في جنازة عسكرية مهيبة غاب عنها وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، ومدير أمن القاهرة، اللواء أسامة الصغير، خوفاً من غضب الضباط، شيعت أمس جنازة شهيد الشرطة الملازم أول محمود أبوالعز، الذي استشهد برصاص مجهولين أثناء فحصه بلاغاً بسرقة سيارة سوزوكي في مصر القديمة. شيعت الجنازة من مسجد الشرطة بالدراسة إلي مدافن الأسرة بمنطقة الإمام الشافعي وتسببت حالة الغضب بين الضباط والأفراد الذين حضروا الجنازة في غياب وزير الداخلية ومدير الأمن، بينما تقدم الجنازة اللواء عبدالفتاح عثمان، مساعد الوزير للإعلام والعلاقات العامة، مندوباً عن الوزير، وودعت أسرة الضابط الشهيد جثمانه بالزغاريد وهتافات 'لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله'، بينما ظلت والدته تصرخ أثناء جنازته قائلة: 'قتلوك يا ابني برصاص الغدر حسبي الله ونعم الوكيل'. والدة أبوالعز قالت إن آخر اتصال بينها وبين نجلها كان أمس الأول يطمئن فيه عليها لأنه يقيم معها بمفردهما في الشقة وبعدها بقليل اتصل بها نجلها الأكبر الذي يعمل ضابط شرطة بقسم شرطة الجيزة يخبرها أن محمود أصيب برصاصة في رأسه ونقل للمستشفي ولكنه توفي قبل التمكن من علاجه وإسعافه. واتهمت أسرة الضابط الشهيد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بالتسبب في مقتله لرفضهما تزويد ضباط الشرطة بأسلحة تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة البلطجية والخارجين علي القانون، وأشارت إلي أنه كان ينهي استعداده للزواج من ابنة عمه خلال الصيف القادم. وأشارت خطيبته آية أبوالعز إلي أنها تلقت منه اتصالاً قبل الحادث بدقائق أخبرها أنه تعرض لإطلاق رصاص عشوائي أثناء وجوده في قوة من قسم مصر القديمة لفض مشاجرة عنيفة بمنطقة عزبة أبوقرن وبعدها تعرض للحادث، وقالت إنهم لو علموا بالمتهمين وراء حادث مقتل خطيبها سيأخذون حقهم منه بأيديهم دون انتظار للقانون الذي لا يجلب حقوق أحد، وأوضحت أنه كان دائماً يتمني الشهادة، ودعت الجميع إلي الاهتمام بضباط الشرطة الذين يصابون أو يلقون مصرعهم أثناء عملهم ومساواتهم بشباب الثورة والنشطاء السياسيين.