3 سنوات مرت علي مقتله ولم تذق عائلته طعما للفرح ولم تأخذ عزاءه أملا في قضاء عادل بتأييد الحكم علي قاتله بعد صدور حكم بالاعدام من محكمة جنايات شبين الكوم. اليوم أسدل الستار علي القضية التي شغلت الرأى العام وأثارت المشاعر منذ 3 سنوات بعد مقتل محمد عيسي العليمي الذى دافع عن قريته لحمايتهم من تجار المخدرات وكان جزاءه مقتله علي يد أحد أبناء عائلة أبو حريرة التي أثارت الرعب والقلق بالقرية ونشرت السلاح والمخدرات حتي تم طردهم من القرية في عام 2011 ليعودوا للانتقام من أهل القرية في عام 2016 بمقتل ابن القرية محمد عيسي العليمي. محمد العليمي صاحب ال 45 عاما ابن قرية شما بمركز اشمون متزوج ولديه 4 بنات وطفل صغير أخذ على عاتقه خدمة قريته وأبنائها ومساعدة المحتاجين وتجهيز العرائس اليتيمات وساهم في إنشاء مدرستين بالقرية وكذلك بناء محطة مياه ووحدة غسيل كلوي أفنى حياته في مساعدة الناس، حسبما أكد أهالي قريته وجيرانه. حارب العليمي أبناء عائلة أبو حريرة الذين نشروا البلطجة والمخدرات والسلاح وقتلوا 11 شخصًا من أبناء القرية في معركة حامية حولت القرية إلى ثكنة عسكرية وجرى القبض على 22 من أبناء عائلة أبو حريرة ولكن سرعان ما تم الإفراج عنهم ليعودوا أكثر بطشا للانتقام حيث قرروا تحويل القرية تحت سيطرتهم والانتقام من اي مقاوم لهم. ولكن أهالي القرية طردوهم منها، وأشعلوا النيران بمنازلهم، وفر جميع أهالي العائلة في عام 2011 من القرية، وكان "العليمي" شاهدًا على ذلك ولكنهم كانوا يريدون العودة وتهديد الأهالي. أخذ العليمي، على عاتقه مع عددٍ من الأهالي عقد الجلسات العرفية وأرسل عدة شكاوى واستغاثات إلى وزارة الداخلية من أجل تنفيذ ما جرى في آخر جلسة عرفية بين العائلتين بعدم دخولهم للقرية ودفع تعويض لأهالي ضحاياهم وصل به الأمر إلى إرسال استغاثة عاجلة إلى رئاسة الجمهورية وأن يتم حماية أهل القرية من بطش العائلة. تلقى العليمي العديد من تهديدات القتل من أبناء أبو حريرة لرفضه عودتهم للقرية، وكان آخرها: " إذا رحل النهار فلابد من دخول الليل، وإذا عاش الإنسان فانتهاء عمره بدخوله القبر" برسالة على هاتفه قبل مقتله بساعات. خرج العليمي لمشاهدة مباراة مصر وغانا في نوفمبر 2016، وتعقبه الجناة عقب المباراة، حيث أكد صديقه "خيري السيسي" أنه بالقرب من كوبري حمام، على مدخل القرية، كان خلف المجني عليه، العليمي، وشاهد أحد الأشخاص من عائلة أبو حريرة، يدعى سامح، يطلق النار عليه. وحتى يتأكد من مقتله قام بتفريغ باقي خزانة السلاح ليلفظ العليمي أنفاسه، بعد نقله لمستشفى أشمون. انتفضت قريته وثارت حزنًا عليه، وقطع الأهالي الطرق والسكة الحديد ونزع فلنكات القضبان، في حالة غضب عارمة لم تستطع قوات الشرطة السيطرة عليها، سوى بالقبض على عدد منهم، ولكن سرعان ما تم الإفراج عنهم لتهدئة الأوضاع. تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية تسكنها الشرطة على مدار عدة أيام، وحضر إليها كبار مسئولي وزارة الداخلية لامتصاص غضب الأهالي، ومنهم مساعدو الوزير، واعدين الأهالي بالقبض على الجناة وبذلت قوات الشرطة جهودها، وقبض على 67 من أبناء عائلة أبو حريرة ومعاونيهم، إلى أن سلم "سامح أبو حريرة"، المتهم الرئيسي، نفسه إلى قوات الشرطة. ووجهت النيابة ل 12 متهمًا، تهم القتل العمد مع الإصرار والترصد ل"محمد عيسى العليمي"، وإحراز أسلحة نارية بدون ترخيص، وذخائر بدون اختصاص. والمتهمون ال 12 هم: "سامح علي أبو حريرة، أحمد محمد علي حريرة، حمدي علي محمد حريرة، علي مسعود حريرة، محمد علي محمد حريرة، نبيل علي محمد حريرة، هيثم علي محمد حريرة، حنان علي محمد حريرة، كريمة فهمي جبريل، مسعود علي محمد حريرة، أمل علي محمد حريرة، بدرية محمد أبو الغيط". وقضت محكمة جنايات شبين الكوم، والمنعقدة بمحكمة وادي النطرون، اليوم الأحد، بإحالة أوراق ال 12 متهمًا إلى فضيلة المفتي، بعد أن قضت بإعدامهم. وقضت محكمة النقض اليوم السبت بتأييد حكم الإعدام على سامح أبو حريرة، قاتل محمد عيسى، ابن قرية شما، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية. وكان مفتي الجمهورية صدّق على قرار محكمة جنايات شبين الكوم، بإعدام سامح أبو حريرة المتهم الرئيسي في قتل محمد عيسى العليمي. وأعلنت محكمة جنايات شبين الكوم والمنعقدة بمحكمة وادي النطرون، إعدام سامح أبو حريرة، والحكم بالمؤبد لأشقائه وأقاربه "أحمد محمد علي حريرة، حمدي علي محمد حريرة، علي مسعود حريرة، محمد علي محمد حريرة، نبيل علي محمد حريرة، هيثم علي محمد حريرة، مسعود علي محمد حريرة". كما قضت المحكمة ببراءة السيدات المتهمات بالقضية وهن والدة المتهم كريمة فهمي جبريل وشقيقتيه "حنان علي محمد حريرة، أمل علي محمد حريرة" وزوجة أحد المتهمين بدرية محمد أبو الغيط.