اكتب اليكم من فوق واحدة من أعلى قمم الجبال فى مصر ، جبل موسى بسانت كاترين ، ويبلغ ارتفاعه حوالى 2285م فوق سطح البحر .ومن الجدير بالذكر أن شهرة الجبل ترجع لإيمان غالبية الناس أنه (طور سينين) ، رغم أن البعض يعتقد أنه ليس كذلك وانما جبل سانت كاترين المجاور له هو الذى شهد كلام الله للنبى موسى عليه السلام ، فى حين يعتقد أخرون أن الجبل قد إنهار ولم يعد موجوداً فعندما طلب موسى أن يرى ربه ، أخبره الله بأنه لن يستطيع تحمل ذلك ، وأمره أن ينظر للجبل ، الذى انهار وأصبح مستويا بالأرض فور تجلى الله سبحانه ، وسقط موسى مغشيا عليه من هول مشهد الانهيار . قال تعالى { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُر إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم (سورة الأعراف - آية 143) ولكن رغم الإختلاف فى تحديد هوية الجبل إلا أن هذا لا يؤثر على روعته ، فالكلمات تعجز عن وصف هذا الجمال الخلاب ، الشمس تلقى بأشعتها على المكان ، أشعر وكأنى على وشك ملامسة السحاب ، احساس روحانى يصعب التعبير عنه ، أنه مكان يحمل طاقة روحانية هائلة (تزداد بزيارة دير سانت كاترين) ، رغم مشقة الصعود وصعوبة الوصول للقمة وخطورتها لكن تخيل أنك فى مكان ربما يكون قد شهد تجلى الله سبحانه وتعالى إلى كليمه ، خطواتك قد تصادف نفس أماكن خطوات موسى عليه السلام ، يمنحك إحساسا بالغ الروعة !! إنها مصر الجميلة ، كل خطوة تخطوها تدخلك إلى عالم جديد من الجمال ، قبل وصولى إلى هنا مررت بقلعة صلاح الدين التى بنيت بجزيرة فرعون عام 1172م ، لها قيمة أثرية وتاريخية ، تطل على حدود أربعة دول هى السعودية وفلسطين والاردن ومصر ، ومسجلة باليونسكو كموقع تراث أثرى عالمى . كما شاهدت خليج فيورد (فيورد باى ) المعروف عالميا كموقع غطس لا مثيل له ملئ بالشعب المرجانية Corals المتنوعة . أما رأس شيطان (التسمية الاصلية هى رأس الشطآن Beach‘s Head التى أطلقت على هذا الشاطئ للدلالة على تميزه وأن قيمته تعلو فوق كل الشواطئ الأخرى ، ولصعوبة نطقه بالعربية بالنسبة للأجانب تحول مع مرور الزمن الى رأس شيطان ، لكن بعض البدو أهالى سيناء يفسرون التسمية بأن كلمة ساطان العبرية تحولت على ألسنة الناس إلى شيطان ، وهى تعنى رأس فالمكان عبارة عن نقطة تلاقى شاطئين وبينهما رأس) فهى منطقة بكر ذات هواء نقى ، تقع بين نويبع وطابا ، تطل على خليج العقبة وتخلب العقول بجمالها الطبيعى ونمطها البدوى البسيط الهادئ الذى يساعد على الإستجمام وتهدئة الأعصاب ، وتتكون المنطقة من مجموعة مخيمات متجاورة ، أكواخ بسيطة من جريد النخيل والقش ، الرمال الناعمة ومنظر الجبال تحتضن المياه الفيروزية تشعرك براحة نفسية وطاقة إيجابية هائلة ، يمكنك أن ترقد على الرمال وتلتحف السماء لتسهر مع القمر ، تراقب النجوم ، ترحل بخيالك بعيداً فى الليل السرمدى والأفق اللانهائى لترى جمال الكون ، وتعيش حالة من الاسترخاء نفتقدها نحن سكان المدن الكبيرة حيث الزحام والصخب والضوضاء ... الخ كما يمكنك ممارسة أنشطة متعددة طوال اليوم ة كالسباحة ، السنوركلينج Snorkeling والغطس Diving لمشاهدة الأعماق ، سفارى لتسلق الجبال والسير فى مخرات السيول والوديان واستكشاف الكهوف الطبيعية ، وزيارة المكان الفريد من نوعه ، الذى تجمعت مياه الأمطار والسيول بين صخور وجبال سيناء مكونة اياه ويسمى وادى الوشواشى . لا تحتاج فى مثل هذا المكان الا ان تكون عاشقا للطبيعة لتستمتع بكل ما تراه . حقاً .. مصر جميلة ، وكل مكان فيها محليها ، تحيا مصر