مازالت الحياة مليئة بالفرص لمن يريد أن ينجح وليس من شروط النجاح أبدًا دخولك ما يسمى بكليات القمة فالعبرة بالجهد والفكر خارج الصندوق.. هذه قصة الآلاف من المميزين ومنهم بطلة مقال اليوم.. آلاء حسان بنت مصر التى تحدت اليأس والكسر فأصبحت رمزًا ومثلاً مميزًا يستحق أن نكتب عنه بفخر واعتزاز..!! بنت مصرية تحمل كل الجينات العبقرية التى يتوارثها أبناء هذا الشعب جيلاً بعد جيل ويبقى عليك فقط أن تفتش عنها وتستغلها.. شاءت الأقدار أن تحصل على 91% فى الثانوية العامة منذ 3 سنوات وتفقد كل فرص الالتحاق بتلك الكليات العملية المسماه بكليات القمة لتشعر ببعض اليأس والإحباط خاصة وهى لا تملك المال الكثير لتلتحق بجامعة خاصه وتحقق حلمها فى دراسة الصيدلة التى عشقتها منذ الصغر. حملتها الأقدار ومكتب التنسيق إلى أن تلتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإيطالية بعد أن فشلت حتى فى أن تدخل قسم اللغة الإنجليزية التى كانت متفوقة فيها لتجد نفسها فى قسم لا يدخله إلا القليلون جدًا من الطلاب وتدرس لغة لا تعرف فيها حرفًا واحدًا وبين أساتذة أغلبهم أجانب لا يتحدثون سوى الإيطالية وبطلاقة شديدة حتى كادت أن تفقد الأمل فى مجرد الاستمرار فى هذا التخصص الذى فرض عليها ولم تختاره بإرادتها المطلقة ولكن لأنها بنت مصر القوية كمثل جميع بنات جيلها حين يفتشن عن نقاط النور والتحدى بداخل أرواحهِن فقد كسرت اليأس سريعًا وتغلبت عليه. فى لحظة صدق مع النفس قررت أن الحياة لن تتوقف هنا فى تلك النقطة وأنها ستصبح بارعة فى هذا العلم الذى تدرسه لأول مرة فاجتهدت خلال عامها الأول وبذلت الكثير من الجهد المضاعف عن طريق التعلم والتقرب إلى أساتذتها بخلقها واجتهادها ودوام البحث على الإنترنت وتعلم هذه اللغة الجديدة حتى حصلت فى نهاية السنه الدراسية الأولى على تقدير مرتفع المركز السابع على دفعتها. بعد سنة أولى أداب صممت لنفسها قناة على موقع يوتيوب لترجمة وتعليم الإيطالية عن طريق فيديوهات تقوم فيها بتعليم الطلاب الجدد قواعد اللغه الإيطالية بالمجان حيث لا يملك أغلبهم قيمة الحصول على كورسات مباشرة بمبالغ باهظة كما عملت بالترجمة والتنقيح لأفلام وثائقية إيطالية ثم تعلمت المونتاج والدوبلاج وأصبحت تنتج أفلامًا وثائقية خاصة بها باللغة الإيطالية لتنشيط السياحة بمصر لتختارها جامعتها العريقة جامعة القاهرة لتمثلها فى مؤتمر دولى للشباب فى شرم الشيخ لتكون مرشدة للوفود المتحدثة بالإيطالية خلال المؤتمر العالمى. فى العام الثانى حصلت على المركز الرابع على دفعتها واختارتها إحدى شركات الاتصالات الإيطالية الكبرى لتعمل معهم عن طريق الإنترنت ثم تمت دعوتها لحضور مؤتمر دولى بين مصر وسويسرا وإيطاليا لتتحدث عن قصة طموحها وليسمعها العالم ويفخر بها وهى تكسر كل توابيت اليأس والإحباط لتصبح شخصًا مميزًا فريدًا يتحرك خارج خارج صندوق التقليد الضيق وبعيدًا عن وهم كليات القمة التى يعيش فيها أغلب الطلاب بل وأغلب الأسر المصرية منذ عقود دون جدوى أو تغيير. مثال بسيط من أمثلة كثيره للنجاح والتميز خارج الأنماط المعتادة من شباب مصرى ذكى استطاع أن يمنحنا درسًا عظيمًا مفاده أن النجاح ليس مقتصرًا على أهل القمة المزعومين ولكن الأرض مازالت تتسع للجميع إذا اجتهدوا وثابروا وتميزوا مهما كان مجالهم أو دراستهم فالأهم هو التميز وليس التكرار والنمطية. شكرا بنت مصر وليوفقك الله فى عامك الأخير فى كليتك الرائعة لتصبحى عما قريب سفيرة لمصر أو إعلاميه شهيرة فى قناة مصرية أو أجنبية أو ايًا كان اتجاهك فالمهم أن تصبحى انت نفسك كما تستحقين وكما أردت وليحالفك الحظ فى تحقيق حلمك الذى يراودك بأن تحصلى على منحة لاستكمال دراستك فى الخارج حتى تعودى لبلادك وأنت على أعلى درجات العلم والتطور لتفيدى به شباب مصر الصاعد وتمنحيهم أملاً فى أن الحياة لا تتوقف عند كلية معينة أو دراسة بعينها... القمة أنت وليس الكلية أو المال أو المنصب فمازال الإنسان هو معجزة الله فى الأرض وسر الوجود... فيها حاجة حلوة.