إن هذا المقال ليس مقالا عن التنمية البشرية أو البرمجة اللغوية العصبية، فلدى قناعة شخصية أن هذا المجال الذى عرف فى مصر من خلال الدكتور ابراهيم الفقى صار مجالا لكل من لا مهنة له!! كل شخص يجد لديه بعض الوقت فيلتحق بدورة تدريبية عن التنمية البشرية لعدة أيام، واذا به يعلن أنه محاضر ومتخصص فى التنمية البشرية!! مانحا نفسه لقب خبير التنمية البشرية!! مما جعل المجال مشاعا لكل من (هب ودب).ولذلك لدى تحفظات عديدة على مدعى العلم بهذا المجال، لكننى لا انكر أهمية التنمية البشرية بمعناها الحقيقي الذى يشير إلى تطوير قدرات ومهارات الإنسان الذاتية واستغلال طاقاته للارتقاء بحياته، والتى أشارت الاممالمتحدة إلى أنها أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وصولا لتحقيق التنمية الانسانية لكل شعوب الأرض. ومن هذا المنطلق ومع ضغوط الحياة اليومية وصعوباتها، أصبح على كل إنسان أن يجد وسيلة لتطوير ذاته والتخلص من بعض الأعباء النفسية التى تزيد من معاناته. وفى رأيى أن التخلص من الطاقات السلبية هو أول خطوة فى طريق تطوير الذات. لذلك أسعى دائما لتجنب حاملى الطاقات السلبية بقدر الإمكان، ولو اضطرتنى الظروف للتعامل معهم فلا أسمح لهم بالتأثير على، وأحاول تنبيه عقلى بعدم الاستسلام لمؤثراتهم قائلة (لن استسلم لطاقة النكد). لقد اتخذت من البحث عن السعادة دربا، (بأحاول دايما اشوف الحاجات الحلوة حتى لو فى أبسط الاشياء)، أتذكر أننى منذ فترة مررت بيوم عصيب للغاية، ملئ بالاحباطات والمهام التى صعب إنجازها واضطررت لتأجيلها، وكادت دموعى أن تنهمر ضيقا وغيظا واحباطا، وأثناء الشكوى لأسرتى مما حدث فاذا بجرس الباب يعلن حضور أخى، ليفاجئنى بهدية لا مناسبة لها، كم أحسست بالفرحة وظللت أردد (أخيرا حصلت حاجة حلوة فى اليوم الملخبط ده). فما الذى جعله يرى تلك الهدية، ويعتقد انها لائقة بى، ويصر على تقديمها فورا دون انتظار احتفال ما؟! سوى أن الله قد ألهمه ذلك ليكون سببا فى (جبر خاطرى) وإسعادى. إن لحظات السعادة قد تأتى من مواقف صغيرة، جلسة أسرية هانئة، طعام تحبه، ضحكة طفل، وفاء صديق فى وقت الشدة، مشاهدة فيلم مفضل ..الخ كما أنها أحيانا تكمن فى اسعاد الآخرين. على سبيل المثال حينما يعجبنى شيء ما، لا أتردد فى مصارحة صاحبه أو صاحبته (اللون حلو قوى، الموديل ده روعة، الروج لايق جدا عليكى، بشرتك صافية جدا، قصة شعرك جميلة، الدايت نتيجته معاكى هايلة، برافو انك عملت كده، الطرحة منورة وشك قوى، عاجبانى ريحة البرفيوم بتاعك ممكن اعرف اسمه ..) باختصار، أعتنق مبدأ التعبير عن الإعجاب بلا تردد، بل أحيانا أبدى رأيى لأخريات جمعتنى بهن صدفة فى وسيلة مواصلات أو رحلة أو ندوة بلا معرفة سابقة، لتنتهى الصدفة بابتسامات متبادلة وأحيانا تؤدى إلى معرفة لطيفة قد تتطور إلى صداقة!! إن الكلمات البسيطة المعبرة عن الإعجاب تسعد صاحب الشئ كثيرا، فتخيل ان تكون سببا فى لحظة فرح لإنسان آخر!! إنه حقا احساس رائع يفوق الوصف، ان تسعد غيرك فتسعد نفسك. أما كيفية تجنب الطاقات السلبية فهذا موضوع قادم.