"صالح": حريصون على إجراء الانتخابات حتى نصل الى الشرعية

كشف رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن نحو 2.5 مليون ليبى سجلوا أنفسهم للتصويت في الانتخابات من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم نحو 5 ملايين ليبي .
وقال صالح، خلال زيارته للقاهرة للمشاركة في المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء البرلمانات والمجالس العربية الذي عقد بالجامعة العربية أمس، "هذه تعتبر نسبة عالية بالمقاييس العالمية ، فعدد من لم يسجلوا أنفسهم من السكان البالغين لا يتخطى من 300 إلى 400 ألف ليبى ، وبالتالى فإنه يمكن التقدير بأن نسبة التسجيل تخطت السبعين بالمائة ممن يحق لهم التصويت ".
وأضاف، إن الشعب الليبي حريص على اجراء الانتخابات ، وان المواطنين هم من سيحمون هذه الانتخابات ، حتى نصل الى الشرعية".
وحول هل تم تحديد موعد مبدئي للانتخابات خلال لقاءاته بعدد من المسئولين الدوليين مؤخرًا، قال صالح "لا.. نحن الان في مجلس النواب ندرس قانون الاستفتاء على الدستور وقريبا سيتم استفتاء على الدستور اولا"، مشيرًا إلى انه حدث طعن قضائي على إحالة الدستور للبرلمان .
وأضاف، نحن في انتظار حكم المحكمة لكننا في مجلس النواب سوف نكون جاهزين للاستفتاء حسب قرار المحكمة، والمواطن الليبي هو من له الحق في هذا الاعتراض ويوافق على مواد الدستور أو لا يوافق .
وتابع، في حال صدور قرار المحكمة بأن الاحالة الصحيحة لمشروع الدستور للبرلمان ، فما علينا الا ان نتجه للاستفتاء، واذا قالت ان الاحالة غير صحيحة يرجع مشروع الدستور لهيئة وضع الدستور لتعديل بعض النصوص. مشيرا إلى أنه سيتم اصدار قانون انتخاب الرئيس وانتخاب مجلس النواب بعد الاستفتاء .
وردا على سؤال حول امكانية إجراء انتخابات ذات مصداقية فى ظل الانقسام ، ووجود حكومة في طرابلس وأخرى في البيضاء (التي يعترف بها البرلمان) .. قال : سنستطيع إلا إذا كان المجتمع الدولى يتعمد ألا تجرى إنتخابات .
وأضاف ، "الطريق إلى السلطة ومفتاحها هو صندوق الانتخاب ، ومن يقل إن لديه شعبية ، فليتقدم للإنتخابات ،وأعتقد أن الليبيين هم من سيؤمنون الانتخابات بأنفسهم ،لأنهم يعلمون أن النزاع على الشرعية سينتهى بها".
وحول الطلب من مصر الدعم فى إجراء الانتخابات ؟، قال صالح: التنسيق مع مصر دائم ، خصوصا فى الفترة القادمة ، فمصلحة البلدين واحدة.مشيدا بالعلاقات الليبية المصرية، قائلًا لا أحد يستطيع أن يزايد على العلاقات المصرية الليبية ، هذه علاقة تاريخية ، علاقة أخوة وجوار" .
وأضاف أن موقف مصر واضح، والرئيس عبدالفتاح السيسى كان مع الشعب الليبي دوما ، خاصة أيام الظروف الصعبة ، والآن نحن في وضع أفضل حالا من السابق.
وعما إذا كانت هناك ترتيبات بشأن مساهمة الشركات المصرية فى إعادة إعمار ليبيا؟.. قال : دعونا لمؤتمر فى مارس المقبل حول إعادة إعمار ليبيا ، وستحضر الشركات المصرية ،وسيكون لها دور لما لها من تاريخ فى هذا المجال.
وأشار إلى أن هناك شركات مصرية تقوم بالصيانة فى مجال النفط وأثبتت جدارتها وقدرتها ، وقال: نحن داعمون لها، ونحث على أن تأخذ دورها فى مجال النفط وصيانة المنشآت النفطية.
وحول وضع العمالة المصرية، قال صالح، نحن محتاجون للعمالة المصرية مضيفا أن هناك فرص للعمالة المصرية فى ليبيا خاصة فى الأيام القادمة .
وحول علاقته وعلاقة البرلمان بالمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، قال صالح:"العلاقة بينى وبين المشير خليفة حفتر على المستوى الشخصى ،هي علاقة معروفة وقديمة منذ فترة الدراسة ، وتظهر أيضا فى دعمنا لعملية الكرامة التى قادها ، ودعمنا للجيش".
ونفى وجود خلاف مع المشير حفتر، لكنه أشار إلى انه قد يكون هناك تباين فى وجهات النظر في بعض الأشياء حول أين تكمن مصلحة الوطن ،لكن لايوجد خلاف مع المؤسسة العسكرية .
وأردف قائلا إن مجلس النواب ورئيسه فى مقدمة الداعمين للجيش الليبى ، وكنا السبب فى إعادة تطوير الجيش الليبى.
وحول إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافى نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للرئاسة .. قال صالح :"مجلس النواب أصدر قانون العفو ،وألغينا قانون العزل السياسى ،وبالتالى فيما يتعلق بالانتخابات لا قيود ، إلا إذا كان هناك موانع قضائية ، لكن بمجرد إلغاء قانون العزل السياسى ، والعفو العام فإن أي ليبي من حقه أن يترشح سواء لمجلس النواب أو لرئاسة الدولة أيا كان .
وردا على سؤال حول متى تتحقق المصالحة الليبية ؟.. قال صالح :"إذا نجحنا فى اختيار مجلس رئاسى أو رئيس للدولة ، ستتم المصالحة ، وستبطل كل المصالح المتعارضة ، والليبيون أخوة ونسيج واحد وعائلة واحدة ويستطيعون أن يتصالحوا بين عشية وضحاها" .
وبشأن بيان مؤتمر البرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي أدان التدخل التركي في ليبيا.. قال صالح:إن هناك ظواهر عديدة للتدخل التركي ، فمؤخرا تم ضبط سفينة تركية في اليونان قادمة من تركيا ومتجهة الى ميناء مصراتة ومحملة بالمواد المتفجرة ولوازم التفجير ، وفقا لما اعلنته اليونان.
وأضاف : لقد شكلنا وفدا من مجلس النواب للذهاب لليونان حتى يتحرى الحقيقة ويطلب من الحكومة اليونانية الاطلاع على نتيجة التحقيق ولكن الأمر ثابت بتصريح من الميناء اليوناني وايضا ما وصل لميناء مصراتة من أن هناك باخرة كانت متجهة اليه ولكنها لم تأت.
وقال، إن تركيا حاضنة للقادة الارهابيين الليبيين والذي يصاب بجروح منهم يعالج في تركيا، وهناك تدخل تركي واضح ودعم لهذه الجماعات وقيادتها . معربا عن اعتقاده بأن هذه القيادات هي من وراء هذه الباخرة التي كانت متجه الى ليبيا.
وقال صالح إن التدخلات الأجنبية من كل الدول هي السبب في تأخير الحل في ليبيا فهو تدخل لأغراض وليس من أجل مساعدة أو حل القضية ، فكل دولة لها اغراض معينة، سواء لأغراض متعلقة باشخاص معينين تريد أَن يحكموا ليبيا أو لتحقيق مصالح أخرى في ليبيا.
وحول نسبة حضور الأعضاء في مجلس النواب الذي يعقد جلساته في طبرق بشرق ليبيا، قال صالح إنه تختلف من حالة الى اخرى ولكن في العادة يحضر ما يتراوح بين 137 إلى 170 نائبا بنسبة تقارب الثلثين .
وأضاف أنه ليست هناك أحزاب أو تيارات متصارعة داخل البرلمان ، ولكن بعض الرؤى والمصالح قد تختلف ، فهناك من يرى ان الاتفاق السياسي افضل ، ويرى البعض الآخر أن التعديلات السياسية هي الافضل.
وأضاف : ما يتم حاليا هو أنه سيكون المجلس الرئاسي برئيس ونائبين وأن تفصل مهام رئيس الوزراء عن رئيس الدولة وأن يشكل مجلس الدولة بكل أعضاء المؤتمر الوطني السابقين جميعا وهذا تم بالفعل بموافقة مجلس النواب وموافقة بعثة الأمم المتحدة .
ولفت إلى حضور أعضاء مؤيدين لحكومة طرابلس (حكومة التوافق الوطني ) لجلسة اعتماد السلطة التنفيذية التي تم الاتفاق عليه بين لجنتي الحوار عن مجلس الدولة وعن مجلس النواب.