أعلنت القوات المسلحة السودانية أن قوات 'الجيش الشعبي' التابع لدولة جنوب السودان , بدأت في تنفيذ الإنسحاب الفوري غير المشروط من 6 مناطق داخل الحدود السودانية من ضمنها 'بحر أبيض , جودة , المقينص , البيبيس , والأدهم' , وذلك بعد أن تلقت أوامر بتنفيذ اتفاقيات التعاون في أعقاب قمة الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت الأخيرة بأديس أبابا . جاء ذلك علي لسان رئيس اللجنة الفنية عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في مفاوضات أديس أبابا من جانب السودان الفريق ركن عماد الدين مصطفي العدوي في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف السودانية نشرتها الثلاثاء. وأعلن العدوي عن الاتفاق علي آليات مراقبة وتحقق للمنطقة منزوعة السلاح في الحدود والتي تتألف من 4 قطاعات ستكون رئاستها في 'فلج وكادوجلي وراجا وقوك مشار' ورئاسة بعثتها بمنطقة 'آبيي' وستعمل تحت حماية 300 جندي إثيوبي بعد إرسال المراقبين إلي منطقة 'أصوصا' الإثيوبية لتلقي التدريب خلال 5 أيام. وتوقع رئيس اللجنة, إكتمال انسحاب قوات الجيش الشعبي في يوم 16 يناير الجاري في المرحلة الأولي, تعقبها إعادة الانتشار والانسحاب الي خارج المنطقة منزوعة السلاح وعمقها 10 كيلومترات علي جانبي حدود البلدين. وعن فك الارتباط بين الجيش الشعبي و 'قطاع الشمال' في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قال العدوي, إن الرئيس الجنوبي سلفاكير تعهد بذلك وإن السودان تقدم بشكوي الي الاتحاد الأفريقي بشأن دعم الجنوب للمتمردين وستناقش اللجنة الأفريقية في أول اجتماع لها هذه الشكوي. وكشف رئيس اللجنة الفنية عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في مفاوضات أديس أبابا من جانب السودان الفريق ركن عماد الدين العدوي في ذات الوقت, عن إتفاق الخرطوم وجوبا علي إنشاء 10 معابر حدودية بعد صدور أوامر من كل دولة بتشكيل لجنة فنية خاصة بالمعابر لتجهيز ترتيبات النقاط الجمركية والهجرية والشرطية. وقال العدوي إن اللجنة الفنية ستجتمع في أديس أبابا وستكون هناك زيارات مشتركة للتأكيد علي تجهيزات المعابر الحدودية التي لن تفتح قبل 27 من شهر مارس القادم. وشن العدوي, هجوما لاذعا علي الرئيس الأوغندي يوري موسفيني واتهمه بلعب 'دور قذر' في المنطقة تنفيذا لأجندة أجنبية , مؤكدا تحسب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لتحركاته. وأضاف أن تطبيق الاتفاقيات الأمنية بين شمال السودان وجنوبه سيعطي السودان فرصة للتحقق من دعم وإيواء المتمردين. وكانت قوي 'الإجماع الوطني' المعارضة والجبهة الثورية السودانية وبعض المنظمات الشبابية والمجتمع المدني قد وقعت علي ميثاق في العاصمة الأوغندية كمبالا مؤخرا أطلقت عليه "الفجر الجديد" يهدف إلي إسقاط الحكومة السودانية بكافة الوسائل . وحدد الميثاق ترتيبات ما بعد إسقاط النظام ونص - ضمن بنود أخري - علي إقامة فترة انتقالية مدتها أربع سنوات تنتهي بإقامة انتخابات حرة ونزيهة وينعقد خلالها مؤتمر دستوري يحقق إجماعا وطنيا حول كيفية حكم السودان . العودة إلي أعلي اعتقال جمال إدريس وإنتصار العقلي علي صعيد آخر اعتقل جهاز الأمن والمخابرات السوداني في ساعة متأخرة الليلة الماضية رئيس الحزب الاشتراكي الوحدوي الناصري السوداني جمال إدريس والقيادية بالحزب الناصري إنتصار العقلي عقب عودتهما إلي الخرطوم من العاصمة الأوغندية كمبالا بعد مشاركتهما في اجتماع المعارضة السياسية والعسكرية التي وقعت علي ما سمي بميثاق 'الفجر الجديد' لإسقاط النظام. وذكرت صحيفة 'سودان تربيون' الصادرة الثلاثاء أن ممثلي المعارضة المشاركين في إجتماع كمبالا الذي تمخض عنه الميثاق شرعوا في العودة للبلاد وكان في مقدمتهم جمال إدريس وانتصار العقلي وينتظر عودة بقية المشاركين خلال اليومين المقبلين وتوقعت أن تعتقلهم الأجهزة الأمنية بمجرد عودتهم. وأشارت الصحيفة إلي أن هذا الاعتقال يأتي في إطار تصعيد حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم لانتقاداته لقوي المعارضة السياسية بعد التوقيع علي ميثاق 'الفجر الجديد' الذي أعلن إلتزام القوي الموقعة عليه - بما فيها الحركات المسلحة - بأولوية العمل السياسي في إسقاط النظام.