أكد الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أهمية الدورة ال 30 لمؤتمر الأوقاف الدولي المنعقد بالقاهرة حاليا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وبرئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لبحث فقه بناء الدول ولإطلاق وثيقة القاهرة للمواطنة. وقال البشاري - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته بمؤتمر الأوقاف الدولي - إن ذلك المؤتمر يأتي في الوقت والظروف المهمة التي تمر بها المنطقة العربية مع التكالب واختطاف الإسلام من خلال جماعات الإسلام السياسي التي غيرت مفهوم الدولة الوطنية وجعلتها خادمة للتنظيم الإرهابي بل وجعلت التنظيم فوق سلطة الدولة وخادما لها. وأضاف أن تلك المتغيرات الراهنة حدت بعلماء الأمة إلى ذلك التجمع الكبير في مصر بلد الأزهر الشريف، حيث يلتقي أكثرمن 500 وزير شئون إسلامية ومفتي ورؤساء جاليات إسلامية ومنظمات دولية معنية بقضايا الإسلام لبحث سبل دعم الدولة الوطنية ضد جماعات الفكر المتطرف. وأشار إلى أهمية أبحاث المؤتمر للتأصيل الفكري والفقهي لمكانة ودور الدولة في الإسلام بأنها دولة وطنية وليست دينية أو مصلحية تخدم مصالح الأحزاب أو التكتلات، بل منظومة اجتماعية تدير الشأن العام باختلاف الأديان والأعراق والأجناس بل تجعل تلك الاختلافات مصدر قوة لتجسيد وتأسيس فقه المواطنة لبناء الدولة الحديثة المعاصرة، وهو النهج الذي صار عليه النبى صلى الله عليه وسلم، فلم يكن منهجه الحرب والتشهير والسب والعنف والقتل، بل منهجه وهو منهج الاسلام القائم على السلم والسلام والأمن والأمان وتسأيس ثقافة التسامح والتي تساهم في نهضة المجتمعات المسلمة في ظل المتغيرات الدولية الراهنة. وحول دور المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ومقره أبوظبي لتأصيل فكر الدولة الوطنية، قال الدكتور البشاري إن المجلس الذي يضم المؤسسات الإسلامية تم تأسيسه خصيصا لبناء منظومة فكرية متكاملة يجعل من تلك القضايا أمرا ملحا يجب بحثه وتناوله بعلم وفكر ثاقب وكذلك العمل على تحصين أبناء المجتمعات المسلمة من هؤلاء الدخلاء أصحاب الفكر المتطرف الذين يجيشون أبناء المسلمين في منظوماتهم الفكرية والحزبية فأصبح من أبناء المسلمين جنود داعش والقاعدة وتنظيمات الإسلام السياسي. كما شدد على دور العلماء والمفكرين فى العالم الإسلامي لتحرير الإسلام من اختطافه من جماعات الإرهاب لتوعية المجتمعات المسلمة؛ خاصة الشباب من دعاوى الجماعات المتطرفة بتأسيس نظرة فقهية معاصرة تقوم على الثوابت والتراث الفقهي الإسلامي الصحيح وتنفتح على مفهوم الدولة الحديثة. وأكد البشاري عدم وجود أي تناقض بين الانتماء للدين ومقتضيات الشريعة الإسلامية التي تناسب كل زمان ومكان وتستوعب كل فكر صحيح وتدعو إلى نهضة المجتمعات بعيدا عن التشدد والغلو، مشيدا بالجهود التي تقوم بها مصر لتجديد الخطاب الديني وفق مقتضيات العصر وثوابت الدين وتصديها لفكر الجماعات المتطرفة التي تسعى لفرض فكرها الخاطئ على المجتمع، مثمنا في هذا الصدد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بشباب مصر أول أمس، والذي استعرض فيه التطورات التي تخص المجتمعات، محذرا من خطورة الشائعات على نهضة الأمم وتقدمها، ومشددا على دعم الدولة الوطنية.