نظم المجلس الأعلى للثقافة ببورسعيد برئاسة اللواء أركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد اليوم السبت، الملتقى التثقيفى الرابع بعنوان "دور الإعلام فى بناء الشخصية المصرية ومواجهة الشائعات" وذلك بمعهد المنشآت البحرية ببورسعيد، باستضافة الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكرى، والكاتب الصحفى عاصم الشندويلى، وبحضور د .هيثم بحيرى عميد معهد المنشات البحرية، ولواء ا. ح أمجد عباس، ود. جاسر الشاعر نائب رئيس المجلس الأعلى للثقافة. ناقشت الندوة دور الإعلام المؤثر والمتوازن فى تحقيق استراتيجية بناء الشخصية المصرية، باعتباره أداة قوية فى التغيير، وفى توجيه الرأى العام، وفى صياغة العلاقات الإجتماعية، وتوعية الفرد بالمخاطر والتحديات التى تهدد مجتمعه، وفى دعم القيم الأصيلة للمجتمع المصرى، وخاصة مايتعلق بقضايا الولاء والإنتماء والمواطنة. بدأ الملتقى التثقيفى بالسلام الجمهورى والوقوف دقيقة حداد على شهداء الوطن والترحيب بالقامات الصحفية والإعلامية على أرض بورسعيد الباسلة. أكد الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكرى، رئيس مجلس إدارة جريدة "الأسبوع"، ورئيس تحرير برنامج حقائق وأسرار بقناة صدى البلد، ورئيس محبى مصر فى كلمته حول "الإعلام ودوره فى بناء الشخصية المصرية" أن الإعلام له الدور المؤثر والمتوازن فى تحقيق استراتيجية بناء الشخصية المصرية باعتباره أداة قوية فى التغيير وفى توجيه الرأى العام وفى صياغة العلاقات الإجتماعية وتوعية الفرد بالمخاطر والتحديات التى تهدد مجتمعه ودعم القيم الأصيلة للمجتمع المصرى، وخاصة مايتعلق بقضايا الولاء والإنتماء والمواطنة، وللإعلام دور المؤثر فى بناء الإنسان إذا ما أحسن توظيفه فى دعم وتشجيع القيم الأصيلة للمجتمع المصرى بدءًا من تعميق الولاء والإخلاص فى العمل وصولا إلى تنمية الذوق العام وهى عوامل أساسية فى البناء الصحيح للشخصية المصرية، فالإنسان يحتاج منذ طفولته إلى جرعات توعية حول أنماط السلوك والمسالة تبدأ بتغيير التصورات وهى مسالة فى غاية الصعوبة لكن تغيير السلوك لايمكن أن يتم إلا من خلال تغيير القناعات وتعديل المفاهيم وإشاعة التوعية ثم الإرشاد نحو السلوك السليم . وأضاف "د. محمود بكرى" علينا أن نعترف أن هناك العديد من الأخطاء الجسيمة فى بناء الشخصية المصرية تتجسد فى واقع التربية فى مجتمعاتنا المصرية والعربية، ومنها أن هناك حالة من الهوس برأى الفرد والذى يعتبر أن رايه هو الصحيح وماسواه خاطئا، وهناك اعتقاد زائف لدى البعض باعتبار أن التنازل عن الرأى عيب حتى وإن كان خاطئا، وهناك أيضا من ينظر إلى الآخرين نظرة دونية ومن ثم يعمل على تحقير آرائهم، كما أن الطفل فى كثير من الأسر لايمتلك أية حرية أو حق فى المشاركة فى اتخاذ القرار، والتلميذ لايناقش ولايجد مجالا للادلاء برأيه فى الصف الدراسى والمدرس هو صاحب القرار، وكذلك الأب الذى يفرض راية وكل مانطالب به حق الآخرين فى النقاش والحوار، وهذه العوامل تصبغ الشخصية وتعكس أسلوبا تربيويا عقيما بنى على مفاهيم خاطئة، والأهم من ذلك وسائل الإعلام وطريقته معاجته لقضايا المجتمع؛ فبعض الإعلام أحادى الاتجاه. وأضاف "بكرى" أن وسائل الإعلام يفترض أن تمثل المجتمع تمثيلا حقيقيا فتكون مرآة تعكس فيه صورة المجتمع وقيمه وآرئه وافكاره وعاداته وتقاليده، وأصبحت الفضائيات ووسائل الاتصال المختلفة تستقطب للشباب بشكل خاص والتى تبث على مدار الساعة، وكذلك الأغانى والفيديو كليبات الهابطة تغرس فى قاع المجتمع قيم مغايرة لما نشات عليه أجيال سابقة، وهو ما انعكس أثره فى هذا التحول الكبير فى منظومة القيم الأخلاقية والثقافية لدى قطاعات واسعة من الشباب المصرى فى ظل غياب تام لإعلام الدولة، أو مايمكن أن نسميه الإعلام الموجه. وأصبح التليفزيون والإنترنت بشكل خاص يستقطبان فئة الأطفال والشباب، وهما الوسيلتان اللتان تدخلان كل بيت وتقدمان أشكالا متنوعة وجذابة من البرامج دون رقيب، ناهيك عما تفعله السوشيال ميديا من تأثيرات خطيرة على عقول وأفكار أبنائنا ومن هنا ينبع الدور الأصيل للإعلام بحيث يستطيع بناء الشخصية المصرية لكى تكون قادرة على تلبية متطلبات المرحلة المقبلة من العمل الوطنى . وأشاد الدكتور محمود بكرى بمدينة بورسعيد الباسلة بلد التضحية والفداء وابنائها البواسل، وأن جريدة الأسبوع دائما تخصص لها الصفحات للاحتفال بعيدها القومى، وببطولة وفدائية ابنائها البواسل كما يخصص لها برنامج حقائق وأسرار حلقة من المدينة الباسلة احتفالا ببطولة ابنائها وهى المدينة التى عاصرت ثلاث حروب 56 و 67 و73 . كما استعرض "بكرى" خلال محاضرته الدور الحيوى الذى تقوم به وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الانتماء والوطنية لدى الشباب، بالإضافة إلى أخلاقيات الإعلام الهادف وتأثيره على المجتمع ومسارات التنمية، وطرق المعالجة الإعلامية والتحليل الدقيق للقضايا الهامة، كما يستعرض خطورة استخدام السوشيال ميديا، واستخدام مابها من معلومات غير دقيقة فى الإضرار بالسلم العام والذى يؤثر بالسلب على استقرار البلاد ومسارات التنمية. وبدأ الإعلامى والصحفى عاصم الشندويلى كلمته قائلا "أعطنى إعلام بلا ضمير أعطيك شعب بلا وعى" فالمهنية فى الإعلام والمصداقية يجب أن تكون قبل توصيل المعلومة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وإنتشار الشائعات وترويجها وبمشاركتك لهذه الشائعات لا تعلم كيف أصبت بها عقول الكثير، ولابد من محاربة كل هذه الشائعات وعدم ترويجها، ووأضاف ألوم على دور بعض الاعلاميين بالمبالغة فى إستضافة عناصر غير مؤهلين فيتم إنتشار أخبار مغلوطة، ومن المؤسف بعض أصحاب القنوات غرضها الربح فقط وليس توعية الأجيال، ولابد من إحترام الذات ونسخر الإعلام لمواجهة المخططات بالإعلام الوطنى المحترم، ومن كثرة الدخلاء أساءوا لهذه المهنة، وليس من العيب أن تجتهد للوصول للمعلومة من مصدر رسمى وموثوق فيه ويكون هناك آليه ومهنية فى ذلك. وطالب "الشندويلى" بعودة وزارة الإعلام وبأن تتوسع مسؤوليتها لبرامج التوك الشو والبرامج المرئية والمسموعة ووضع ضوابط لمحاربة الشائعات وحرب الجيل الرابع "حرب الهجين" والذى ينوه عنها اللواء أمجد عباس منسق هذا الملتقى التثقيفى، وأحترم أيضاً النقد البناء حتى ولو على شخصى أو أدائى، وأنهى كلماته بأنه يفتخر بوجوده فى هذا الملتقى التثقيفى وسط نخبة وشباب أرى فيهم الأمل وحبهم للوطن. كما ألقى الدكتور هيثم بحيرى عميد معهد المنشات البحرية ببورسعيد كلمة حول دور الإعلام وأثرة فى الحروب وسلاح جوجل والذى ساعد فى انتصار المانيا فى الحرب العالمية وعن المصريين وأهمية الإعلام فى فترة الزعيم جمال عبد الناصر. وفى نهاية الندوة كرم الدكتور جاسر الشاعر الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكرى والإعلامى عاصم الشندويلى . ويعد "بكرى" هو صاحب أول رسالة دكتوراة عربية تناقش قضية الإرهاب والتطرف بعنوان "الإعلام واستراتيجية مكافحة الإرهاب والتطرف" وتهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على ماتواجهه مجتمعاتنا من تحديات ومستجدات ، مؤكدة أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تجتاح معظم بلدان العالم، نتيجة لظهور أفكار وأيدلوجيات استهدفت إحداث تغيرات سياسية فى العديد من البلدان . حضر الندوة عددا كبيرا من طلاب معهد الإنشاءات البحرية ببورسعيد والذين بادروا بتوجية أسئلة هامة للدكتور محمود بكرى حول أهمية الإعلام وأثره على وسائل التواصل الاجتماعى وكيفية معرفة ما إذا كانت الأخبار صحيحة أم خاطئة التى تبث عبر وسائل الإعلام فى القنوات الفضائية والسوشيال ميديا . نسق للندوة اللواء أركان حرب أمجد عباس، ونائب رئيس المجلس الدكتور جاسر الشاعر، وأشرف داود رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام، وفى ضيافة الدكتور هيثم بحيرى عميد معهد الإنشاءات البحرية ببورسعيد.