يتوجه نحو 2.8 مليون ليبي غدا إلي مراكز الاقتراع, بما يمثل أكثر من 70% ممن لهم حق الانتخاب, للادلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة بعد أكثر من أربعة عقود من عهد النظام السابق, لإنتخاب المؤتمر الوطني العام الذي يتولي مهام كتابة دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة. وأكد الدكتور مصطفي الهوني نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي - في تصريح له الجمعة - أن المجلس يأمل في أن يرتفع الجميع إلي مستوي المسؤولية في هذه الانتخابات التي سوف تغير وجه ليبيا تاريخيا. وأضاف "أن هذه الانتخابات تعتبر بوابة لعبور ليبيا إلي الحرية والديموقراطية في مستقبل جديد لبناء ليبيا الديموقراطية". وأكدت مصادر بالمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا إنجاز كل الاستعدادات والترتيبات اللازمة للبدء بأول عملية ديمقراطية تمر بها البلاد بعد سقوط نظام القذافي. وأوضحت المفوضية أنها قد انتهت من إنجاز الشق الفني في العملية الانتخابية, وأن العاملين بالمراكز والمحطات قد تلقوا دورات وهم علي استعداد لإنجاح الانتخابات, وأن كل الدوائر والمراكز الانتخابية في ليبيا وخارجها قد استلمت مواد الاقتراع الخاصة بها استعدادا لبدء العملية الانتخابية. وأشارت إلي أن هناك تنسيقا تاما بين المفوضية ووزارتي الدفاع والداخلية لتأمين سير العملية الانتخابية من خلال الخطة التي تم إعدادها بين جميع الأجهزة الأمنية وغرفة العمليات المركزية. وأكد الشعب الليبي في أغلبه عن رغبته في نجاح الانتخابات البرلمانية, مؤكدين أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية خاصة بإعتبارها مرحلة مهمة في تاريخ الشعب الليبي يتم فيها بناء ليبيا الحرة الجديدة, والوفاء لدماء الشهداء والجرحي والمفقودين الذين روت دمائهم كامل التراب الليبي لتحريره من النظام الشمولي السابق. وتتكرر دعوات من جانب القيادات الليبية يوميا للناخبين الليبيين إلي المشاركة في هذه الانتخابات التاريخية, وهي الانتخابات التي يتم تنظيمها لأول مرة مند أكثر من 42 عاما باعتبارها مرحلة فاصلة في حياة الشعب الليبي للانتقال من الحكم الفردي المستبد إلي الحكم الديمقراطي الحر الذي يعبر فيه الليبيون بكل حرية ودون تقييد أو تزييف. وتؤكد ليبيا في هذه الانتخابات للعالم الحر قدرتها في الحياة الديمقراطية الحقيقية البعيدة عن الزيف والتسلط والديكتاتورية الفردية وبناء ليبيا الجديدة دولة العدل والقانون والمساواة. وتأتي الانتخابات في ظل مطالبات بمساواة المقاعد في البرلمان الليبي بين أقاليم ليبيا الثلاثة واعتصامات واضطراب أمني, فقد قرر مؤتمر قبائل المنطقة الشرقية في ليبيا, والذي انعقد في بنغازي أمس, مقاطعة انتخابات المؤتمر العام الليبي وتنظيم مظاهرة حاشدة أمام صناديق الاقتراع, لوقف تلك الانتخابات. وقد عبر عدد من المثقفين الليبيين عن أهمية إجراء الانتخابات الليبية البرلمانية في موعدها بالرغم من أي شيء, لبناء ليبيا الجديدة باعتبارها مرحلة مهمة في تاريخ الشعب الليبي, مؤكدين أهمية المشاركة في هذه الانتخابات التاريخية, معتبرين هذه المرحلة فاصلة في حياة الليبين, وسوف تنقل ليبيا من الحكم الديكتاتوري إلي الحكم الديمقراطي الحر الذي يعبر فيه المواطن عن رغباته بكل حرية ودون تقييد وتزييف. وأكدوا أن الدعاية الانتخابية لاستحقاقات المؤتمر الوطني العام تعتبر مرحلة صعبة لأنها أول عرس انتخابي للشعب الليبي, وهي بسيطة بسبب عدم الخبرة لدي الليبيين في هذا الشأن وعدم خبرتهم السياسية, وهذا يدل علي نقص الخبرة وعدم الوعي بالانتخابات نتيجة حرمان الليبيين من الديموقراطية والممارسة السياسية. ووصفوا هذه الحملات الدعائية بأنها غير مدروسة نتيجة لافتقار المعرفة والتوعية في الشؤون السياسية أو حتي الثقافية أحيانا لليبيين, واعتبروا أن هذه الانتخابات هي خطوة متقدمة لبناء ليبيا الحرة. وصرح الدكتور عصام شرف رئيس بعثة مفوضية الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات الليبية ورئيس الوزراء السابق بأنه عقب عقود من الحكم الشمولي في ليبيا وتهميش الشعب بشكل كامل , ولا توجد سياسة أو انتخابات أو كيانات السياسية , لافتا إلي أن ليبيا الآن تنتقل إلي ديمقراطية وحياة سياسية كاملة . وقال شرف في تصريحات خاصة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالعاصمة طرابلس انه من الممكن أن توجد بعض المشاكل هنا أو هناك , لكن الرهان الحقيقي في ليبيا حاليا هو علي الشعب الليبي نفسه , وهناك نماذج إيجابية من المواطنيين الليبيين , والذين يقومون بقطع مئات الكيلومترات لتسجيل أنفسهم في الانتخابات البرلمانية, وقيام المسنين بتسجيل أنفسهم في الانتخابات , وكلها عوامل إيجابية , ومؤشرات نجاح. وأكد أن الشعب نفسه هو من يريد نجاح تجربة الانتخابات الليبية والرهان عليهم , ونحن علي ثقة من الإجراءات الأمنية في ليبيا , وإذا كان هناك أشياء جانبية , فيجب أن لا تثني ليبيا عن تلك الخطوة العملاقة الأولي. وأضاف أن دور بعثة الاتحاد الأفريقي يبرز في محورين أساسيين هما أولا الاطمئنان للأجواء العامة وأن الجميع قد أخذ فرصته في الأدلاء بصوته , ثانيا إتمام الانتخابات البرلمانية الليبية حسب القواعد المتعارف عليها سواء التي تمت في ميثاق الاتحاد الأفريقي , وحسب قانون الانتخابات الليبي , لكي نطمئن أنها تنفذ حسب الإجراءات المتبعة , في القانون الليبي نفسه. وأوضح شرف أن هناك تنسيقا بين الجهات التي تقوم بمراقبة الانتخابات الليبية من الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي , وجامعة الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني المحلية الليبية والدولية والإقليمية , ونحن نقوم بترتيبات للقاء المسؤوليين الليبيين من المجلس الوطني الإنتقالي الليبي وبعض الوزراء الليبيين والأحزاب السياسية, ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين الليبيين وغيرهم .. وأنا حريص علي لقاءت مع الفنانين الليبيين وأساتذة الجامعات , والمثقفين لكي نري التنوع في الآراء في ليبيا.