الزمان : فبراير عام 1974 ... المكان : محطة مصر ( باب الحديد ) الحدث : الجماهير تستقبل الابطال العائدون من #كبريت
اسعدنى الحظ اليوم ان اشاهد مقطع مصور يجسد هذا اللقاء الحار بين الجنود والضباط العائدون من الجبهه وبين جماهير الشعب المصرى التى احتشدت بالآلاف لإستقبالهم داخل وخارج محطة السكه الحديد بالقاهره وكيف حملوا هؤلاء الأبطال الشبان على الأعناق فى واحده من اروع اللقطات الخالده التى لايمكن للقلم ان يشاهدها دون ان يكتب عنها ففى تاريخ الامم لحظات لا تنسى وايام عظيمه تظل خالده مهما طال الزمن او غفل البعض عن تذكرها سهواً او عمداً فهل آن الأوان لأن نُعلم شبابنا واجيالنا الناشئه كيف ان شباب مثلهم فى مقتبل العمر قد صنعوا مجداً عظيماً لوطنهم وهم محاصرون تحت اقسى الظروف ومع انعدام كل مقومات البقاء على قيد الحياه فأستحقت تلك المعركه ان نُطلق عليها بكل صدق #معركة_الوعى عسكرياً : كانت النقطة الحصينة في #كبريت مقراً لإحدي القيادات الإسرائيلية الفرعية ضمن خط بارليف وملتقي الطرق العرضية شرق القناة وهو الأمر الذي عكس أهمية تلك النقطه إذ كان يمكن من خلالها السيطرة علي كافة التحركات شرق أو غرب منطقة كبريت التى تقع بين مناطق تمركز الجيشين الثاني والثالث المصريين بحيث كان يستطيع العدو من خلالها تطويق الجيش الثالث والوصول لمدينة السويس الباسلة فكُلفت الكتيبة 603 مشاه بأقتحام هذه النقطة والأستيلاء عليها وتم لهم ذلك بالفعل وهو ما اثار جنون العدو وقرر ان يستعيد تلك النقطه باى ثمن فبدأ الحصار الشديد لنقطة #كبريت وقام العدو بضرب القوات المصريه الموجوده داخلها بالطائرات بمعدل غارة كل 5 دقائق وتم قذف هؤلاء الأبطال بحوالى 2500 طن من مادة 'T.N.T' اضافه الى ضربات المدفعيه الاسرائيليه المركزه على الموقع وتقدمت حوالى 20 دبابه من الغرب لأقتحام الموقع غير ان ابطال كبريت بقيادة الشهيد الخالد ابراهيم عبد التواب قد استطاعوا تدمير 16 دبابه اسرائيليه والتصدى للهجوم واجبروا القوات المعاديه على الهروب ليستمر الحصار وتستمر بسالة الأبطال فى الزود عن نقطتهم الحصينه دون اى امدادات تكفيهم للبقاء على قيد الحياه سوى اقل القليل من العتاد والطعام والأدويه ليصطدموا بأزمه اخرى كادت ان تقضى عليهم وهى عدم وجود مياه صالحه للشرب فيبتكر احد ابطال الكتيبه من الكيميائيين خريجى كلية العلوم وسيله لتحلية مياة البحر عن طريق تقطيرها بأستخدام ماتوفر لديهم من معدات بسيطه جداً من اجل الحصول على مياه عذبه نوعاً ما لكى تبقيهم على قيد الحياه .. انه الملازم اول محمد نور الدين احد ابطال موقعة #كبريت الذى استطاع تحت هذه الظروف الصعبه ان يُنقذ زملاؤه من الموت عطشاً بفضل هذه الروح البطوليه والعزيمه الباسله التى توافرت لدى ابناء هذا الجيل من شباب مصر العظيم . ظلت الكتيبه المحاصره صامده لمدة 114 يوم استشهد فيهم الكثيىر من الأبطال وعلى رأسهم المقدم إبراهيم عبد التواب الذي استشهد في يوم 14 يناير 1974 وحينما أحس الإسرائيليون بأستشهاده لم تخرج طلقة واحدة بعد ذلك في ذلك اليوم للتعبير عن احترامهم لأستبسال هذا الرجل وابطال كتيبته في الدفاع عن موقعه حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحبت إسرائيل إلى خط المضايق الجبلية تنفيذا لأتفاقية فك الأشتباك ورُفع الحصار عن الموقع وخرج ابطال #كبريت بكامل اسلحتهم ليكون المشهد المهيب الذى رصدته وحكت عنه معظم وكالات الأنباء العالميه يومها فقد قامت قوات العدو وجنوده بتأدية التحيه العسكريه لهؤلاء الأبطال احتراماً لبسالتهم وعظمة ماقدموه وليعودوا الي القاهره فيتم استقبالهم فى محطة مصر بالورود والأحضان ويُحملوا علي الأعناق حباً واحتراماً لصمودهم العظيم من اجل الوطن ...!! انه شباب مصر العظيم حين يؤمن بذاته وبوطنه ويعرف ان القوه ليست فقط في العُده والعتاد ولكن في الأيمان وعشق الوطن مهما كانت الظروف ومهما قسي عليهم هذا الوطن في ظروفه العصيبه ... تحية أجلال وأحترام لأبطال #كبريت وكل عظماء مصر الخالدين من ابطال قواتنا المسلحه ولنحكى لابنائنا عنهم وعن امجاد شباب كثيرون غيرهم استطاعوا ان يرفعوا راية بلادهم عاليه خفاقه في اشد المحن والابتلاءات .. حفظ الله مصر وشبابها ومنحهم هذا الأيمان الراسخ بقيمة وجودهم وعظمة وطنهم الغالي .