وسط حالة الرعب والهلع التى يشهدها العالم أجمع منذ الإعلان عن تفشى فيروس كورونا القاتل، وتسلل الخوف إلى نفوس المصريين خاصة بعد ظهور هذا الفيروس بأرقام بسيطة مما دفع الحكومة لإتخاذ التدابير الجادة التى تستهدف محاصرته، وطمأنة الشعب المصرى، إلا أن هناك أشخاص تجردوا من الإنسانية والرحمة، وكونوا عصابات تلبى رغباتهم الشيطانية فى جمع المال على حساب صحة المواطنين. تجارة شنعاء كشفت عنها تسجيلات صوتية، حصلت عليها «الأسبوع»، تكشف عن عصابة تعمل فى جمع الكمامات والقفازات المستهلكين، بمقابل مادى يصل لثلث ثمنهما قبل الاستخدام ثم يقومون بإعادة بيعهما مرة أخرى للجمهور على أساس أنهما جديدين ومعقمين. فوجئت السيدة(م.ح) من القاهرة باتصالا من رقم مجهول، أخبرها أنه يعمل فى صيدلية تدعى صيدلية (س.ش) ومقرها منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، ويعرض عليها عرضا بشراء الكمامات والقفازات المستخدمين بمقابل مادى، الأمر الذى أثار دهشة متلقية الاتصال، فسألته كيف حصل على رقمها لكى يسوق لها هذا الأمر؟.. فأجاب انه حصل على رقمها من إدارة الفرع التابع له، فأخبرته السيدة انها لم تتعامل مع صيدليتهم من قبل وإنها ليست من سكان المهندسين، وأنها تقيم بالقاهرة وسط العاصمة، فتهرب من إجابتها بأنه قد حصل على رقمها من إدارة فرع القاهرة التى تعاملت معه من قبا، ضمن سلسلة صيدلاياتهم على حد زعمه. وتروى المصدر للأسبوع: تخوفت من هذه المكالمة، وأثارت الشك داخلى، ولفتت إنتباهى أن شراء هذه العصابة للمستلزمات الوقائية المستخدمة من قبل المواطنين فى مواجهة خطر فيروس كورونا ومنها الكمامات والقفازات، لن يكون له تفسيرًا أخر سوا إعادة بيعهما من جديد للجمهور بعد تدويرهما بطريقة مشبوهة عن طريق الغسيل والكى ثم طرحهما من جديد فى الصيدليات للبيع، مما يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان. وتابعت السيدة: عاودت الاتصال من جديد على الرقم الذى اتصل بى، وتعمدت تسجيل المكالمة له، وأخبرته أنها جمعت عدد من الكمامات والقفازات المستهلكين وتريد تعرف أن ثمن الشراء منه، وقامت بمجاراته فى الحديث حتى أخبرها أن الصيدلية التى يعمل بها تقوم بجمع كل هذه المستلزمات ولكن بكميات كبرى، فأخبرته السيدة بالتنسيق مع محرر الأسبوع ان لديها مصادر متعددة لتنفيذ طلبه، وتريد أن تعرف عمولتها فى هذه العملية، وحاولت استدراجه لمعرفة الغرض من شراء الصيدلية هذه النفايات، فأجابها عند مقابلتها سيشرح لها كل شىء، وأخبرها أنه سيأتى لها بنفسه لتنفيذ عملية البيع والشراء. واستكملت السيدة: شعرت من خلال حديثى معه، بأن هذه التجارة تتم من قبل عصابات منظمة وتنتشر فى محافظات عديدة، مضيفة أن من خلال سؤالها له عن اكثر الاماكن التى يعملون بها فأخبرها ان الصيدلية نفذت عملية كبيرة منذ ايام بمنطقة الفيوم ولم تكن العملية الأولى التى تتم فى هذه المحافظة، وأنهم قاموا بشراء كميات كبرى من الكمامات المستخدمة وغيرها من المستلزمات الطبية من مصادرهم بتلك المحافظة. محرر الأسبوع حصل على رقم الهاتف الخاص بهذا التاجر، واستدرجه فى الحديث، واخبره انه قريب هذه السيدة، وأن لديه كمية كبيرة من الكمامات والقفازات المستهلكين و ينوى بيعهما ويريد معرفة ثمن البيع، فأجابه التاجر، أن مسئول التسويق ليس موجودا الان بالفرع، وأن كل هذه التفاصيل معه ووجهه بالتواصل معه لاتمام الصفقة. وبالبحث تبين أن هذا التاجر الذى يدعى إنه من صيدلية (س.ش) بالمهندسين يدعى أشرف، وأن مسئول التسويق يدعى حسين محروس، وان هناك طرف ثالث يدعى أيمن، وبالتقصى وجدنا أنه لايوجد صيدلية تحمل هذا الأسم فى منطقة المهندسين، وترجح معلوماتنا أن هذه العصابة يمارسون نشاطهم الإجرامى تحت أسم صيدلية مفبرك ليستغلونها ستارا لتنفيذ جريمتهم الشنعاء، فى محاولة منهم لإقناع عملائهم بأنهم يعملون بطريقة شرعية، وبمعاودة الاتصال بالتاجر مرة أخرى للاتفاق حول تنفيذ الصفقة، أصابته ربكة فى الحديث وطلب منا انتظار مكالمة أخرى منه للتنسيق، وبعد ساعات قمنا بمحاولة الاتصال به مجددًا، ولكن لم يتم الرد علينا، حتى مثول الجريدة للطبع. ويقول الدكتور عبدالعاطى المناعى، رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية للسياحة العلاجية، إن هذه الجريمة تتم من خلال عصابات منظمة تعمل بدون ترخيص فى مجال الأدوية، وتقوم بشراء النفايات الطبية، وإعادة تدويرها مرة أخرى وبيعها للصيدليات على أساس انها جديدة بخصومات كبيرة فى السعر حتى يقدمون أصحاب الصيدليات فى التعامل معهم والشراء منهم بأسعار مخفضة لتحقيق ربح هائل عند طرحها للجمهور. وأكد «المناعى»، إنه لا يجوز استخدام الكمامات الا مرة واحدة للشخص، ويتم تغييرها كل 4 إلي6ساعات، وأن الكمامات المطابقة للمواصفات هى الواجب استخدامها وشراؤها من جهات رسمية والشركات المعروفة التى تعمل فى تجارة المستلزمات الطبية. وحول طريقة التدوير التى يعمل بها تجار بير السلم، أكد المناعى، أنه لايجوز غسل الكمامات وإعادة استخدامها مرة أخرى لأنها تفقد مواصفاتها الطبية ومعايير صناعتها، وتعقيمها عند التدوير، وعند استخدامها مجددت تكون قد تحولت المادة المصنوعة منها، إلى مواد أخرى قابلة لنقل الفيروسات وتشكل خطرًا على مستخدميها، وتنقل أمراضًا خطيرة لهم. واضاف المناعى، أن وزارة الصحة تقوم بجمع النفايات الطبية بجميع المستشفيات، وتتخلص منها بطريقة آمنة عن طريق المحارق المخصصة لإعدام هذه النفايات ولايتم بيعها لإعادة التدوير كما يعتقد البعض.