خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة، قدم أمير قطر أبرز هداياه للأمريكان بالإعلان عن تطويرات وتوسعات جديدة بقاعدة العديد الأمريكية بالقرب من الدوحة بكلفة تجاوزت ال 8 مليارات دولار، وهو الأمر الذى جعل الرئيس الأمريكى يقدم شكره الجزيل للنظام القطري. ووفقًا ل «كريستيان أولريخسين».. محلل شؤون الخليج فى معهد بيكر فى جامعة رايس الأمريكية.. فإن «قاعدة العديد هى جزء من المزايا الاستراتيجية التى توفرها قطر للولايات المتحدة .. فهى توفر ظروفًا لا يمكن للجيش الأمريكى أن يحصل عليها فى أى مكان آخر». ووجود هذه القاعدة الضخمة التى تضم أكثر من 10 آلاف جندى أمريكى يفرض سؤالًا ملحًا: ما حاجة قطر إذًا لقاعدة عسكرية تركية تعمل بالأراضى القطرية، وتزداد أهمية السؤال بالإعلان مؤخرًا عن انشاء الأتراك لقاعدة عسكرية إضافية تحمل اسم «قاعدة طارق بن زياد»؟!!. فهل تتعرض قطر- مثلًا- لمؤامرة من جيرانها بالخليج، أم أن الأمر يرتبط بأهداف خاصة بالسلطان العثمانى الموهوم «أردوغان»؟!! ولا شك أن القاعدة الجديدة تمثل استمرارًا لتعاظم النفوذ التركى وتحويل قطر إلى قاعدة متقدمة للمصالح التركية فى منطقة الخليج، لا سيما وأن أنقرة لا تخفى رغبتها فى استثمار أزمة الدوحة وعزلتها الإقليمية كمدخل لتثبيت وجودها العسكرى والاستخباراتي، سواء من خلال قاعدتها العسكرية الحالية، أو عبر القاعدة الجديدة التى تم الإعلان عنها بمواصفات أكبر وبحضور عسكرى نوعى من حيث أعداد الجنود والقطع العسكرية والأهداف الاستراتيجية، وهو ما يجعل قطر محمية تركية أقرب إلى فكرة «الاحتلال المقنع»!! ويأتى الإعلان عن القاعدة التركية الجديدة فى وقت تحوّل فيه المال والإعلام القطريان إلى أداة لتحقيق أجندات تركيا فى المنطقة، سواء بالترويج لجماعات الإسلام السياسى (خصوصًا جماعة الإخوان الإرهابية) أو بمهاجمة الدول العربية التى تعارض التمدّد التركى وتعمل على وقفه حفاظا على أمنها القومى وأمن المنطقة، ونقصد تحديدًا: مصر، والسعودية، والإمارات. وكانت دول المقاطعة الأربع (مصر- السعودية- الإمارات- البحرين) قد اشترطت على الدوحة إغلاق القاعدة التركية من ضمن سلسلة من المطالب، ومنها علاقتها الوثيقة بإيران وبجماعات متشددة وتمويل الإرهاب، وضرورة وقف الحملات الإعلامية الموجهة لاستهداف أمن الدول الأربع. ويبدو أن أردوغان ما زال يحلم بتمدد النفوذ العثمانى عبر قطر بعد أن تعرض لضربات متتالية تهدد هذا الحلم المستحيل فى ليبيا بتحرك الجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر صوب طرابلس لاستئصال الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا، وكذلك خروجه من «سواكن» بعد خلع حليفه الرئيس السودانى المسجون حاليًا عمر البشير.