فى أحد أيام شهر رمضان (يونية2015) استيقظت مصر على دوى انفجار مروع استهدف سيارة النائب العام مما أودى بحياته، وعاش المصريون أوقاتا عصيبة اختلط فيها الحزن بالغضب والرغبة فى القصاص، استنفرت أجهزة الأمن، توالت التحقيقات والمحاكمات طوال سنوات مرت وكأنها قرن من الزمان، حتى أصدر القضاء أحكاما نهائية ضد مرتكبى تلك الجريمة، وتراوحت الأحكام لمن ثبت تورطهم ما بين السجن المشدد لمدد مختلفة والمؤبد والاعدام. ومنذ أيام نشطت الخلايا النائمة والمواقع التابعة للجماعة الارهابية وانتابتها حالة من الهيستيريا لقرب تنفيذ أحكام الاعدام الصادرة ضد 9 إرهابيين (أحدهم ابن عضو مكتب الارشاد)، وشن هؤلاء حملات الكترونية ضارية فى محاولة يائسة لإثارة الرأى العام وحشده ضد تنفيذ أحكام الاعدام!! لكن هيهات أن يؤثر ذلك فى أحكام القضاء، لقد تم القصاص فى موعده. ومازالت الجماعة الارهابية تحاول إثارة الفتنة والانقسام بين أفراد المجتمع المصرى، مستخدمة كافة الطرق الممكنة، فتارة تشير إلى صغر أعمارهم، وتعرضهم للتعذيب (متناسين أن القضاء قد أخذ أقوال المتهمين حينئذ بعين الاعتبار، وتم تحويلهم للطب الشرعى لبيان حقيقة التعذيب من عدمه، واتخذ كافة الاجراءات القانونية ودقق كافة الأدلة والقرائن والبراهين قبل إصدار حكمه!!) وتارة تنشر صور أطفالهم وأسرهم، فهذا لم يرَ ابنته إلا من وراء القضبان، وهذه الأسرة حرمت من عائلها للأبد ..الخ متجاهلين أن النائب العام وضباط وعساكر الجيش والشرطة والمواطنين المدنيين ضحايا الإرهاب أيضا لديهم أطفال وعائلات وأصحاب وبلد تحزن عليهم!! كما انتفض أتباع الجماعة من نشطاء (السبوبة) والمنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان للتنديد بعقوبة الاعدام لبشاعتها!! ويا للعجب!! الارهابيون محترفو التفجيرات وقتل الأبرياء ينددون ببشاعة الاعدام!! وكأن القنابل والأسلحة التى يستخدمونها للتفجير والاغتيال (بغير حق) وسائل رحيمة!! الارهابيون الذين اختاروا طريق الضلال والخيانة والغدر، ساروا فى درب الخراب والدم، اتخذوا الشيطان موجها لهم، حاولوا تدمير الوطن واسقاط الدولة، سفكوا دماء الأبرياء، ولم يهتموا بدموع الأطفال اليتامى وحزن الزوجات المترملات وحرقة الامهات الثكالى وقهر الآباء المكلومين، غابت عقولهم فى غياهب الظلام، وفقدت قلوبهم كل معانى الإنسانية لتغرق في دوامات الظلمات، يعترضون على وسيلة القصاص العادل!! لقد اتسم المصريون دائما بطيبة القلب لكن يصعب خداعهم، فالمصرى الطيب المسالم يتحول إلى وحش كاسر إذا اقترب الخطر من أمن مصر واستقرارها، لهذا طالبوا بعقاب الارهابيين أشد عقاب، لكن للأسف مازال البعض يتعاطف إنسانيا مع أسرهم، وزادت النقاشات بين مستخدمى السوشيال ميديا، وقد جعل كل منهم نفسه قاضيا يفند ويحلل المعلومات المتاحة ويصدر أحكاما بديلة!! والواقع أن جميعنا لسنا جهات تحقيق، ومعلوماتنا قاصرة، فعلينا الثقة بالقضاء المصرى ودار الافتاء المصدقة على أحكام الاعدام، واتباع مبدأ لا تعليق على أحكام القضاء، وقبل كل ذلك الايمان بكلام الله عز وجل ((ولكم فى القِصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون)).