أصبحت صناعة العنف فى افريقيا صناعة رائجة ولها مردود كبير سواء على مستوى صناعة القيادات العسكرية المتعددة الولاءات أو على مستوى صناعة الجيوش الصغيرة محدودة الامكانيات سريعة التفكك وإعادة التكوين السريع مرة أخرى ولشرح تلك المفاهيم لابد من الحديث عن مفهوم الافرقة الذى تناوله العديد من الباحثين اذ يعنى بالاساس استخدام النموذج الافريقي لاى من عمليات التأقلم لنماذج دولية ومتعارف عليها , ويمكن ان نطلق مفهوم الافرقة على كل منتج تمت اضافة السمات الافريقية له وجعله افريقي النزعة والتكوين فحين نضفى الطابع الافريقي على كل منتج سياسي داخل القارة الافريقية وكذلك على المنتج العسكرى حيث يمكن ان نطلق على المنتج العسكرى المتاح داخل القارة الافريقية بأنه منتج يتميز بكونه افريقي النزعة والتفاصيل , وهنا يبرز التساؤل المباشر لماذا نجحت تجارة العنف فى افريقيا وما هو النموذج العسكرى المباشر الموجود فى افريقيا ويتمثل فيه بوضوح مفهوم الافرقة – ويمثل فيه المكون الافريقي احد اهم محدداته وللأمانة للبحث فى فى هذا الاتجاه وجدت صعوبة بالغة للحديث عن النموذج العسكرى والتكوين الانساني الصريح الذى يفسر انتشار العنف فى أفريقيا وتشعب المليشيات والتكوينات العسكرية الكثيرة المنبثقة عن معارضات متعددة ومتجددة وبلا نهاية وبلا مواجهة حقيقية . فقد كان النموذج الافريقي فى مواجهة الاستعمار فى افريقيا جنوب الصحراء هو مكون غاية فى الغرابة اذ تشعبت عملية المقاومة فى شكل فصائل عدة ومنتشرة تتحد فى الهدف وتختلف فى التفاصيل , ومن هنا بدأت فكرة الترويج والاستثمار فى فرق العنف المنتشرة فى افريقيا فى حالة إستغلال وتطويع لخاصية افريقية بأمتياز , وبدأنا نعرف فى الدولة الواحدة فى افريقيا جنوب الصحراء ظاهرة الفرق المتناحرة اما مع بعضها البعض او مع القوات الحكومية واعقب ذلك ظهور جماعات مدنية تكون موالية لاحدى تلك الجماعات أو تمثل مد إنسانى ومادى لتلك الجماعة وظهرت فى غالبية الدول الافريقية ما يعرف بالجبهة الشعبية لدعم القوات المسلحة الحكومية أو الجبهة الشعبية لدعم قوات التمرد الفلانية , وبالتالى تم تكوين ظهر شعبي لكل جبهة مسلحة يعطيها الدعم بالسلاح والعتاد والاسباب الايديولوجية ان أمكن لدعم الصراع وتحمسيه وضخ الدماء الجديدة اليه وجعله دائما فى حالة تفاعل وإزدهار ولا يذبل ابدا . وبذلك يكون قد تحقق مفهوم "صناعة العنف فى افريقيا " واصبح لوجود العنف فى افريقيا سبب منطقى وعقدى وفكرى ودعم لوجيستى فى الدول الافريقية . وتعددت الاسماء – مثالا وليس حصرا 1-جيش الرب الاوغندى – أوغندا 2-جبهة التحرير الشعبية لجنوب السودان – السودان 3-الجبهة الشعبية لتحرير انجولا – وحركة يونيتا – انجولا 4-فصائل المتمردين ميليشا أم 23 – الكونغو 5-الجبهة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا " سوابو" نامبيا 6- فصائل المقاومة (اتحاد قوى المقاومة ) – تشاد أما عن اثيوبيا فحدث ولا حرج تعدد الجبهات وتعدد جبهات الدعم الخارجى اولا- الجبهة الديمقراطية الثوريةالشعبية لاثيوبيا تابعة (القوات المسلحة الاثيوبية )قامت بالثورة على حكم منغستوهيلامريام عام 1974 ثانيا – الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا – لقائدها اسياسي أفورقى ثالثا – الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين رابعا – الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى وقد انفصلت عن أثيوبيا كل من الصومال فى الستينات من القرن العشرين ثم اريتريا عام 1994 . وهكذا فقد كانت صناعة العنف والمماراسات الوحشية تتم فى افريقيا كنوع جديد من انواع الاستثمار الى جوار التنمية الاقتصادية والاستثمار فى المشاريع المنتجة واصبح مفهوم افرقة الصراع وظهور جهات متعددة للصراع الواحد فى الدولة الافريقية الواحدة من اهم جوانب الاستثمار الحديث فى الدول الافريقية , بالاضافة الى ظهور مفهوم أخر منافس لنفس مفهوم الاستثمار فى العنف فى افريقيا لاحداث توازن فى عملية النزف المستمرة فى القارة الافريقية وكان لهذا المفهوم تعريف وهو " صناعة الامن " فى افريقيا او بمعنى ادق الاستثمار الامنى والعسكرى فى افريقيا للحد من العنف الذى يأكل تالاخضر واليابس فى افريقيا. فبالرغم من جهود المصالحات الدولية الا ان هذا العنف يزداد بصورة وحشية وغير مبررة ومع كل محاولة لانهاء الصراع فى مكان ما تنفجر بؤرة جديدة للصراع وتحتاج لجهود دولية مضنية لوقف هذا الصراع ومن ضمن هذه الجهود قطعا صناعة الامن كضرورة مصاحبة لظهور الدولة الوطنية فى افريقيا ... وللحديث بقية عن صناعة الامن فى افريقية .....