليمية معا، ذلك بحسب ما ورد في التقرير. علي الصعيد الآخر شكك وزير التعدين في جمهورية الكونجو الديمقراطية في النتائج، قائلا إن البلاد 'لم تفقد شيئا'فيما صرح مارتن كابويلولو لرويترز 'أنه تم التنازل عن هذه الأصول في شفافية تامة'.وأضاف التقرير أن العديد من البلدان الغنية بالمعادن، يلزمها وعلي وجه السرعة مراجعة أنظمتها الضريبية الموضوعة لتجذب الاستثمارات الأجنبية لها حيث أسعار السلع الأساسية منخفض.ونقلا عما ورد في العرض الذي قدمته زامبيا، ما بين 2005 -2009، وجد أن 500، 000 عامل في أحد مناجم النحاس، كانوا يدفعون ضريبة بمعدل أعلي من الذي تدفعه شركات التعدين الكبري متعددة الجنسيات، وهذا ما يفسر إن أفريقيا تخسر من خلال ما يطلق عليه ' التدفقات غير المشروعة 'أكثر مما تكسب من المعونات والاستثمار الأجنبي المباشر. وأضاف عنان 'نحن لا نحصل غالبا علي مستحقانتا من الإيرادات، لأسباب كثيرة منها الممارسات الفاسدة، وتحولات الأسعار، والتهرب من الضرائب وكل ما إلي ذلك من أنواع الأنشطة التي تحرمنا من حقوقنا'وحول الحل يري عنان أن 'الشفافية أداة قوية'، ويشير إلي أن التقرير يحث الزعماء الأفارقة لإقامة 'مركز للمساءلة'. وأضاف إن الحكومات الأفريقية بحاجة إلي الإصرار علي أن الشركات المحلية أصبحت تشارك في صفقات التعدين وإدارتها، الذي من شأنه أن يخلق أيضا فرص العمل '. وأكد 'أن أفريقيا لن تستطيع أن تفعل ذلك وحدها، فالتهرب من دفع الضرائب، والحسابات المصرفية السرية تعتبر مشاكل للعالم أجمع وليس افريقيا فحسب.. لذلك نحن جميعا بحاجة للعمل معا وخاصة المجموعة 8 G8 التي تسعي للاجتماع في الشهر المقبل، للعمل علي ضمان تعدد الحلول المتاحة والممكنة لتلك الأزمة '. وقال السيد عنان 'يتعين علي الدول الأكثر ثراءا، أن تتجنب شركاتها التهرب من الضرائب أو نقل الأموال إلي حساب في الخارج، الأمر الذي يفقد الإيرادات، هنا في قارتنا، بل ويؤثر علي حياة النساء والأطفال'. وأكد 'في الواقع، في بعض الحالات يكون مثل أخذ الطعام من علي مائدة للفقراء'.