ظهرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا، على سطح الأحداث فى السودان،عبر زيارات لكبار المسئولين تارة وعبر متابعات دقيقة من أعضاء الكونجرس ونشطاء حقوق الانسان تارة اخرى امريكا التى حاصرت الشعب السودانى ثلاثين عاما وتسببت فى موت مئات الآلاف بسبب حرمانهم من الدواء والغذاء وعدم تمكنهم من العرض على أجهزة طبية، ظلت محرمة على السودان طوال تلك الفترة،تعود اليوم لتذرف دموع الحرية وحقوق الإنسان على ما تبقى من الشعب بعد عمليات قتل منظم قامت بها طوال الثلاثين سنة الماضية. أمريكا التى فرضت 45 نوعًا من العقوبات على شعبنا فى السودان، جعلته حبيسا وفقيرًا ومريضًا ومتساقطًا فى الطرقات ومن الطائرات المتهالكة وفى المستشفيات الخاوية على عروشها تاتى اليوم لتقدم النصائح للشعب السودانى وتلبس ثياب التقوى والرحمة وتطالب الشعب بعدم الاعتراف بمجلسه العسكري، بل إن بعض نواب الكونجرس يطالبون بعدم الاعتراف بالمجلس وإعادة تفعيل العقوبات على السودان وادانة الدول العربية التى اعترفت بالمجلس وعرقلة المساعدات التى قدمتها السعودية والامارات وقدرها ثلاثة مليارات، تصف مليار وديعة بالبنك المركزى لحماية العملة السودانية من الانهيار ومليارين ونصف المليار خبز ومواد بترولية لمدة ستة اشهر، إنها تريد استمرار قتل الشعب السودانى بحجة الضغط على المجلس العسكرى وتريد عزل السودان عن محيطه العربى لاختطافه والاستيلاء على ثرواته. أمريكا التى تساند حق تقرير المصير لبعض الاقاليم السودانية تريد تفتيت هذا البلد، وعلى شعبنا فى السودان أن يعلم أن أمريكا والغرب وقفوا صفًا واحدًا ضد هذا الحق عندما طالب به بالأمس القريب اقليم كتالونيا فى اسبانيا عام 2017. إنهم يزرعون الفتنة فى بلادنا بشكل منظم وتحت لافتات براقة وخادعة ويجب أن تتنبه النخب وقادة الثورة فى السودان لهذه المؤامرات القذرة ويجب ألا ينسى الشعب السودانى الخدعة الكبرى التى قامت بها أمريكا ودول الغرب جميعًا عندما أوهموا البشير ونظامه أن الموافقة على فصل الجنوب فى عام 2005 سيكون مقابلها رفع العقوبات واسقاط الديون وضخ عشرات المليارات فى شريايين الاقتصاد السودانى، ولكن المقابل كان شديد القسوة وهو إشعال حرب جديدة فى دارفور وتكبيل النظام فى السودان بعقوبات دولية، دمرت حق الشعب السودانى فى التقدم والحياة. لا يمكن أن ينسى الشعب السودانى أن أمريكا فرضت العقوبات على كل شىء فى السودان حتى الهواء ولكنها أبقت الصمغ العربى الذى تحتاجه مصانع أدويتها وشركات المياه الغازية بها، خارج العقوبات كما أبقت على التنسيق الامنى فى مكافحة الارهاب وكانت طوال هذه السنوات توهم السودان أن الطريق لرفع العقوبات يبدا بالتنسيق الامنى وذهبت كل هذه الوعود فى طوفان الحقد الأمريكى على هذا الشعب الذى يملك ربع مخزون الغذاء فى العالم، وهو جائع يشعل ثورة شعبية بحثًا عن حقه فى الحياة. أرجو أن ينتبه قادة الثورة إلى مخطط امريكا الأكثر خبثًا وهو وضع الشعب فى مواجهة الجيش فتحدث الفوضى وضرب العلاقة مع مصر والسعودية والإمارات كى يصبح السودان وحيدًا ضعيفًا بلا ظهير عربى فيسهل التهامه.