واشنطن بوست: إيطاليا تقيد الحركة في معظم مناطقها الشمالية لإحتواء كورونا

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم /الأحد/ الضوء على الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها إيطاليا لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد على أراضيها ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أعلن صباح اليوم أن السلطات قررت إغلاق أجزاء كبيرة من المناطق الشمالية، بما في ذلك منطقة لومباردي المكتظة بالسكان، مع فرض قيود على الحركة تنطبق على حوالي 16 مليون شخص.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - " إن الإجراءات الإيطالية الأخيرة مثلت أهم الخطوات المتخذة حتى الآن لمكافحة الفيروس بعد الصين، وهو ما قد يتسبب في شل أكثر أجزاء البلاد ازدهارًا - بما يشمل العاصمة الاقتصادية "ميلانو" ومدينية فينيس - في محاولة لاحتواء انتشار المرض".
وفي هذا الشأن، قال كونتي: "إننا طبقنا نظامًا من التدابير التقييدية.. نواجه حالة طوارئ وطنية".
كما أوضحت الصحيفة أن هذه الإجراءات ستؤدي - على الأقل مؤقتًا - إلى تغيير أحوال البلاد وإغلاق جزء كبير من المناطق الشمالية ، لاسيما مع تقييد الحركة من قبل السلطات والموافقة عليها فقط في حالات الطوارئ والعمل العاجل والشؤون الصحية.
وستؤدي هذه الإجراءات إلى قطع خطوط السكك الحديدية عالية السرعة اليومية بين ميلان وروما، وتوقف السياحة تمامًا، وهو ما سيؤدي بدوره إلى توقف قلب إيطاليا الاقتصادي، مع الإشارة إلى أن الدول الديمقراطية الغربية أبدت استعدادا لتقييد الحريات بشكل جذري ، نظرا لأنها تتعارض مع تفشي الأمراض الرئيسية.
كما تابع رئيس الوزراء الإيطالي قوله في هذا الشأن: "إن القيود المفروضة على حرية الحركة ليست مطلقة، لكنه يتحتم علينا إدراك حقيقة أن البلاد تواجه لحظة حرجة في معركتها التي استمرت أسبوعين لاحتواء أكبر انتشار لفيروس كورونا في أوروبا.. ولذلك تمثلت أهدافنا على وجه التحديد في الحد من انتشار الفيروس وإنقاذ المستشفيات، التي أصبحت تتأرجح على حافة أزمة صحية عامة، من أوضاعها المتردية".
وشهدت إيطاليا في الأيام الأخيرة تسارع وتيرة انتشار الفيروس ، حيث ارتفع عدد الحالات النشطة في البلاد إلى أكثر من 5 آلاف حالة - أكثر من نصفهم في منطقة لومباردي - وفي يوم أمس وحدة، أعلنت السلطات إصابة أكثر من ألف شخص على مستوى البلاد، حتى أن رئيس حزب يسار الوسط الحاكم في إيطاليا نيكولا زينجاريتي أعلن أنه مصاب بالفيروس وأنه في عزلة داخل منزله.