الجميع كان ينتظر ساعة النطق بالحكم.. بلا استثناء.. ظهرت بوادر القضية التي أسدل ستارها في التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت الماضي 2/6/2012 بقاعة محكمة أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس عندما قام مسئولو المحكمة وأمناء السر بجمع جميع مستندات القضية وأوراقها وأحرازها ووضعها شمال منصة القضاء وكانت تضم أكثر من 60 ألف ورقة.. الجميع كان ينتظر ساعة النطق بالحكم.. بلا استثناء.. ظهرت بوادر القضية التي أسدل ستارها في التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت الماضي 2/6/2012 بقاعة محكمة أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس عندما قام مسئولو المحكمة وأمناء السر بجمع جميع مستندات القضية وأوراقها وأحرازها ووضعها شمال منصة القضاء وكانت تضم أكثر من 60 ألف ورقة. اعتقد الكثيرون في حينها أن القاضي المستشار أحمد رفعت سوف يصدر أحكامًا في القضية موجهًا حديثه إلي الحضور بأن المحكمة تحملت الكثير من المشقة بعد عناء دراسة القضية والتي تظهر أوراقها أمام الجميع. جاء حكم المحكمة في قضية الرئيس السابق ونجليه وحبيب العادلي ومعاونيه بالبراءة في محاكمة القرن بمثابة الصدمة التي ضخت الدماء في جسد المeخن بالجراح ودفعت الشباب للغضب ولم يخفف الحكم الصادر بالمؤبد علي الرئيس السابق ووزير داخليته من غضب الشباب المصدوم من الحكم الذي قضي علي آمال وتطلعات الشعب المصري في حكم عادل عما ارتكبوه من جرائم طيلة فترة حكمهم.. فقد خرجت الآلاف من الحشود التي جابت شوارع العاصمة منددة بالحكم عقب صدوره مباشرة، وتجمهرت إحدي المسيرات أمام دار القضاء العالي وألقوا الحجارة علي نوافذه وحاولوا اختراق الأبواب والأسوار الحديدية التي من حوله مطالبين بمحاكمة عادلة لكل رموز النظام السابق والقصاص لأرواح الشهداء ولدمائهم الذكية التي أريقت في حب الوطن، واندفعت المسيرات من شوارع القاهرة والجيزة سيرًا نحو ميدان التحرير الذي اكتظ بأعداد غفيرة ذكرتنا بأيام مجيدة في تاريخ الشعب المصري. المشهد تكرر تقريبًا في الإسكندرية ومعظم المحافظات حيث صدم القرار غالبية المواطنين الذين شعروا بردة فعل غاضبة وخرجوا جميعًا للتعبير عن احتجاجهم علي ما أسموه 'بالمسرحية الهزلية'. وكانت جمعة 'عزل الفلول' تمهيدًا لما حدث السبت الماضي فقد شهدت عددًا من الاحتجاجات علي نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة، وطالبت بتطبيق قانون 'العزل السياسي'. وقد عبرت الجماهير بالميدان عن غضبها حيث طالب عم محمود أحد المشاركين في جمعة 'عزل الفلول' في ميدان التحرير بإلغاء الانتخابات الرئاسية، ووضع الدستور أولا. كما اتهم الإخوان المسلمين والفلول باستخدام كل منهم أدوات الضغط لتحقيق مصالحهم وطالب ثوار مصر بالتكاتف لتحقيق مطالب الثورة ورجوع الزعامة الوطنية، كما تمني أن تكون مصر دولة مدنية. وحذر كل السياسيين بأنهم في خطر في حال فوز أحمد شفيق وتوليه منصب رئيس الجمهورية. كما قام أحد الأشخاص برفع حذاء في مواجه المتظاهرين مطبوعة عليه صور بعض رموز النظام السابق مرددًا اصحي ياشعب مصر، فالنخبة ليست علي دراية بما يدور في الشارع فهم يطلبون منا التحلي بالصبر عند نجاح شفيق ويبدو أنهم نسوا أو تناسوا أن بيننا وبين شفيق دم وثأر. وفي يوم السبت يوم محاكمة الرئيس السابق مبارك وبعد سماع الحكم قامت مجموعة من الشباب بترديد النشيد الوطني في شارع طلعت حرب خلال مسيرتهم إلي دار القضاء العالي وحث المصريين علي النزول إلي الشارع لتحقيق مطالب وأهداف الثورة بإسقاط ذيول النظام السابق والمطالبة بحقوق الشهداء مرددين هتافات 'لنجيب حقهم لنموت زيهم وسامع أم شهيد بتنادي: مين هيجيب حق ولادي' بعد ضياع الحقوق بحكم البراءة الصادر في حق معاوني وزير الداخلية الأسبق. وأمام القضاء العالي.. تواجد الآلاف من الشباب في شارع شامبليون للتنديد بالحكم الصادر في محاكمة القرن، بعد ذلك اشتعلت وتيرة الأحداث وقام الشباب بمهاجمة قوات الأمن التي انسحبت لتجنب الاشتباك مع المتظاهرين الثائرين كما قام الشباب بقذف مبني دار القضاء العالي بالحجارة مما أدي إلي تحطم الكثير من النوافذ الزجاجية والسيارات الموجودة حول المبني. وتصعيدًا للموقف تحركت التجمعات الثائرة باتجاه مبني ماسبيرو وترديد الهتافات المناهضة للإعلام الرسمي واتهامه بالكذب والتضليل والوقوف ضد الثورة وتلميع رموز الثورة المضادة في المشهد نفسه حدثت مشاحنات بين بعض الشباب والقوات المسلحة المكلفة بحراسة وتأمين مبني ماسبيرو ورشقهم بزجاجات المياه المعدنية والعصائر وحاول بعض الشباب والشيوخ إبعاد الشباب وتهدئتهم وتقديم الاعتذار للقوات الموجودة من الجيش والشرطة. واستكمالا للمشهد الغاضب توجه المتظاهرون إلي ميدان التحرير حيث تصاعد الغضب في مواجهة الدعاية الانتخابية للمرشح للرئاسة أحمد شفيق مما دفع تجمعات شبابية إلي الصعود إلي أسطح العمارات المطلة علي كوبري 6 أكتوبر قاموا بتمزيقها وإشعال النيران فيها وسط فرحة عارمة وهتافات مناهضة للنظام السابق ورموزه.