في صبيحة اليوم السبت 25 مايو ركب طلاب الثانوية الأزهرية والدبلومات الفنية والجامعات القطار المتجه من شربين إلى كفر الشيخ لأداء امتحانات نهاية العام، جلس الطلاب يسترجعون سريعا بعض الأبواب علها تكون محلا للأسئلة مع دعوات الآباء والأمهات الذين رافقن أبنائهن، وعند محطة دقميرة وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً تعطل القطار فسادت حالة من الذعر والبكاء بين الطلاب لأن الباقي على الإمتحان نصف ساعة فقط ، تحركت بسرعة ونزلت إلى سائق القطار للاستفسار هل هذا عطل دائم أم مؤقت ؟ فأخبرني أن القطار لن يتحرك ، فقلت له وما العمل قال سنتصل بالجرار يأتي إما من قلين أو من المنصورة ، قلت له إنجازا للوقت هناك قطار في كفر الشيخ الأن في حالة تخزين يمكن أن يأتي إلينا لإنقاذ الموقف قال : هذا ليس عملي أنا أبلغ فقط ، أصابني الخوف والهلع على مصير أكثر من أربعة آلاف طالب وخصوصًا أن محطة دقميرة منعزلة عن الطريق العام كما أن هذا الكم من الطلاب يحتاج إلى وسائل نقل عديدة وسريعة لإنقاذ الموقف ، اتصلت فورا بمكتب محافظ كفر الشيخ وأخبرتهم أننا في كارثة بالفعل وأننا نصارع الزمن ،وبسرعة البرق تواصل معي مكتب المحافظ وأكد على ضرورة طمأنة الطلاب وأننا سنرسل فوراً الأتوبيسات إليهم ،مرة أخرى حاولت جاهداً الاتصال بالسيدة وكيلة وزارة التربية والتعليم ومنطقة كفر الشيخ الأزهرية لأخبارهم بهذا الأمر الجلل لكن لا مجيب ، مرة أخرى تواصلت مع مكتب المحافظ من أجل استعجال الأتوبيسات والتواصل مع وكيلة وزارة التربية والتعليم من أجل مستقبل الأولاد وما هو المناسب في هذه الحالات ، ناديت بأعلى صوتي على الركاب هيا أنهضوا وتعالوا نمشي إلى أول الطريق العام انجازا للوقت ، وصلنا أول الطريق العام والذي يبعد عن المحافظة 13 كيلو متر وكان أول الواصلين لنجدتنا النقيب محمد سالم رئيس نقطة شرطة مدينة سيدي غازي والذي بذل جهداً مشكوراً نسأل الله أن يكافئه ، وقف الرجل معي على الطريق وأوقفنا جميع عربات الأهالي والعربات الخاصة في ملحمة قل وجودها والطلبة يقفزن فوق السيارات وهمهم اللحاق بالامتحانات ، على جانب أخر من الملحمة قام مدير مرور كفر الشيخ ومساعدوه بقيادة قافلة من الأتوبيسات وكأنه خط إمداد باللغة العسكرية مصارعة للوقت لأنهم يدركون أن هؤلاء أبنائهم ، ومع هذا العمل الكبير وصل بعض الطلاب متأخرين عن موعد الامتحانات . في العموم مستوى تعامل المحافظة مع الحدث مستوى طيب وراقي ومحترم ، لكننا يجب أن نتعلم من هذه الحوادث كالآتي : أولاً : يجب أن يكون هناك جرار بصفة دائمة في محطة كفر الشيخ وهي منتصف الخط فلا نضطر للانتظار للدعم من المنصورة أو قلين خصوصاً في ظروف حرجة مثل الامتحانات وكذا لكثرة الأعطال التي نلاحظها على هذا الخط ثانياً : تكوين غرفة طوارئ في كل محافظة في الامتحانات بالذات هدفها تذليل الصعاب فتتولى الأمر برمته وتطمئن المواطنين إذا ما أصابهم طارئ مثل اليوم ثالثا : يجب على الهيئات التعليمية قبول أعذار الطلاب في ظروف كهذه وخصوصا أنها خارج إرادة الطلاب رابعاً :الإهتمام بهذا الخط ووضعه على قائمة اهتمام الدولة كونه يخدم البسطاء رغم تكاتف أجهزة الدولة اليوم وادائها الطيب إلا أننا نطمع في المزيد من التفاعل من خلال ما اقترحته ، حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء