أعلن خبير الحساسية والمناعة الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس اليوم السبت زيادة معدلات انتشار الأنفلونزا في العالم في تحد سافر لفيروس المرض الذي يمتلك مهارات متعددة كل عام مع دخول فصل الشتاء تكسبه القدرة على التغير والتحور والانتشار بين البشر دون أدنى احترام للسن أو الحدود الجغرافية. وشدد بدران في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على أن زيادة معدلات انتشار الأنفلونزا هذا العام لا يعني أنها وصلت لحد الوباء وأنه في العادة ما يسببها 3 أنواع من الفيروسات الموجودة بصورة مضعفة (ضعيفة) في التطعيم الواقي من العدوى والذي يكسب الجسم مناعة وإن لم تصل إلى نسبة مائة في المائة ، إلا أنه يقلل من أعراضها وحدتها والحاجة إلى الاحتجاز في المستشفيات والوفاة في المصابين بأمراض مزمنة. وقال : "إن فيروسات الأنفلونزا عبارة نوع A ويصيب المسنين ونوع B ويصيب الأطفال والنوع الثالث هو مزيج من النوعين ويعرف ب C "..مشيرا إلى أن أنفلونزا شتاء هذا العام تتميز بسرعة الانتشار بمعدل ضعف المعتاد وبحدة أعراضها التي تستوجب ضرورة الاحتجاز في المستشفيات حيث أودت حتى الآن إلى وفاة 93 شخصا رغم زيادة حالات دخول المستشفيات وقد أطلق عليها مسميات عديدة(الأنفلونزا الأسترالية أو اليابانية أو الفرنسية)وجميعها خاطئة وغير دقيقة كما كان الحال خطأ في أنفلونزا الخنازير. وأضاف : "إن النشاط العام للأنفلونزا استمر في الزيادة في الولاياتالمتحدة بواسطة فيروسات الأنفلونزا (A ( H3N3 ووصل إلى 49 ولاية من ولاياتها" .. مشيرا إلى أن نسبة الإصابة كانت بالنوع A 86 % من الحالات فيما سجلت حالات من النوع B نسبة 14 % من الحالات الجديدة وفي أوروبا استمر نشاط الأنفلونزا في الازدياد في شمال وجنوب وغرب أوروبا بواسطة فيروسات الأنفلونزا A ( H3 N2 ، خاصة في بريطانيا التي وصل معدل الزيادة في حالات الإنفلونزا ضعف المعتاد. وأكد بدران أن نشاط نشاط الأنفلونزا زاد عالميا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية..مشيرا إلى أنه وفي جميع أنحاء العالم شكلت فيروسات الإنفلونزا(A (H3N2 وB معظم حالات الكشف عن الأنفلونزا على الرغم من أن فيروسات الإنفلونزا (A (H1N1 كانت سائدة في بعض البلدان وفي غرب آسيا هناك مستويات مرتفعة من نشاط الأنفلونزا بواسطة النوع A (H1N1) غالبا في شرق آسيا ظل نشاط الأنفلونزا منخفضا في معظم الدول باستثناء الصين حيث استمر انتشار الأنفلونزا مع فيروسات الأنفلونزا B/Yamagata . وقال : إن التوقعات تشير حاليا إلى حدوث ما يقرب من 290 ألفا إلى 650 ألف وفاة سنويا بسبب الأنفلونزا معظمها تحدث بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 75 عاما وفي أفقر المناطق في العالم وتشكل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكبر مخاطر وفيات الأنفلونزا في العالم تليها شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا..مشيرا إلى أن أغلب وفيات الأطفال تحدث دون سن الخامسة في البلدان النامية. وحذر من أن هذا الانتشار ربما يهدد مصر حيث لا تعترف الفيروسات بالحدود الجغرافية للبلاد ..موضحا أن التحدى هو اكتساب مهارة الاستمتاع بالشتاء وقهر فيروس المرض والهروب من الإصابة به أو الخروج من معركة الأنفلونزا حال الإصابة بها بأقل خسائر صحية أو مادية والاستعداد التام لها وعدم الانتظار لقدومها. ودعا إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات على المستوى الحكومي والشعبي لمنع انتشارها والتخفيف من أعراضها خاصة وأن هذا لا يتطلب أي شئ غير المتعارف عليه من التطعيم ومراعاة التهوية في أماكن التكدس وتناول الخضر والفاكهة الغنية بفيتامين (سي) الواقي من نزلات البرد والأنفلونزا والبعد عن التيارات الهوائية وتناول المشروبات الدافئة والأعشاب. وقال بدران : إن موازين القوى في مصر في صالحنا حتى الآن حيث معدلات العدوى والوفيات طبيعية وفيروس الأنفلونزا من الممكن القضاء عليه خارج الجسم باستخدام المطهرات المعتادة ولم تحدث أية طفرة جينية في الفيروس كما أن التطعيم الحالي يحمى من الفيروس والفيروس يستجيب للعلاج.
