د.محمد متين هولاكو رئيس مجمع التاريخ التركي ونائب رئيس جامعة إرجيس التركية و استاذ التاريخ الحديث ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في نفس الجامعة، يزور القاهرة حالياً لبحث سبل التعاون الثقافي المصري التركي ولتمهيد الطريق أمام جسور كثيرة للتواصل وتفعيل الدور الثقافي في المجتمعين المصري والتركي. التقته 'بوابة الأسبوع' وكان الحوار التالي: ** زيارتك الأخيرة تبدو حافلة، فما هي أبرز أهدافها؟ بداية، لابد أن أوضح أن الجسور التاريخية بين مصر وتركيا هي جسور طويلة وضاربة في جذور التاريخ وأنه يجب التأكيد علي ذلك طول الوقت وتفعيله، فلا أحد يتخلي عن الجذور، وعلي هذا الأساس تأتي زيارتي هذه إلي مصر لتفعيل الدور الثقافي بين مصر وتركيا استناداً للتاريخ وللعناصر المشتركة بين الحضارتين والمجتمعين والشعبين المصري والتركي، تلك العناصر التي تتماهي معها أواصر علاقات عميقة تجمعنا. ** وما الذي حققته حتي الآن خلال هذه الزيارة؟ قمت بتفعيل التعاون بين مصر وتركيا عبر مجمع التاريخ التركي والهيئات المصرية في مقدمتها الجمعية الجغرافية ومكتبة الأسكندرية، فزرت الجمعية الجغرافية والمتاحف الموجودة بها، واجتمعت مع د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام والمشروعات الخاصة بمكتبة الاسكندرية واتفقنا علي عدة مشروعات منها ترجمة كتاب 'بيري رئيس' بحار وجغرافي وأميرال تركي مشهور الذي رسم خريطة العالم في القرن السادس عشر، هذه الخريطة علماء الغرب في ورطة كبيرة، لأنها رُسمت قبل اكتشاف كولومبس بسنوات عديدة، لذا نراهم يتجنبون الاعتراف بكون هذه الخرائط مرسومة من قبل بيري رئيس، لأنهم إن اعترفوا بهذا لكان معناه أن الأتراك كانوا يصولون ويجولون في السواحل الأمريكية قبل مولد كولومبس. وكذلك اتفقنا علي تنظيم ندوات مؤتمرات مشتركة وتبادل المطبوعات بين الجهتين، وكذلك القيام بكافة الاستعدادات لعام 2014 الذي يحمل عنوان 'عام مصر وتركيا'. ومن ناحية أخري قمت بمباحثات مع رئيس دار الكتب تناولنا فيها امكانية التعاون في مجال أرقمة الكتب وتصنيفها وفهرستها، خصوصاً وأن دار الكتب المصرية تحتوي علي خمسة آلاف مخطوطة تركية، هذا غير المخطوطات النادرة والتي تعتبر من روائع اللغة والأدب والتاريخ التركي ولا توجد نسخة أخري منها في العالم غير مصر، مثل كتاب ' قوتالغو بيليك' وهو من أهم الكتب فيالأدب التركي وتم تأليفه في القرن الحادي عشر، ولهذا الكتاب ثلاث نسخ في العالم كله إحداها في القاهرة، بل أن تركيا نفسها لا تمتلك نسخة منه. ** أظن أن هذا الكتاب له أهمية خاصة ومميزة لدي الأتراك.. !! يعتبر من روائع اللغة التركية ويعد من الكتب النادرة، تم تأليفه في القرن الحادي عشر في آسيا الوسطي، و هو كتاب الحكمة والنصائح حيث يعطي نصائحاً للحكام للإدارة العادلة علي طريقة الشعر، وقد كان هذا الكتاب مركوناً علي أرفف مخزن دار الكتب ولكن بعد مبادرة مركز يونس أمرة للثقافة التركية في القاهرة تم نقله إلي متحف دار الكتب الذي يعتبر من أهم المتاحف التراثية في مصر وذلك بفضل د.عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق القومية، الكتاب معروض في المتحف منذ شهر تقريباً وقد رأيته بنفسي. ** وما هو الجديد الذي تعده في إطار تفعيل الدور الثقافي والتاريخي بين مصر وتركيا؟ بعد أن تجولت ومررت بالعديد من الأماكن التاريخية والمعالم الأثرية في القاهرة مثل الأهرامات والمتحف المصري وخان الخليلي، وشاهدت كيف تنطق الجدران والشوارع والحجارة بالتاريخ بدرجة أبهرتني، قررت أن أقوم بتنظيم رحلات ثقافية إلي مصر تضم أبرز المثقفين الأتراك ورؤساء الهيئات الثقافية بتركيا وذلك بالتعاون مع السفارة المصرية في أنقرة وذلك للتعرف أكثر علي الحضارة المصرية العريقة ولتحقيق المزيد من التواصل.