أصاب العالم الروسى «أليكسى فودوفوزوف» كبد الحقيقة حين قال مؤخراً إن هناك فيروسات وبائية أخطر على الإنسان مقارنة بفيروس «كورونا المستجد»، مشيراً إلى أن مرض «كوفيد-19» الذى يسببه الفيروس ليس خطراً مقارنة بأوبئة الطاعون القديمة. وتشير إحصاءات «كورونا» عالمياً - حتى كتابة هذا المقال- إلى أن أعداد المصابين به بلغت (276.600) شخص، والمتعافين (91.954)، والوفيات (11.419). وإذا استعرضنا صفحات التاريخ الخاصة بضحايا الأوبئة التى مرت بالعالم، لوجدنا أرقاماً مفزعة تجعل من فيروس «كورونا» - رغم خطورته- أقل حدةً بمراحل عن تلك الأوبئة المشار إليها. وباستعراض هذه الأوبئة من الأحدث إلى الأقدم، سنجد على الفور فيروس «إيبولا» الذى ظهر فى غينيا عام 2014م، وانتشر بعدها حول العالم حيث تسبب فى مقتل أكثر من 11 ألف شخص. أما وباء «أنفلونزا الخنازير» فظهر عام 2009م فى الولاياتالمتحدة والمكسيك، ومنهما انتقل الى جميع دول العالم وأسفر عن وفاة 18500 شخص. فيما تسبب مرض الإيدز منذ اكتشافه عام 1981م فى حصد أرواح نحو 35 مليون إنسان حول العالم، وما زال الرقم فى ارتفاع. أما «الإنفلونزا الآسيوية» فقد اُكتشفت فى الصين عام 1956م، وكان عدد ضحاياها نحو المليون شخص حول العالم. بينما ظهر وباء الكوليرا فى الهند، وأودى بحياة مليون شخص ما بين عامى (1817- 1923م). كما تسبب فيروس الأنفلونزا الإسبانية (1918- 1919م) فى وفاة أكثر من 50 مليون شخص، فيما أصيب به نحو 500 مليون شخص حول العالم. وفى عام 1855م، ظهر نوع متطور من الطاعون فى مقاطعة يونان الصينية، وانتشر الوباء بعدها إلى دول العالم ليتسبب بمقتل 12 مليون شخص فى الهندوالصين وحدهما. ومن ناحية أخرى، حصد الجدرى حياة نحو 56 مليون شخص خلال القرن التاسع عشر فى مختلف أرجاء العالم، كما تسبب فى وفاة ما يقارب ( 90 % )من السكان الأصليين فى الأميريكتين( الشمالية والجنوبية). فيما انتشر الطاعون الدملى (الشهير ب « الموت الأسود») خلال الفترة ما بين عامى ( 1347 - 1351م) مسبباً وفاة ما بين ( 30 إلى 50 %) من سكان أوروبا، وما يقارب 200 مليون شخص فى مختلف أنحاء العالم. أما فى الفترة ما بين (541-542م )فقط قضى «طاعون جستنيان» على ما بين(30-50 )مليون شخص، أو ما يعادل نصف سكان العالم فى ذلك الوقت. وقد ضرب هذا الفيروس الإمبراطورية البيزنطية( وعاصمتها القسطنطينية). وكذلك الإمبراطورية الساسانية والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله، حيث كانت السفن التجارية تؤوى الجرذان التى تحمل البراغيث المصابة بالطاعون.