قام الإعلامي مصطفى بكري برثاء السياسي الراحل، محافظ حلوان الأسبق، ورئيس حزب مصر بلدى، قدري أبو حسين، بكلمات من القلب يستعيد فيها ذكرياته معه. بدأ بكري، كلامه قائلا "رحل صاحب القلب الطيب الجسور اللين السياسي المخضرم وواحد من أهم رجال المحليات فى مصر، رحل الإنسان الذى لا يعرف الخصام مع أحد، قد يثور أحيانا ولكنه سرعان ما يهدأ أو يتسامح، كاشفا عن معدن أصيل وقيم تضرب بجذورها فى عمق التاريخ، أنه قدري أبو حسين الأخ والصديق والإنسان عرفته منذ سنوات طوال اقتربت منه، وعندما تولى منصب محافظ حلوان دائرتي الانتخابية، اقتربت منه كثيرا شاهدته عن قرب لم يتغير لم يتبدل أنه نفس الإنسان البسيط المتواضع ابن الصعيد، الذى يفتح لك صدره ويترك مطتبه لاستقبالك ويصر على أن يوصلك إلى باب الأسانسير وهو لا يتوقف عن إسداء كلمات الترحيب التى تبدأ بكلمة "يا مرحبًا بابن العم" وتنتهي بأجمل كلمات الوداع". وتابع بكري، "كان دوما يفخر بأنه صعيدي وكانت أحلى لحظات حياته عندما يجلس وسط جمع من أصحاب العمم البيضاء ويحتسي معهم الشاي على الطريقة الصعيدية، مضيفا أن مكتبه كان مفتوحا للجميع منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من المساء كأنها "قعدة عرب" على "المسطبة" فى حواري أخميم (أخميم التي أحبها وأحبته)، سوهاج التي قضى فيها أجمل سنوات عمره لذلك أحبه السوهاجية من المغتربين فى القاهرة بذات درجة حبهم له فى المحافظة واختاروه رئيسا لجمعيتهم". وأضاف بكري، " فى عام 2013 بدأنا سويا جنبا إلى جنب فى تأسيس جبهة مصر بلدي مع اللواء أحمد حمال الدين، تجولنا فى المحافظات، كانت كلماته تخرج من القلب ولم يكن يعرف لغة الزيف أو النفاق، عندما كنت أحاول أن أهديء من روعه أحيانا كان ينطلق لسانه باللهجة الصعيدية "بقولك إيه أومال، معندناش غير كرامتنا، ولن أسمح لولاد "الفرطوس" بالنيل منها أبدا..". وقال بكري "كان صافيا نقيا ودودا ، كريما، إنسانا، يمتلك قلب طفل، وعقل الرجال الكبار، منذ سنوات، يصر على أن يرسل إلى منزلي (المخروطة)، يحدثني قائلا (أنا باعت لك 4 مخروطة اثنين ليك، واثنين لأخيك محمود)، ويالها من مخروطة، أنها الإبداع السوهاجي، كنافة محشوة بمالذ وطاب، لن تستطيع أن تجهز عليها إلا بعد مضي أسابيع طوال". وتابع "إذا ذهبت إلى زيارته فى منزله أو مكتبه، ينتفض على الفور، قائلا"جهزوا الغدا ياولاد، فأجيبه" ياعم قدري ارحما إحنا مش فى أخميم، فيرد "أبدا ووده كلام برضه، أخميم معايا حيثما ذهبت، مضت الأيام، اخترناه رئيسا لحزب مصر بلدي فقد كان الأجدر، والأكثر حنكة، تحمل المسئولية بشجاعة وعزيمة، ظل على ثوابته ومواقفه حتى اللحظات الأخيرة فى حياته، لم يكن فقط عم السوهاجية فى القاهرة وغيرها، بل كان رمزًا لكل أبناء الصعيد، وعندما كنا نلتقي فى إفطار جمعية أبناء سوهاج، أو أبناء قنا فى القاهرة، كنا نسمع منه أحلى الكلمات التى تعيد إلينا أشياء كثيرة افتقدناها فى غمرة الحياة فى القاهرة. وأكمل بكري" رحل صاحب الضحكة الصافية من القلب، والذى تسمع صوت قهقهته عن بعد، مفتقول أنه قدري أبو حسين الذى لا يعرف سوى لغة التفاؤل فى حياته رغم قساوة الحياة وظروفها، رحل الرجل الذى كان مهموما بأهله، ساعيا إلى حل مشاكلهم من أخميم إلى قلب القاهرة، وداعًا أيها الأخ والصديق والإنسان، وداعًا يارمزنا الذي ستبقى فى ذاكرة كل من عرفوك واقتربوا منك، سلامُا على روحك الطاهرة إلى أن نلتقي".