رغم تسيدها العالم اقتصاديا وعسكرياً واعتبار نفسها القطب الأوحد بعد سقوط روسيا عام 1991 لاتزال الولاياتالمتحدةالأمريكية ترصد الشأن الإسلامي مذعورة مما تسميه هاجس المد الإسلامي الذي قض مضجعها وجعلها تنتفض من نومها وراحت تراقب ظاهرة التنامي الإسلامي في جميع الدول خاصة الأوربية من خلال أجهزتها الاستخباراتية والمنظمات ومراكز التجسس التي تنفق عليها ببذخ والتي تغزو دول العالم خاصة الدول العربية في صورة هيئات مانحة قروضًا لدعم هذه الدول وتحصل مقابل ذلك علي معلومات دقيقة عن كل دولة من خلال إرسال جيوشها إلي العديد من تلك الدول خاصة الفقيرة للتبشير بدعوة غير المسيحيين إلي الديانة المسيحية أو التنصير بإعداد الخطط وتطويرها لتحويل المسلمين إلي النصرانية باستغلال الجهل والفقر واستغلال الظروف والحاجات الإنسانية لإخراج المسلمين عن دينهم ومن ثم فالتنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور بعد فشل الحروب الصليبية بهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة و المسلمين خاصة بهدف إحكام السيطرة علي هذه الشعوب، فهو عمل جماعي منظم خططت له دول أوربا التي لها أطماع في الشعوب الإسلامية، ووفق الإحصائيات فهناك في إفريقيا وحدها حوالي 120.000 مبشر ومبشرة يقومون بتنصير الآلاف يوميًا من المسلمين ويساعدهم في ذلك: النفوذ الغربي في كثير من البلدان الإفريقية وضعف الحكام الذين ييسرون لهم السبل رغبًا ورهبًا أو سيطرة حكام غير مسلمين. لم تكتف الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا بحملات التبشير والتنصير بل راحت ترصد من جانب آخر ظاهرة المد الإسلامي وتناميه في العالم فأصدرت إحدي المنظمات الأمريكية تقريراً خطيراً حذرت فيه من زيادة أعداد المسلمين بالعالم ومن انتشار الثقافة الإسلامية التي أشاروا إلي أنه سيرثها أبناؤهم، وفي سياق تحريضي دعا التقرير الأمريكي علانية إلي إبادة المسلمين كما دعا العالم غير الإسلامي إلي اليقظة لمواجهة المد الإسلامي مُشيراً إلي عبارة تحذيرية في نهاية التقرير الناطق باللغة الإنجليزية أن 'العالم قد تغير وحان الوقت لكي نستيقظ' فماذا أعلن هذا التقرير الخطير الذي حمل عنوان الخصائص السكانية للعالم.. يقول التقرير إنه طبقاً للأحداث حتي تستطيع أي حضارة أن تبقي لأكثر من 25 عاماً يجب أن يكون لها معدل تكاثر سكاني بمقدار 2.11% وأي معدل أقل من هذا سيؤدي إلي تقلص هذه الحضارة وبالرجوع إلي التاريخ لن تستطيع أي حضارة التكاثر مع معدل تكاثر 1.9% وإذا تقلص معدل التكاثر ووصل إلي 1.3% فإن هذا يعني موت هذه الحضارة لأنها ستحتاج إلي 100 عام علي الأقل لتصحيح عيوبها ولايوجد أي نظام اقتصادي يستطيع أن يصمد كل هذه المدة.. فعندما ينجب زوجان طفلًا واحدًا فإن عدد الأطفال يساوي عدد الآباء وعندما ينجب كل زوج من هؤلاء الأبناء طفلًا واحدًا فإن عدد الأطفال يصبح ربع عدد الأجداد فلو كان هناك مليون مولود جديد في عام 2006 علي سبيل المثال سيكون عدد القوي العاملة في عام 2026 أي بعد عشرين عاماً أقل من مليوني شخص وعندما يتقلص عدد السكان تتقلص معه الحضارة وفي عام 2007 كان معدل الزيادة الطبيعية في فرنسا 1.8% وإنجلترا 1.6% واليابان 1.3% وألمانيا 1.3% وإيطاليا 1.2% وأسبانيا 1.1% وبذلك يكون متوسط معدل الزيادة الطبيعية في أوربا كلها 1.38% والأبحاث التاريخية أثبتت أن هذه الأرقام يستحيل إثبات عكسها خلال سنوات قليلة.. أوروبا التي نعرفها اليوم ستختفي من الوجود وبالرغم من ذلك نجد أن تعداد السكان لاينقص، لماذا؟.. الهجرة الإسلامية من بين جموع الزيادة السكانية في أوروبا كلها منذ عام 1990 بلغ 90% ومعدل الزيادة الطبيعية في فرنسا 1.8% مقابل 8.1% للمسلمين، في فرنسا الجنوبية وهي واحدة من أكثر الأماكن المزدحمة بالكنائس في العالم تحتوي الآن علي عدد مساجد أكثر من الكنائس ومن بين الأطفال سن ال عشرين عاماً واحد من كل خمسة مسلماً وفي المدن الكبري مثل نيس ومارس وباريس هذا الرقم يصل إلي 45% وفي عام 2027 سيكون واحدًا من كل خمسة أفراد مسلماً وخلال 39 عاماً سوف تصبح فرنسا جمهورية إسلامية وخلال الثلاثين عاماً الماضية ارتفع التعداد السكاني للمسلمين في بريطانيا العظمي من 82 ألفًا إلي 2.5 مليون نسمة وفي هولندا في خلال عام سيكون نصف سكان هولندا بالهجرات مسلمين وفي روسيا هذا العام 23 مليون مسلم أي واحد من بين كل خمسة روسيين وذلك بعد استقلال خمس عشرًة جمهورية من الجمهوريات التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي سابقاً ويبلغ عدد المسلمين في العاصمة موسكو وحدها أكثر من مليون مسلم. و25% من سكان بلجيكا الحاليين مسلمون.. الحكومة الألمانية أول من تحدث حول هذا الموضوع علانية وصرحت مؤخراً أن النقص في التعداد السكاني الألماني لايمكن إيقافه الآن لقد خرج الأمر عن السيطرة وستكون ألمانيا دولة إسلامية مع حلول عام 2050 وهناك بالقرب من وطننا يُقصد بذلك الولايات المتحد الأمريكية والأرقام تخبرنا عن قصة متشابهة حالياً أن معدل الزيادة الطبيعية في كندا 1.61% والمعدل المطلوب للحفاظ علي أي حضارة 2.11% وفي عام 1970 كان تعداد المسلمين في أمريكا 100 ألف مسلم والآن صار 9 ملايين مسلم وانتهي التقرير بجملة تحذيرية خطيرة.. لقد تغير العالم وحان الوقت لكي نستيقظ ! الذين تبنوا تلك الدعوة التحذيرية من المد الإسلامي أكد بعضهم في سياق متصل بالتقرير أن مخططهم قيد التنفيذ وسيجاهدون من أجل الحد من المد الإسلامي بتقليص عدد المسلمين بالدعوة لتفتيت العالم الإسلامي وتقسيمه إلي دويلات مُذكرين بسقوط غرناطة آخر الممالك الإسلامية بالأندلس بعدما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس مما حدا بكل أمير من أمراء الأندلس ببناء دويلة منفصلة وتأسيس أسرة حاكمة من أهله وذويه. وظهور ما عُرف بملوك الطوائف في الأندلس لتسقط دولة من أكبر الدول الإسلامية التي شهدت حضارة من الحضارات غير المسبوقة تمكن فيها عرش المسلمين إلي أن سقطت ووصل الحال إلي أن ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك ألفونسو السادس وكانوا يستعينون به علي إخوانهم. الغرب وأعوانه ليس بغافل عنا وماسبق كان مجمل التقرير الأمريكي الخطير الذي يحض علي إبادة المسلمين فهل كما دعا التقرير في نهايته إلي يقظة الأوربيين أن نستيقظ نحن العرب والمسلمين أم كما يقول الشاعر: 'لقد أسمعت إذ ناديت حيا.. ولكن لاحياة لمن تنادي'؟.