ظهر السبت الماضي، كنّا فى زيارة لواحدة من «قرى قنا» الواقعة على بعد نحو عشرين كيلو مترا إلى الشمال من «مدينة قنا»..جاءت زيارتنا فى إطار مبادرة «معا نبنى حياة» والتى ننظمها بشكل مستمر من خلال «شركاء المبادرة».. وهم «مؤسسة محبى مصر» والتى أشرف برئاستها، وشركة «زوايا» التى يترأسها الصديق «المخرج سيد سالم» وبالتعاون مع «وزارة الصحة» ووزيرتها المتعاونة «د.هالة زايد». عبر طرق متعرجة، وصلنا إلى القرية، كان الإعلامى والبرلمانى «مصطفى بكري» على رأس «القافلة الطبية» التى استهدفت تقديم العون لأبناء قرية «أبودياب شرق»، فيما لحق بِنَا، بعد وصولنا بلحظات اللواء «عبدالحميد الهجان» محافظ قنا، وهو مسئول، يدرك حدود دوره، حيث يعمل فى صمت، لتذليل مشكلات، وعقبات واقع صعب، تعيشه عديد من القرى الفقيرة، والمحرومة. حين بلغنا القرية، كان الفريق الطبى الموفد من وزارة الصحة، والشامل لكافة التخصصات الطبية يواصل مهامه، محملا بالعلاج «المجاني»..وفود من الرجال والسيدات والأطفال، يقفون فى طوابير متراصة، كل يؤدى دوره بكفاءة وإخلاص، ولكن، ومن بين الجهد الكبير الذى بذل، راح العديد من المواطنين من أبناء القرية، يعبرون عن ألمهم من مشكلتين أساسيتين، تعكر عليهم صفو حياتهم، وتولد لديهم المزيد من المعاناة الإنسانية، والحياتية . المشكلة الأولي، تتمثل فى انقطاع المياه عن القرية، والبالغ تعداد سكانها نحو سبعة عشر ألف مواطن، فالمياه فى القرية، وحسب كل من تحدثوا إلينا، لاتصل فى اليوم الواحد إلا لنحو خمس دقائق فقط، وقد تنقطع لمدة أسبوع كامل، ولاتأتى إلا لمدة يوم واحد، مما يعرض الأهالى لمعاناة تفوق كل الحدود، وتحيل حياتهم إلى جحيم حقيقي. والمشكلة الثانية، تتمثل فى الوحدة الصحية، فهناك وحدة صحية كاملة، مشيدة على طراز حديث، ولكن المشكلة أن الكهرباء لم تصل إليها منذ فترة تتجاوز عشر سنوات..حيث يندهش أهالى القرية من توفير المبني، رغم تكلفته العالية، وإهمال توصيل الكهرباء، رغم ضآلة تكلفتها..وهو أمر يصيب الأهالى بالضرر، لغياب الخدمة الصحية المنتظمة. لقد وعد المحافظ اللواء عبدالحميد الهجان الأهالى بحل هاتين المشكلتين فى أقرب وقت ممكن، ومن تجربتنا معه، نكاد نجزم أن الرجل سوف يتفاعل مع هاتين المشكلتين، وسوف ينجزهما فى القريب العاجل بعون الله.