تحولت قضية إنقطاع الكهرباء..وغيابها بالساعات عن البيوت والشركات والمصانع والمؤسسات إلي قضية أمن قومي..لاتكاد منطقة واحدة في مصر تخلو من الإنقطاع الدائم والمتكرر للكهرباء ملايين الأسر تعاني ويلات انقطاع الكهرباء..الكبار قبل الصغار لايطيقون هذا الجو الصعب من درجات الحرارة المرتفعة في نهار رمضان..بينما الليل يأتي بظلامه الدامس والذي يحول البيوت والشقق إلي أفران ملتهبة. منذ بداية الشهر الكريم والكهرباء لاتتوقف عن الإنقطاع..وماضاعف من معاناة الناس أن المياه بدورها راحت تغيب بالساعات من مساكن المواطنين..ليتحول الأمر برمته إلي مأساة في هذا الشهر الفضيل..الذي تشتد فيه معاناة الصائمين ..علما أنه من أصعب الشهور في الصيام علي مدي ثلاثة وثلاثين عاما..نظرا لارتفاع درجة الحرارة..وطول ساعات الصيام. لم يخرج علينا مسئولا ليهدئ من روع الأسر..وكل ماسمعناه وعود رئاسية بمحطات جديدة للكهرباء..وهي تكرار لوعود سابقة..لم تحل دون تزايد معاناة الناس..وتكبدهم لخسائر متعددة جراء انقطاع الكهرباء المتكرر..بل بلغت الخسائر حد أن الجثث في مشرحة زينهم قد تعفنت وتحللت جراء الغياب الطويل لفترات الإنقطاع..ناهيك بطبيعة الحال عن الخسائر الكبيرة للشركات والهيئات المختلفة. الناس يندهشون..ويتساءلون..كيف لبلد السد العالي ونهر النيل أن تعاني كل هذه المعاناه من انقطاع الكهرباء والمياه؟ كان الناس في زمن مبارك يهتفون مطالبين بالمنحة كلما حل الأول من مايو في مناسبة عيد العمال..ويبدو أن هذا الهتاف آخذ في التبدل الآن ..فالناس يصرخون"الكهربا ياريس"..ونتمني ألا يدوم الصراخ في كل عام..وحين يهل علينا شهر الصيام.