أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يتخلي أى أحد منا جميعا أو يفرط في حبة رمل من القدس ، فهي أولي القبلتين ومعراج النبي محمد إلى سدرة المنتهي ومهد الديانات ولن تغير وجهها أو هويتها لا اليوم ولا غدا ولا إلى قيام الساعة. وقال عباس في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انطلقت فعالياته اليوم إننا سنبقي أوفياء وملتزمين بقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية وبخاصة قرار الإجماع الوطني عام 1988 الذي حدد ثوابتنا الوطنية التي لن يتنازل عنها أحد ، ولا يمكن المساومة علي قضية القدسوفلسطين أو التهاون في مكانتها وسلطانها الروحي ، فلا معني لدولة فلسطين دون أن تكون القدسالشرقية بالمسجد الأقصي المبارك وكنيسة القيامة عاصمة لها . وأضاف أن هناك من اعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس من الدول الأوروبية مثل مملكة السويد ، بالإضافة إلى البابا فرانسيس الذي رفع العلم الفلسطيني علي الفاتيكان ، مشيرا إلى أن قرار الرئيس ترامب لن يعطي لإسرائيل أية شرعية ولن يمنح الاحتلال حقا في أرضها أو سمائها . وأشار إلى أن القدس مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية وبدونها لن يكون هناك أى سلام في المنطقة أو العالم بأسره ما لم تتحرر القدس بكل حدودها التي نريدها من الاحتلال الإسرائيلي ، فالقدس هي بوابة الجميع للسلام حين تكون فقط عاصمة لدولة فلسطين ، وستكون بوابة الحرب والخوف وغياب الأمن والاستقرار إن لم تكن كذلك وعلي ترامب أن يختار. وتابع "إن الرواية الفلسطينية التي هي حقيقة الدين والتاريخ قد أصبحت الأن أكثر قدرة علي إثبات منطقها وثوابتها وحقوقها الوطنية ، فيما أصبحت الرواية المناقضة التي تمثل أخر احتلال في هذا العالم تتقوقع أكثر فأكثر داخل أزمتها الاخلاقية والسياسية" . وأشار إلى أن قرار ترامب يواجه برفض دولي بصور شتي وعلي رأسها اعتراف الجمعية العامة بفلسطين ، لافتا إلى أن الرفض الدولي لقرار ترامب تمثل في مقاطعة بضائع المستوطنات من قبل الدول الأوروبية . وأكد أن الموقف الأمريكي أغري دولة الاحتلال بالاستمرار في عدوانها وطغيانها وإعادة رسم حدود القدس ولم يعد من الممكن السكوت أمام هذا العدوان ، ونحن مطالبون جميعا بخطوات عملية بحسب طاقات وإمكانيات الكل من أجل منع اسرائيل من مواصلة انتهاكاتها لهوية وطابع مدينة القدس واستمرار الاستيطان فيها واعتداءاتها علي المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصي . وقال الرئيس الفلسطيني إن إسرائيل احتلت كل الأراضي وما بقى لنا 22% فقط منها ، مطالبا بتلك الأراضي من فلسطين التاريخية ، ومع ذلك نواجه رفضا من ترامب الذي يؤكد أن القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل، مشددا على أننا لن نقبل بهذا الكلام لا من ترامب أو من الولاياتالمتحدة .. فالقدس عاصمتنا. وأضاف أننا في هذا البلد منذ 1400 عام ، ولا نقول منذ 5 آلاف عام منذ أيام الكنعانيين ونحن الكنعانيين ، منوها بأن القدس هي عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الأجيال منذ أكثر من 5 ألاف سنة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام.