المدينة الباسلة انطلقت علي طريق التصعيد والعصيان ضد مرسي وإخوانه ولن يوقفها أحد. في ثاني أيام الدعوة إلي العصيان قامت مجموعات تضم أولتراس 'جرين إيجلز'، وبعض أهالي شهداء محاكمة بورسعيد، بمنع دخول أوتوبيسات عمال مصانع المنطقة العامة للاستثمار من المحافظات المجاورة الذين يقدر أعدادهم بنحو 10000 عامل، وذلك بافتراش الأرض أمام البوابات الرئيسية للمنطقة. كما سُمع دوي لأعيرة نارية ترهيبية، أدت إلي مغادرة بعض العمال للمصانع التي يعملون بها، لكن لم يتبين ما إذا كانت الطلقات جاءت من جانب القوات التأمينية أو من قبل مجهولين من أمام البوابات. نظم المحتجون في بورسعيد مسيرة جابت شارع محمد علي حتي وصلت إلي ميدان الشهداء، مرددين هتافات 'اكتب علي حيطة الزنزانة.. حكم المرشد عار وخيانة'، و'يسقط حكم الإخوان'، و'وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تاني في بورسعيد'.. وقامت مجموعة من المتظاهرين بنصب خيام للاعتصام داخل حديقة ميدان الشهداء المقابل لديوان عام محافظة بورسعيد. كما تضامن العشرات من عمال ترسانة بورسعيد البحرية مع العصيان المدني، بعمل وقفة رمزية سلمية رافعين رايات سوداء مكتوبا عليها 'القصاص العادل - دم المصري مش رخيص'، مما دفع أحد القيادات بالقوات المسلحة للتوجه إلي ترسانة بورسعيد البحرية للتفاوض معهم لعدم توقف العمل والحفاظ علي سلمية الوقفة الاحتجاجية، بينما توقف خروج البضائع من باب 30 الجمركي كإجراء احترازي ولدواعٍ أمنية. بينما قامت مجموعات من المحتجين بقطع طريق 23 يوليو من الجانبين ثم قاموا بالتصعيد بإغلاق طريق محمد علي حتي تقاطع شارع الثلاثيني وإشعال النار في الإطارات مما دفع جميع المحلات المجاورة إلي الإغلاق، تحسبا لأي أعمال تخريبية، في ظل اختفاء تام لرجال شرطة المرور من جميع شوارع بورسعيد، كما تم إغلاق الشوارع أمام حركة السيارات، خصوصا أمام مديرية أمن بورسعيد ومبني المحافظة ومجمع محاكم بورسعيد وسط ترديد المتظاهرين العديد من الهتافات منها 'يسقط يسقط حكم المرشد'، و'الشعب يريد إسقاط النظام'. في السياق ذاته، شهدت الدواوين والأحياء والمصالح الحكومية انتظام العمل منذ صباح أمس، دون أي صعوبات أو اشتباكات تذكر بين الموظفين العاملين بديوان عام محافظة بورسعيد والمحتجين المعتصمين أسفل الديوان الذين رددوا هتافات 'انزل... انزل.. وخلي عندك دم.. العصيان أهم' لمحاولة تشجيع العاملين للانضمام إلي العصيان المدني، كما أكدت محكمة بورسعيد الابتدائية انتظام سير العمل بجميع الدوائر والنيابات، وكذلك انتظم سير العمل بديوان هيئة ميناء بورسعيد. في حين استمرت جامعة بورسعيد لليوم الثالث علي التوالي في إتمام امتحان الترم الأول للكليات والمراحل المختلفة، وسجلت المدارس نسبة غيابات كبيرة أدت إلي إغلاق بعض المدارس، كما فض سائقو الميكروباص اعتصامهم في جميع خصوط السير بمحافظة بورسعيد واستمر عملهم. حركة '6 أبريل' ببورسعيد من جانبها أصدرت بيانا يشير إلي أن ما يحدث في المدينة من استجابة واسعة للعصيان، ما هو إلا نتيجة طبيعية لسوء إدارة الأزمة بالمدينة ومصر كلها وظلم السلطة للمدينة الباسلة في سبيل إرضاء أطراف بعينها، أهما تفاهمات الإخوان مع الداخلية والعسكر، وأنه نتيجة طبيعية لممارسات الإخوان ببورسعيد من استخدام عناصر مسلحة في قمع المتظاهرين السلميين في أحداث سابقة، وأشارت الحركة إلي أن شعبية الإخوان قد انهارت بشكل كبير بشكل غير مسبوق وأن النظام الحاكم قد فقد شرعيته. الحركة شددت علي أنها تدعم كل مطالب العصيان المدني ببورسعيد، وأنها تسعي إلي توفير الدعم القانوني لشهداء ومصابي أحداث بورسعيد الأخيرة، وأن هيكلة قطاع الداخلية ببورسعيد ورحيل المحافظ الحالي مطلب سياسي وشعبي من الجميع، مشيرة إلي أن قضية بورسعيد أصبحت الأولوية الأولي للحركة، وأنه جار الإعداد داخل الحركة مركزيا وعلي مستوي القطر المصري لدعم قضية بورسعيد بشكل كامل. كما أعلنت رابطة ائتلاف العاملين بالهيئة العامة لمواني بورسعيد مساندة المطالب المشروعة التي ينادي بها الشعب البورسعيدي علي وجه العموم وروابط مشجعي المصري علي وجه الخصوص، ومنها اعتبار ضحايا أحداث 26 يناير وما تلاها من شهداء الثورة وأيضا مصابي هذه الأحداث من مصابي الثورة. بالإضافة إلي إعادة محاكمة جميع المتهمين في قضية أحداث استاد بورسعيد أمام محكمة عادلة لتأكد الجميع أن الأحكام الصادرة بها شبهة سياسية، وأيضا إلقاء القبض فورا علي ثلاثي أولتراس الأهلي المتسببين في أحداث استاد بورسعيد رغم صدور قرار من النيابة العامة بإلقاء القبض عليهم، كما أعلنت مساندتها لجميع التحركات السلمية التي تطالب بالحصول علي جميع الحقوق في إطار السلمية والمحافظة علي الأرواح والممتلكات العامة والخاصة. بينما كثفت قوات الجيش من وجودها أمام سجن بورسعيد العمومي والذي تحول إلي ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث تمركزت مدرعات الجيش وانتشرت في كل أنحاء بورسعيد للتأمين كما انتشرت قوات تأمينية من الجيش أمام جميع الكليات الموجودة في جامعة بورسعيد لتأمين عملية إجراء الامتحانات للطلبة والتي تجري حاليا. وعلي الجانب الآخر فقد رصدت 'الدستور الأصلي' تكدس السيارات علي محطات السولار والوقود وسط اختفاء تام للسولار والبنزين بكل أنواعه مما أدي إلي إصابة المدينة بالشلل المروري علي مستوي الشوارع والميادين كافة الموجودة بالمدينة الباسلة. الناشط السياسي أحمد خير الله، عضو تكتل شباب بورسعيد، قال ل'الدستور الأصلي' إن أهالي وأسر الشهداء والمصابين والقوي الثورية والشبابية كافة في المدينة دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مبني ديوان عام محافظة بورسعيد حيث أقام المتظاهرون، عشرات الخيام أمام المحافظة وذلك اعتراضا علي تجاهل مطالبهم والخاصة بالقصاص للشهداء، مشيرا إلي أن العصيان المدني مستمر حتي تتحقق المطالب، خصوصا بعد أن حقق نجاحا كبيرا علي مدار اليومين الماضيين واستجاب له أكثر من 90% من أهالي المدينة الباسلة سواء من أصحاب المحلات أو المدرسين أو الطلاب في المدراس أو العاملين أو الموظفين في المصالح والمنشآت الحكومية الموجودة ببورسعيد، منوها إلي أن سقف المطالب الخاص بالأهالي والمتظاهرين في المدينة الباسلة يرتفع، حيث بدأ الحديث ليس عن القصاص لدماء الشهداء، بل عن شرعية الرئيس محمد مرسي، خصوصا أن مناقشات ولقاءات تتم حول التصعيد في حالة بقاء التجاهل الحكومي إلي الإعلان عن عدم الاعتراف بالرئيس محمد مرسي رئيسا أو ممثلا شرعيا للمواطنين والأهالي في المدينة الباسلة. أما إسماعيل المناوي، الناشط الحقوقي بمركز مساواة ببورسعيد، فقد أكد ل'الدستور الأصلي'، أن العصيان المدني مستمر لمدة ثلاثة أيام أخري وذلك كمهلة أخيرة للرئيس محمد مرسي والدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة للاستجابة لمطالب أهالي بورسعيد سواء بالقصاص للشهداء أو إعادة محاكمة المتهمين في قضية مجزرة بورسعيد في ظل صدور أحكام مسيسة. وأضاف أنه علي الرغم من المشاركة الشعبية الكبيرة من قبل أهالي وشباب ونساء وطلاب مدينة بورسعيد، فإن التيار الديني اختفي تماما في هذه الأحداث.