اتصلت بي زميله اعلاميه قديمه ومحترمه ومهنيه عاشت معظم سنوات عمرها بالإعلام . قالت ودموعها تخنقها أنها ولحبها لمهنتها وادراكها مدى اهميتها حرصت على إلحاق ابنتها بكلية الإعلام رغم حصول الابنه على مجموع 97% بالثانويه العامه خاصة وأن ابنتها تعشق الإعلام منذ طفولتها ومارسته كثيرا بالمدرسه ثم بالجامعه فيما بعد .. المهم كما تقول الزميله القديره حصلت الابنه على البكالوريوس بتقدير جيد جدا وطلبت من آلام عدم التدخل أو الاتصال باى قناه لرغبتها الشديده فى الاعتماد على نفسها وحتى لا يقال انها أخذت فرصتها لانها ابنه فلانه .. وبالفعل حصلت على كورسات تدريب مختلفه على الأداء والإعداد والتقديم وغير ذلك .. وبعدها بدات طريقها فى البحث عن فرصة باى قناه .. وتقدمت لأكثر من انترفيو وكانت الصدمه الكبرى !! فوجئت الابنه ان معظم أصحاب القنوات الخاصه لا علاقه لهم بالإعلام .. فمنهم صاحب وكالة تلى شوب لبيع منتجات بير السلم أو المضروبة .. ومنهم سمسار أراضى وعقارات ومنهم رجل أعمال لا أحد يعرف اى أعمال هذه ومنهم من لا مهنة له أصلا ..!! المهم أنها فوجئت بأن اختيارات هؤلاء للمذيعين عموما والمذيعات خصوصا تتم بعيدا عن اى منطق .. فلا يهمهم نهائيا شهادات ولا خبرات .. بل يختارون فقط من يحمل او تحمل كارت توصيه من شخصيه مهمه لا تقل عن وزير .. او من لديها شكل جميل واستعداد للطريق الشمال ..!!) وقبل ان نندهش او نبرر او نرفض للاسف الشديد هذا واقع مر لمعظم الفضائيات .. ومن هنا كانت صدمه الابنه البريئة والمنطلقه نحو مستقبلها بكل حب وعفوية .. لانها شاهدت بعينيها من يتم اختيارهم بل وقيل لها بشكل مباشر لن تفيدك شهاداتك ولا امكانياتك الشخصيه بدون تنازلات !! وهو ما جعلها تنهار وتندم كل الندم على كونها اختارت الالتحاق بمهنه كانت مقدسه ولها وزنها الاجتماعى حتى دخلها بعض التجار والجهلاء براسمالهم وتجبرهم دون رادع من قانون او خوف من الله .. تقول الزميله كلاما كثيرا ودموعها تخنقها .. تقول ماهو أقل الاف المرات مما بين السطور .. وتذكرنى وتتذكر معى كيف دخلنا ماسبيرو وكيف كانت لجان الاختيار صوتا وصوره وكان اخرها بقناة النيل للأخبار فى بدايتها على يد الإعلامى الكبير حسن حامد وسميحه دحروج وطاهر أبوزيد وغيرهم من الكبار اعلاميا وأخلاقيا ووطنيا .. اما الان فالأمر بالميديا للاسف سمك لبن تمر هندى .. وبعض أصحاب القنوات الخاصه او القائمين عليها يظنون أنهم المتحكمون فى أرزاق الناس .. فيرفدون ويعينون ويمنعون ويمنحون بدوافع كلها شخصيه .. وليذهب الاكفاء من الشباب إلى الجحيم ربما تكون القصه شديدة الخصوصيه وتخص الإعلام والميديا ولكنها للاسف موجوده فى واقعنا الحالى وبشده .. واسالوا معظم شباب الاعلامين المنتظرين لأى فرصه محترمه كيف التحق زميل او زميلة كل منهم باى قناه وكيف ظهر هو او هى على الشاشه !! الأمر جد خطير ولا يليق مهما حاولنا إخفاء الرأس فى الرمال .. فالواقع أكثر إيلاما واكبر من التجاهل وأقوى من إقناع انفسنا بغير ذلك ومؤكد لا يرضى هذا الأمر أولى الأمر بالإعلام .. ولن يقبله رئيس المجلس الأعلى للاعلام .. فليس من المنطق أو المعقول ترك هذه المهنه على أهميتها لكل من هب ودب ولكل صاحب نفوذ او راسمال للتحكم فى مصائر الشباب والأخطر ليقرر بكل جهله ماذا يقدم للناس عبر شاشته التى يستخدمها لمصالحه واهوائه الخاصه بداية من لقاء الكبار وأصحاب القرار بحكم انه صاحب أو مدير قناه فضائية ونهايه بمصاحبه هذة ومرافقه تلك وفى احيان كثيرة بالزواج العرفى من ثالثه .. والأمثلة كثيره ومعروفة للجميع !!! ولمن لا يصدق كلام الزميله العزيزه ابحث بنفسك وستعرف حقائق يشيب لها الولدان وكان الله فى عون الشباب الوطنى المحترم ..!! ولهؤلاء الشباب اقول ارفعوا شعار هننجح غصب عنهم .. وقدموا أفكاركم وبرامجكم على اليوتيوب وافضحوهم بمهنيتكم وتميزكم وتعبيركم عن عصركم وسيتابعكم الملايين رغم أنف الجميع .. وقريبا سأعلن عن حملة (( #هننجح غصب عنهم )) لمساعده شباب الإعلام المحبط .. لان التواجد من حقكم والنجاح بشرف حق لكم وفرصتكم اكبر والمستقبل لكم مهما حاول افشالكم الفاشلون.. اما أصحاب ورؤساء القنوات إياهم فلن اقول لهم سوى أنكم أسوأ من أنجب الوطن وإن الله سينتقم منكم شر انتقام بالدنيا وسترون ذلك فى انفسكم بأعينكم لانكم اتخذتم من أنبل مهنه سببلا لاغراضكم الدنيويه الدنيئه .. وحسبنا الله ونعم الوكيل !!!