نصح نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، السفير الأمريكي لدى روسيا، جون هانتسمان، بعدم حشر نفسه في شؤون غيره والإدلاء بدلوه حول تبعية القرم لأوكرانيا. وكتب كلينتسيفيتش في حسابه على فيسبوك: "أعتقد أنه بعد هذه التصريحات المتعمدة لجون هانتسمان، لن يكون سهلا عليه العمل في روسيا. ولمعلوماته أود أيضا أن أبلغه أن هناك أشياء أكثر أهمية لتحسين العلاقات الروسية الأمريكية، ولا سيما وأن الولاياتالمتحدة، لا تقوم بأي شيء في هذا السبيل بالمقابل". وفى وقت سابق، أشار أليكسى بوشكوف زميل كلينتسيفيتش، إلى أن السفير الأمريكي ليس له علاقة بشبه جزيرة القرم، ومن ثم ليس له الحق في تقرير تبعية شبه الجزيرة. وكان السفير هنتسمان قال ردا على أسئلة مستخدمي الإنترنت، إن "شبه جزيرة القرم أوكرانية". وقال النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد، فلاديمير جباروف، لوكالة "نوفوستي" إن الولاياتالمتحدة تفقد مصداقيتها على الساحة الدولية لأنها تتخذ قرارات جيوسياسية خاطئة. ولا تزال واشنطن ترفض الاعتراف بأنها لم تعد قادرة على تجاهل موقف روسيا من القضايا الرئيسية. وقال إن: "محاولة واشنطن إعلان الهيمنة في عالم السياسة، وتأمين ذلك لها، صار من المستحيل، لأن روسيا وغيرها من الدول لا يستهان بها". كما أشار إلى أن واشنطن تشعر بالغيرة من نجاح روسيا في الشرق الأوسط، وتمكنها من هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.واتفقت ناتاليا ماكيفا، نائبة مدير مركز الخبرة الجيوسياسية، مع جباروف. وقالت إن الولاياتالمتحدة ليست مستعدة لقبول الحقائق الجديدة للسياسة الدولية. وأضافت: "في رأيي، يبدو أن الأميركيين يعتقدون (أن شبه جزيرة القرم تعود لأوكرانيا)، لأنهم يرون العالم بمنظارهم. وفي نظام الإحداثيات الأمريكي يجب العمل على إضعاف روسيا. وأن تفقد المزيد من الأراضي، لا أن تستعيد أراضي مفقودة إلى حضانتها". وتعتقد ماكيفا أن عملية الاعتراف العالمي بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم "تزحف" ولا رجعة فيها. ووفقا لها، يمكن للولايات المتحدة والدول الأوروبية تغيير موقفها تجاه شبه الجزيرة خلال عشرات من السنوات. وفي وقت سابق من اليوم قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن شبه الجزيرة تنتمي إلى روسيا، وهذا الموضوع خارج النقاش. وذلك ردا على بيان رئيس وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بأن واشنطن تعتزم العودة إلى قضية شبه جزيرة القرم في المستقبل القريب، ولكن الأولوية هي الوضع في دونباس. وفي المقابل، رأوا في مجلس الدوما في بيان وزير الخارجية الأمريكي "رسالة واضحة". إذ قال النائب في مجلس الدوما عن شبه جزيرة القرم، رسلان بالبيك، إن "بيان تيلرسون لا يعدو كونه كلمات تشجيع لأوكرانيا، وكما يقولون، نحن لن نترككم، ولكن بشأن شبه جزيرة القرم فإننا سنطالب روسيا بشدة بإعادتها إليكم. وفي رأيه، إن واشنطن تريد أن تظهر لكييف أن الولاياتالمتحدة تفضل حل مسألة القرم بواسطة "الضغط النفسي"، لأنه ما من أحد يرغب بالقتال من أجل أوكرانيا. وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد، قسطنطين كوساتشوف: "إن قضية شبه جزيرة القرم منتهية تماما" وروسيا ذكرت هذا "بشكل جلي تماما". ووفقا له، فإنه مع ذلك، لا يوجد سبب للتفاؤل بسبب غموض تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، وعدم إحراز تقدم في نهج واشنطن تجاه قضية القرم في الممارسة العملية.