يعد الجيش في كل بلدان العالم عماد أمنها وسلامتها ومصدر استقرارها ، فالبلد التي لا تحظى بقوات مسلحة مدربة ويقظة وبيدها سلاح متطور تكون عرضة للتلاعب بها لا بل أنها لا تملك قرارها ويََتَهدد استقرارها ، ومن الإنصاف القول أن الجيش المصري بداية من 2013 م وصولا إلى لحظة كتابة هذه الكلمات حظى باهتمام بالغ تحديثاً وتدريباً كما لم يحظى به منذ أربعون عاما ، كان الاعتماد في الفترة الماضية على السلاح الأمريكي فقط ،وكان عرضة للمزاج الامريكي في تزويد القوات المسلحة المصرية متى أرادت ومتى امتنعت ، لقد تغير هذا الأمر إلى غير رجعة في ظل تولي الرئيس السيسي لزمام الأمر ، فعمل على تنويع مصادر السلاح ليشمل المتطور منه من الترسانات المختلفة فرأينا مرة يستعين بالطائرات الفرنسية Rafale (الرافال) مع بداية 2016 م ثم حاملة الطائرات (المستيرال) والتي دخلت الخدمة بالفعل العام الماضي ،ثم تتجه مصر الى الناحية الروسية لتشتري 50 طائرة من طراز "ميج 29" وكذلك قامت مصر بشراء خمسين مروحية هجومية روسية من طراز KA-52 ، وضم إلى بحريتنا أربع غواصات جديدة من ألمانيا ،بالأمس أعد موقع “غلوبال فاير باور”، العسكري المتخصص، تصنيفا حول أقوى جيوش العالم لعام 2019 في منطقة الشرق الاوسط من حيث السيطرة الجوية وكان الترتيب كالاتي : تحتل مصر المرتبة الأولى في المنطقة من حيث العدد ب1092 طائرة حربية متنوعة، متقدمة بذلك على تركيا التي تأتي في المرتبة الثانية ب1067 طائرة حربية ، ووفقا لإحصائيات 2019، يشمل أعداد الطائرات، المقاتلات والطائرات الاعتراضية والمروحيات وطائرات النقل العسكري وطائرات التدريب المتقدمة ،وفي المرتبة الثالثة حلت المملكة العربية السعودية بعدد طائرات وصل إلى 848 طائرة حربية متنوعة، متقدمة بذلك على إسرائيل التي جاء ترتيبها في المرتبة الرابعة بامتلاكها 595 طائرة حربية. الجيش في مواجهة الإرهاب : يسطر الجيش المصري ملحمة بكل المقاييس في حربه على الإرهاب البغيض وفي ذلك قيامه بالعملية الشاملة "سيناء 2018". وأعلنت خلالها عن قتل نحو 450 "إرهابياً" وتدمير 900 سيارة وألف دراجة نارية تابعة للإرهابيين، واحتجازها ل118 طناً من الحشيش و24 مليون قرص مخدّر، وما زال يؤدي عمله بنجاح منقطع النظير. الجيش والتعاون مع الجيوش الأخرى : قامت وحدات البحرية المصرية مع نظرائها الأميركيين والسعوديين في تمرين "تحية النسر- 2018 م ، وأجرت تدريبات مشتركة عديدة منذ العام 2014 بما في ذلك استئناف عملية مناورات "النجم الساطع" خلال العام 2017 مع امريكا، وفي أكتوبر 2018 شارك الجيش في تدريبات "تبوك 4" مع القوات السعودية في "المنطقة العسكرية الجنوبية" في مصر، وما زال عطاء الجيش قائم على جميع المناحي . لقد أحسن الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي بهذه النهضة التي يقودها لتحديث الجيش المصري سواء من حيث تنويع مصادر سلاحه أو من حيث تعاونه من الجيوش الأخرى أو من حيث الأداء الرائع في القضاء على وباء الإرهاب في سيناء أو غيرها .
الأمة التي لا يحميها جيش لا يمكن لها أن تنهض أو تقوم لها قائمة ، أن نعيش أزمة اقتصادية ولدينا جيش عظيم أفضل مليون مرة من أن نعيش في رخاء بلا جيش بلا كرامة ، فلنتفق أن الجيش هو درع الأمة ومصدر فخرها ومبعث عزها ، ولنتفق على الأنفاق على الجيش وتحديثه هو خط أحمر لا يُقترب منه ، رسالتنا إلى يسيئون ليل نهار إلى جيشنا الوطني لا مكان لكم بيننا على هذه الأرض العظيم وموتوا بغيظكم ، حفظ الله جيشنا وبلدنا من كل مكروه وسوء