قالت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري الدكتورة هالة السعيد إن الحكومة بشكل عام ووزارة التخطيط بشكل خاص تؤمن في الوقت الراهن بقضية إصلاح وتنمية الجهاز الإداري للدولة المصرية، حيث تسير في خطى جادة نحو إحداث نقلة نوعية به باعتبار أن تنمية الجهاز الإداري هي ركيزة التنمية الاقتصادية. وأضافت السعيد - في كلمتها، اليوم /الاثنين/، خلال فعالية إطلاق عيد الإدارة المصري - "أن الوزارة تعمل على خطة إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة؛ لرفع كفاءته من خلال تنفيذ مجموعة من الإصلاحات المؤسسية لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، ويأتي ذلك في إطار السعي نحو تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030". وأوضحت أنه تم وضع استراتيجية شاملة للإصلاح الإداري يتم العمل على أساسها حاليا تتضمن عدة محاور وهي: محور الإصلاح التشريعي والذي يهدف إلى تحديث القوانين المنظمة لعمل الجهاز الإداري، محور تحقيق التطوير المؤسسي الذي يهدف لرفع كفاءة الجهاز الإداري وتعزيز انضباط أعمال الإدارة العامة وذلك إلى جانب خلق نظام إداري، إضافة إلى محور بناء وتنمية القدرات ومحور تحسين الخدمات الحكومية. وفيما يتعلق بمحور الإصلاح التشريعي، أشارت السعيد إلى أنه تم إصدار قانوني الخدمة المدنية والتخطيط الموحد، أما في محور التطوير المؤسسي فقد تم رسم هيكل إداري للوزارات واستحداث مجموعة من الوحدات التنظيمية تمثلت في وحدة الموارد البشرية ووحدة المراجعة الداخلية ووحدة التخطيط الاستراتيجي والمتابعة، بالإضافة إلى القيام بوضع خطة لانتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة. ولفتت إلى أن الحكومة أعلنت تنظيم جائزة مصر للتميز الحكومي كجائزة سنوية تحت رعاية ائيس عبد الفتاح السيسي؛ بهدف التنافس بين المؤسسات الرسمية والموظفين تكريما للمتميزين، منوهة بتوقيع بروتوكول تعاون في هذا الشأن بين دولتي مصر والإمارات؛ للاستفادة من التجربة الإماراتية في مجال جائزة التميز الحكومي وإرسال وفد مصري من الشباب العاملين بالوزارة؛ لدراسة التجربة بالإمارات ونقل التجربة والدروس المستفادة. وحول محور بناء وتنمية القدرات، قالت السعيد: "إن الهدف منه يأتي في إطار إعداد الكوادر اللازمة لرفع كفاءة الجهاز الإداري مع الاهتمام بتأهيل الشباب للقيادة"، موضحة أنه تم تقديم العديد من البرامج التدريبية والمنح الدراسية التي تخدم الهدف ذاته؛ لتأتي منها برنامج إدارة الأعمال الحكومية من جامعة إسلسكا الفرنسية الذي يستفيد منه العاملون بالجهاز الإداري للدولة، إلى جانب المشاركة في البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، فضلا عن السعي لإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بالتعاون مع كلية الإدارة الفرنسية، بالإضافة إلى تقديم وزارة التخطيط مشروع (رواد 2030) الذي يهدف إلى تنمية فكر ريادة الأعمال بين الشباب. ونوهت بقيام الوزارة مؤخرا باختيار أربعين شابا وفتاة لمنحة ماجستير ريادة الأعمال بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعتي القاهرة وكمبردج. وعن محور تحسين الخدمات الحكومية، قالت السعيد: "إن الهدف منه يأتي بتبسيط الإجراءات الحكومية والتوسع في ميكنة الخدمات المقدمة مع ميكنة تلك الخدمات بشكل متكامل"، لافتة إلى قيام الوزارة بوضع تصور كامل لخطة تطوير الخدمات الحكومية على مستوى الجهاز الإداري للدولة لتشمل منصة تقديم الخدمات الحكومية إلكترونيا وميكنة مكاتب البريد، إلى جانب منصة تقديم الخدمات من خلال الهواتف الذكية وأعمال البنية التحتية للجهات الحكومية. وأشارت إلى قيام الوزارة أيضا بتطوير نحو 60% من المراكز التكنولوجية والوحدات المحلية ومنظومة تسجيل المترددين على المستشفيات العامة والجامعية، مؤكدة أنه يستهدف الانتهاء من تلك المنظومة قبل نهاية العام الحالي، لافتة إلى أنه تم الانتهاء الكلي من وحدات نيابات المرور والشهر العقاري والسجل التجاري ووحدات الصحة لتسجيل المواليد والوفيات والسجل التجاري. وأعلنت السعيد - خلال كلمتها - إصدار تطبيق للهواتف الذكية باسم (خدمات مصر) يتضمن نحو 13 خدمة ويستهدف الوصول إلى 30 خدمة بنهاية يونيو المقبل. وحول آخر الإجراءات التي يتم العمل عليها فيما يخص محور تحسين الخدمات الحكومية، أشارت السعيد إلى الانتهاء من الخريطة الصحية التي تصنف الوفيات طبقا للأعداد جغرافيا ووفقا للأمراض والمراحل العمرية مما يساهم في الإنذار المبكر للأمراض والأوبئة. وقالت: "إن التنمية الإدارية ليست حكرا على الجهاز الإداري للدولة بل هي لأية مؤسسة تعليمية أو إدارية"، منوهة بأن هذه الجهود جميعها تعد روافد تصب في تحقيق الهدف الأسمى وهو الوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة، معربة - في ختام كلمتها - شكرها للاتحاد على تنظيم العيد الذهبي وعلى الجهد المبذول وعن سعادتها بالتواجد في المكان الذي ساهم والدها "حلمي السعيد" في تأسيسه عام 1968 حيث استلمت شهادة تكريم نيابة عنه. يشار إلى أن عيد الإدارة المصري أقيم لأول مرة تحت رعاية رئيس الوزراء وينظمه اتحاد جمعيات التنمية الإدارية بالتزامن مع مرور 50 عاما على نشأة الاتحاد، وشهدت الفعالية مشاركة عدد كبير من الوزراء والشخصيات والمؤسسات البارزة في مجال الإدارة في مصر، كما شهدت إقامة معرض خاص لبعض الشركات المرشحة للحصول على درع التميز الإداري لعام 2017، ومن المقرر أن يصبح عيد الإدارة المصري عيدا سنويا لتكريم الرموز الإدارية الناجحة.