بسم الله الرحمن الرحيم «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا» صدق الله العظيم سلام عليكم ومنكم سلام..المجد للشهداء والعار للجبناء.. فى التاسع من مارس تحل الذكرى كل عام لنجدد عهد الوفاء والاحترام لأبطال انحنى لهم التاريخ وخلد أسماءهم بأحرف من ذهب ولنتذكر ونحكى لأبنائنا أن لهذا الوطن شهداء أبرارا قدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداءً للوطن وآخرين مازالوا على قيد الحياة ينتظرون دورهم لنيل هذا الشرف الغالى. الثامن من مارس 1969 يقرر الفريق البطل عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وقتئذ والمسئول عن الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف أن يُشرف على تنفيذها بنفسه لتنطلق نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر فى ساعات قليلة وتدمر جزءا من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته فى أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.. وفى صبيحة اليوم التالى الأحد 9 مارس 1969 قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى القتال داخل أكثر المواقع تقدمًا والتى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق ليشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق البطل، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها الفريق بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى الفريق عبدالمنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها عاملًا فى الجيش متأثرًا بجراحه وليصبح هذا اليوم هو ذكرى سنوية ويومًا للشهيد المصرى. تحيه من القلب لأرواح شهداء الوطن عبر العصور وتحية أخرى لكل فرد من أفراد الجيش المصرى العظيم يحمل على عاتقه عبء ومسئولية فداء هذا الوطن وحمايته وصيانة الأرض والعرض دون أن يفكر لحظة فى أن شمس اليوم التالى ربما لا تدركه وهو على قيد الحياة، فالشهادة لديهم هدف وغاية تعادل النصر.. تحية لشهداء مصر الخالدين فى القلب والوجدان مهما طال الأمد فلولاهم لما كنا نعيش اليوم على أرض محررة مستقلة وداخل دولة ذات سيادة كاملة على كل شبر من أرضها الطاهرة... تحية إلى أبطال الصاعقة المصرية وكل الأسلحة التى تشارك الآن برًا وبحرًا وجوًا فى تطهير أرض الفيروز من دنس الإرهاب الأسود لتعيد ملحمة أكتوبر الخالدة مرة أخرى بأيدى رجال أبطال كالشهيد منسى وكتيبة الشهداء الخالدة وكل بطل مشارك فى عملية سيناء 2018.. فى يومهم.. فى يوم العزة والشرف نذكر أجيالنا الناشئة كيف حوَّل هؤلاء الأبطال بدمائهم الغالية هزيمة يونيو إلى نصر مؤزر وكيف حرروا الأرض وانتقموا للعرض والكرامة ليرزقهم الله نصرًا عزيزًا ويخلق من رحِم انكسارهم انتصارًا عظيمًا وخالدًا إلى الأبد... تحية لكل ضابط وجندى وفرد فى صفوف قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا المصرية العظيمة التى تقف بجانبه فى معارك ضارية ضد الإرهاب والمخططات الخارجية لضرب استقرار الوطن وتعطيل عجلة البناء لتفتدى الوطن كل يوم بشهداء جُدد يضافون إلى سجل الشهداء الأبرار الذين صعدوا إلى بارئهم خلال السنوات الماضية.. رحم الله شهداء الوطن ورزقهم جنة الخلد التى وعدهم إياها.. حفظ الله جيش مصر العظيم... حفظ الله الوطن.