يبدو أن الحقد والكراهية والغل الكامن في صدور الإخوان من الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر أصبح يجري داخلهم مجري الدم في العروق.. بل أصبح مرضًا يعكر عليهم صفو حياتهم، ويمثل عبئًا ثقيلًا عليهم، ازداد مع انتشار صور الزعيم في ميادين تحرير مصر مع تفجير ثورة 25 يناير، وقد ظل الإخوان علي مدي مسيرتهم يحاولون الشفاء من هذا الحقد بالإنتقام من عبدالناصر وتاريخه الوطني، فكان مصيرهم الفشل الذريع، إلي أن تصوروا -وهما- أن فرصتهم قد جاءت لتحقيق هدفهم الأسمي في تشويه تاريخ هذا الرجل الكاريزما وثورته المجيدة مع اعتلائهم سدة الحكم بفوز الدكتور مرسي عضو مكتب الإرشاد ورئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان بمنصب رئاسة الجمهورية.. وكانت ضربة البداية أو بالونة الاختبار الأولي أو كلمة السر لبدء الهجوم من الدكتور مرسي نفسه عندما قال في ميدان التحرير ووسط جماهير الثورة ملقحًا علي ثورة يوليو 'الستينيات وما أدراك ما الستينيات' .. لكنهم–أي الإخوان – فوجئوا بسيل هائل من الهجوم والانتقادات، بل وزادت صور جمال عبدالناصر في الميدان ومعها انتشرت أغاني ثورة يوليو.. وهو ما وضع الإخوان في موقف لا يحسدون عليه.. لكن ماذا يفعلون وقد االحقد والغل وهو حمل ثقيل يتعب حامله، ويفسد به فكره، ويكثر به همه وغمه.. فأشار عليهم أحد قادتهم إلي الاستعانة بشواريهم المحاطين بالسيد الرئيس.. وعندما تدخل أحدهم منبهًا أن أحوال البلد وانشغال شواري الريس بالمعارضة المشتعلة بالشارع وسقوط ضحايا مما يشير إلي أن الوقت غير ملائم.. فرد الكبير بالعكس هذا هو الوقت المناسب في ظل انشغال الناس.. وقد كان وبمجرد عرض الأمر عليهم تفتق ذهنهم عن فكرة جهنمية وتساءلوا: لماذا لا نقلق عبد الناصر في قبره؟! فربما يكون هذا هو الدواء الناجع لنا و الشفاء من داء الحقد والغل الذي أتعبنا وأشقانا علي مدي '61' عامًا منذ قيام ثورة يوليو 1952.. فقال أحدهم : علينا معاودة تجديد القضية التي كنا قد رفعناها منذ أكثر من 20 عامًا بنقل قبر عبدالناصر من مكانه لأنه مدفون في أرض ليست ملكه لكنها ملك للجمعية التابع لها المسجد الملحق بالقبر !!.. وإذا نجحنا في هذه الخطوة نكون قد حصلنا علي الترياق الشافي للمرض العضال الذي أصابنا بسبب هذا الرجل في حياته وازدادت حدته بعد مماته مع ازدياد محبيه ومريديه !!.. وعندما عرض الأمر علي كبيرهم رفضه بشدة لأن هذا الإجراء ربما يجلب عليهم كثيرًا من الانتقادات.. وتذكر ما تعرضوا له من انتقادات واسعة وقت سعيهم لهذا الأمر لدرجة أنه غير متذكر هل رفضت القضية أم تم سحبها بعد ردود الفعل السيئة التي تعرضوا لها وقتها.. وطالبهم بالبحث عن بديل آخر بشرط إقلاق عبدالناصر في قبره .. وكان البديل جاهزًا فعلًا فقد اكتشف شوار والريس في مؤسسة الرئاسة أن حراسة القبر ومكتب وعامل بوفيه تابعون للرئاسة .. فصدر قرار علي الفور موجه إلي أسرة الزعيم بعدم مسؤوليتها عن حراسة ضريح الرئيس جمال عبدالناصر، وأرسلت سيارة من الرئاسة وتم تحميل المكتب وبعض الكراسي مع منع عامل البوفيه من التواجد في الضريح .. وجاء صوت المهندس عبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم في مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامج 'مانشيت علي فضائية أون تي في' معلقًا : أن الرئاسة أسندت المهمة إلي القوات المسلحة، والضريح أصبح تحت إشراف وزارة الدفاع، وهذا شرف لنا لأن عبد الناصر ابن هذه المؤسسة.. لكن لم أتخيل أن تتجاهل مؤسسة الرئاسة أحداث بورسعيد والسويس وميدان التحرير والشوارع المحيطة به والاشتباكات التي تدور في شتي أنحاء مصر، وتهتم بقبر الزعيم لترفع عنه الحماية والاهتمام.. وأوضح نجل الرئيس الراحل: 'أن مشكلة الإخوان مع عهد جمال عبد الناصر قضي أن عبد الناصر ألغي وجودهم تمامًا كما أن مشروع عبد الناصر أنهي علي مشروع الإخوان، لأنه دفع البلاد نحو التنمية والتعليم والقضاء علي الجهل والفقر في الوقت الذي يستخدم فيه الإخوان الجهل والفقر لنشر مشروعهم،.. وأضاف: 'أن الإخوان يتجاهلون جرائمهم ويهاجمون عهد عبد الناصر بعدما قام المتظاهرون برفع صور للرئيس الراحل وترديد شعاراته، وأن عددًا كبيرًا من المتظاهرين رفع صورًا لعبد الناصر في جميع مدن مصر حتي إن عددهم هذه المرة فاق المرة الأولي أيام ثورة 25 يناير'. انتهي تعليق عبدالحكيم عبدالناصر.. ولا نملك في النهاية إلا الدعاء للإخوان بتطهير قلوبهم من الغل والحقد والحسد والكبر .. آمين