قال " أنطونيو غوتيريس" الأمين العام للأمم المتحدة خلال رسالته بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الريفية الذى يحتفل به العالم فى 15 أكتوبر من كل عام أن المساهمة القيمة التي تقدمها المرأة الريفية في التنمية يزيد من الإعتراف بما للنساء والفتيات من دور في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة الريفية والرفاهية العامة. أوضح "غوتيريس" أن النساء تمثل نبسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية، بما في ذلك العمل غير الرسمي، ويمارسن الجزء الأكبر من الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي في إطار أسرهن في المناطق الريفية ، كما أنهن يسهمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزارعي وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية، فضلا عن إسهاماتهن في بناء القدرات على التكيف مع المناخ. وأشار "غوتيريس" أن مع كل هذه الإسهامات مازالت، تعاني النساء والفتيات في المناطق الريفية من فقر متعدد الأبعاد ، مؤكدًا أنه فى حين انخفض الفقر على الصعيد العالمي، لم يزل سكان العالم البالغ عددهم مليار نسمة يعيشون في ظروف فقر مرفوضة تتركز في المناطق الريفية بدرجة كبيرة، مما يعني أن معدلات الفقر في المناطق الريفية هو أعلى بكثير من معدله في المناطق الحضرية ، موضحا انه رغم كل هذه المعاناة ، تنتج أصحاب الحيازات الصغيرة ما يقرب من 80% من الأغذية في اسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتدعم سبل العيش لحوالي 2.5 مليار شخص ، وعلى الرغم من أن المزارعات ربما امتلكن ما يمتكله نظرائهن من الرجال من القدرة على الإنتاج والريادة التجارية، إلا أنهن أقل قدرة على الحصول الأرض والائتمان والمدخلات الزراعية والأسواق وسلاسل الأغذية الزراعية عالية القيمة، فضلا عن تلقيهن لعروض سعرية أقل لمحاصليهن. وقال "غوتيريس" أن الحواجز الهيكلية والأعراف الاجتماعية التمييزية مازالت تعوق سلطة صنع القرار للمرأة ومشاركتها السياسية في الأسر والمتجتمعات الريفية، بالإضافة إلى افتقار النساء والفتيات في المناطق الريفية إلى المساواة في الحصول على الموارد والأصول الإنتاجية، والحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والهياكل الأساسية بما في ذلك المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، في حين يمارس كثير منهن مهاما كثيرة مجهولة أو غير مدفوعة الأجر، حتى مع زيادة أعباء عملهن كثيرا بسبب هجرة الرجال إلى الخارج. أضاف "غوتيريس" أنه على الصعيد العالمي، وبإستثناء عدد قليل من الحالات، تكشف المؤشرات المتعلقة بنوع الجنس والتنمية عن المرأة الريفية تعاني أكثر من الرجل في المناطق الريفية، فضلا عن ما يعايشنه من فقر وإقصاء وتأثر بتبعات تغير المناخ، مضيفا ، أن تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى الموارد الإنتاجية والطبعية، تزيد من غياب المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية، كما يختلف تأثير تغير المناخ على الأصول التي يتملكها الرجال عن تأثيره على تلك التي تمتلكها النساء. وأكد "غوتيريس" أن موضوع 2018 هو: استدامة الهياكل الأساسية والخدمات والحماية الاجتماعية للمساوة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، كما أن قضية تمكين المرأة الريفية في مركز القلب من الجهود المبذولة لتحقيق رؤية أهداف التنمية المستدامة.