«غربان الشر» تتحرك صوب الخليج العربى، لتعيد من جديد أجواء الموت والخراب والدمار التى حطمت راية العرب على مدى سنوات ليست بالبعيدة.. فتحت ذريعة «المشروع النووى الإيرانى» تواصل واشنطن ولندن، وكل من يسير فى فلكهما، حشد القوات، من أساطيل وفرقاطات وحاملات طائرات، راحت تتمدد فى البحار والشطآن والخليج، فى تهيئة مكشوفة للمسرح العسكري، لكى يستقبل واحدة من الحروب، التى قد تقضي-حال وقوعها-على ماتبقى من أمن المنطقة. لقد بات المسرح مهيأ لوقوع حرب جديدة، وهى حرب، لن تبقى ولاتذر، بل ستكون كارثة حقيقية على الخليج وأمنه وما تبقى من استقراره.. فشن حرب جديدة لن تتوقف تداعياتها عند حدود إيران وقوى الشر الغربية، بل ستتمدد لتطال بقية بلدان المنطقة، ولعل ماصرح به أمين عام حزب الله «حسن نصرالله» من تصريحات خطيرة نهاية الأسبوع، أكد فيها أن الحرب إذا وقعت ستشمل كل المنطقة، أمر حقيقى؛ لأن اشتعال لهييها سيمتد إلى السعودية والإمارات والكيان الصهيوني، وغيرها من البلدان، وهو ماسيعنى قضاء مبرما على كافة أطراف المنطقة. وقوع الحرب مجددا فى الخليج، يشكل أحد تداعيات المؤامرة الغربية على المنطقة، والتى بلغت مرحلتها الأخطر بغزو العراق فى حرب العشرين من مارس 2003، ثم جاءت أحداث ما بعد يناير 2011، لتشق صفوف الدول العربية من الداخل، وتوجه لها ضربة فى الصميم، وتحول الصراع من مواجهة عربية مع الكيان الصهيونى إلى حروب قبلية وطائفية وعشائرية وعرقية داخل البلدان العربية نفسها، فتساقطت الجيوش وانهارت أو ضعفت، وتحولت البنادق لمحاربة جماعات التطرف والإرهاب التى نمت وترعرعت برعاية أمريكية ومخابراتية غربية، فانهارت وحدة البلاد، وتحولت كثير من المدن العريقة إلى أنقاض تنعق فيها البوم، وراحت حروب الفتن تشرد الملايين من المواطنين خارج حدود بلادهم، فى مشهد مهين سوف يتوقف أمامه التاريخ طويلا، إن قدر لأمة العرب أن تقوم لها قائمة يومًا ما. لقد حذر العقلاء فى الأمة كثيرا من تلك النتائج التى هوينا إليها، ويوم ما، قلنا إن الشهيد صدام حسين والجيش العراقى العظيم كانوا صمام الأمان للتصدى للأطماع الايرانية فى الخليج، والمنطقة العربية..يومها لم يصدق البعض، وراح الكثيرون يسخرون من تلك المقولة، ولكن اليوم، وبعد اكثر من ستة عشر عاما من احتلال العراق، بات الواقع الخليجى والعربي، برمته، أسيرًا للمهددات والأطماع الايرانية والغربية فى المنطقة، وهو أمر مشين، دفع العديد من حكام العرب إلى الندم «ولوسرا» على تخاذلهم فى دعم الشهيد صدام وجيشه الباسل، لأن الجميع ينطبق عليهم اليوم المثل الذى يقول «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».