حين يلتقى زعيمان عربيان لأكثر من عشرين مرة فى غضون خمس سنوات، فإن الأمر يتعدى العلاقات الثنائية الوطيدة إلى ما هو أعمق.. إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية القائمة على التنسيق والتشاور المستمر وتوحيد الرؤى والمواقف فى كل الملفات العربية والإقليمية والدولية الراهنة المليئة بالتحديات فى عالم متغير. عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى أتحدث، وذلك بمناسبة زيارة السيسى الأخيرة إلى الإمارات، والتى شهدت حفاوةً بالغة ليست بمستغربة على أبناء زايد بن سلطان «حكيم العرب»- طيب الله ثراه-، وكانت أبرز ملامحها منح الشيخ محمد بن زايد للرئيس السيسى «وسام زايد»، أرفع وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول. وإثر المباحثات الرسمية بين الزعيمين العربيين، أكد الرئيس السيسى خصوصية العلاقات التى تجمع البلدين الشقيقين، مشيدًا بالمواقف المشرفة التى تتخذها الإمارات لدعم مصالح الشعوب العربية وقضاياها. فيما شدد الشيخ محمد بن زايد على أن العلاقات بين الإمارات ومصر تاريخية واستراتيجية وتقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك، مشيرًا إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ظل يكن لمصر حبًا كبيرًا وتقديرًا خاصًا حيث كان يعدها قلب العالم العربى وركيزة أساسية لأمنه»، مضيفًا أن السنوات الماضية أثبتت متانة العلاقات الإماراتية - المصرية وخصوصيتها وما تستند إليه من إرث ثرى وقواعد صلبة وإرادة سياسية قوية، حيث وقف البلدان معا بإخلاص وقوة ضد المخاطر التى استهدفت أمن المنطقة ومصالح شعوبها ومستقبل دولها. وإضافةً إلى العلاقات السياسية المتميزة، كان للعلاقات الاقتصادية حضورها المشهود، وهو ما ترجمته تصريحات م. سلطان بن سعيد المنصورى وزير الاقتصاد الإماراتى - فى حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام» بمناسبة زيارة الرئيس المصرى لبلاده – حين أشار إلى أن دولة الإمارات تأتى فى المرتبة الأولى من بين دول العالم المستثمرة فى مصر بإجمالى رصيد استثمار مباشر قيمته 24.3 مليار درهم يعكس نشاط 990 شركة إماراتية مستثمرة فى مصر حتى نهاية سبتمبر 2018م، لافتًا النظر إلى أن الاستثمارات الإماراتية فى مصر تعمل فى عدد من القطاعات الحيوية تشمل: القطاع المالى والمصرفى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع العقارى والنفط والسياحة والصناعات الدوائية والزراعة والتأمين وقطاع الموانئ والطيران وغيرها من القطاعات الحيوية. والخلاصة: مصر والإمارات.. طريق واحد ومصير مشترك وتنسيق كامل تظلله مقولة الشيخ زايد بن سلطان: « إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب.. وإذا توقف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة».