اعتاد الشعب المصري منذ بدء تدوين الحروف الأولى من تاريخ البشرية على تقديم ملاحم أسطورية تجسد معنى عشق الوطن والانصهار بين حبات رماله. وفي كل حقبة جديدة يواجه شعب مصر العظيم تحدٍ تلو الآخر، ويعيد إثبات قدرته على كتابة تاريخه بنفسه، أيا كانت المعوقات والضغوطات، وفي كل حقبة أيضا يختار أيقونة من نبت أرضه تحمل جينات البقاء وإرادة الحياة، وقبل أن يواجه أبناء مصر مؤامرات الغزاة أو تقلبات الدهر يصدقون حاكما يصدقهم.. فيمنحونه صك المحبة وعهد الوفاء مستعدين للوقوف خلفه لمواجهة العالم أجمع.. مينا.. أحمس.. تحتمس.. وغيرهم الكثير من حكام مصر الذين نهض طمي النيل لأجل نصرتهم، وإعادة ضخ دماء الشباب في شرايين المحروسة، لبناء مستقبل جديد يضمن بقاء مصر المقدسة إلى أن يأتي أجل الأرض في ساعة يعلمها الخالق وحده. ومع تحديات الألفية الثالثة يسطر شعب طيبة بدماء أبنائه وعرق رجاله ونسائه، صفحات مقدسة من العزة والكرامة والتجرد، نعم.. صدق الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته عن تجرد شعب مصر من كل شيء لأجل وطنه واستعادة مجده وفخره، كما صدق في وعده بالحفاظ على تراب مصر الطاهر وأبنائه المخلصين. وكما تكرر صدق الرئيس بتحقيق وعود التحدي والبناء والتنمية مع محاربة الفساد دون النظر لهوية مرتكبيه بالإضافة لإيجاد حلول جديدة تواكب تحديات العصر، واستعادة مكانة مصر على الصعيد الدولي وإعادة بعض التوازن لميزان القوى العالمية.. صدق الشعب المصري أيضا في وعده بالوقوف إلى جوار وطنه مساندا أبطال قواتها المسلحة ورجال شرطتها البواسل داعما لدولتها القوية، مؤكدا اختياره للرئيس عبدالفتاح السيسي كأيقونة للتحدي، ليواجه معه صعوبات اليوم والغد متمسكا بحقه في البقاء ورغبته في الحياة حرا أبيا، فعزف أنشودة وطنية نادرة الوجود بالاستنفار والوعي للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ويقول نعم للاستقرار والبناء والتنمية ليجتاز الشعب والقائد معا تحدٍ جديد ويقدمان للعالم معزوفة ديمقراطة هي الأجمل والأرقى.. هنيئا لمصر وشعبها ورئيسها العرس الديمقراطي وبدء العمل بالدستور بعد تعديل بعض مواده، وليحفظ الله مصر ويوفق قائدها لاستكمال بناء حلم مصر الحديثة والقوية.