أزمة الفئات المهمشة ليست مشكلة تعانى منها مصر وحدها، بل تعانى منها جميع دول العالم حتى المتقدمة منها، وهم يعرفون فى الغرب ب"المشردون" بحسب كتاب "استراتيجية مكافحة التشرد"، الصادر عن مركز الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، الذى أوضح أن التشرّد يعنى "عدم امتلاك مسكن مناسب"، كما يشمل كل الحالات والظروف التى تُعتبر دون المستوى الملائم. فى المجتمع حيث يعيش المشرّد. لاشك ان التشرد من الظواهر المؤلمة والمقلقة فى الوقت نفسه والتى تعانى منها المجتمعات كافة ولكن بتفاوت بين أسبابها ومدى انتشارها ونتائجها على المشردين أنفسهم بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، وقد تتمثل فئات المشردين بذوى الإعاقة أو بأسر كاملة أو أطفال أو شباب أو نساء أو مسنين، ولكن عندما نجد أن المشردين المسنين فى تزايد فإننا نستخلص أن هناك العديد من الأسباب الظاهرة أو الخفية التى تجعل من الطريق العام أو الأماكن المهجورة أو الخطرة ملاذا لهؤلاء المسنين رغم عجز ومرض بعضهم دون دعم معنوى أو مادى أو خدمات خاصة بهم بعد فقدانهم لكل وسائل الاتصال مع أسرهم أو أقاربهم رغما عنهم أو بإرادتهم. بسبب الخوف وهنا نعرض الأسباب المؤدية لتشرد المسنين فمنهم من يكون نتيجه التفكك الأسرى أو عقوق الوالدين أو وفاة الأبناء، أو الطمع والأنانية أو المشاكل التى تنشأ بين الزوج والزوجة بسبب مكوث أحد الوالدين أو كلاهما فى منزلهما، الأمر الذى قد يترتب عليه أعباء مادية من مأكل ومشرب ورعاية صحية وملابس وتنظيف حسب وجهة نظرهم، أو قد ينظر أحدهما على أن وجود أحدهما أو كلاهما غير ملائم أو مناسب للمستوى الاجتماعى أو لصورتهم أمام أفراد المجتمع الآخرين، وهذا يعد من أبرز الأسباب التى تجعل من المسن أو المسنة يتخذ قرارا طوعيا أو اجباريا بأن يصبح مشردا حتى وان كان هناك عدم تقدير لخطورة هذا الأمر أو تبعاته. من ناحية أخرى، قد يكون المسنون أو المسنات يتعرضون فى منزل أبنائهم للشتم والاهانة أو التعنيف أو الحرمان أو كلها مجتمعة، وهنا قد يختار المسن أو المسنة ترك المنزل رغما عنه أو بإرادته، بسبب الخوف من المشاكل وتفاقمها أو من التعرض للتعنيف وتوجيه الاتهامات، اما الناحية الاقتصادية فتجبر المسنين أن يصبحوا مشردين بسبب الفقر أو بسبب الضغوطات المادية التى يتعرضون لها أنفسهم أو ممن يقومون برعايتهم وذلك بعدم القدرة على تأمين ما يلزم من النقود للمصاريف أو سداد الديون أو الأدوية الأمر الذى يشعرهم بضيق شديد فيختارون التشرد سبيلا، من ناحية أخرى قد تؤدى العوامل النفسية مثل الخوف والقلق أو الاكتئاب أو عدم توفير الرعاية الكافية وعدم الشعور بالأمان والاغتراب داخل اسرتهم أو حتى فقدان الذاكرة، كما أن عدم التكيف فى المكان الذى يكون فيه المسن أو المسنة أو مع الأشخاص حولهم سبباً فى الشعور للحاجة إلى الخلاص دون حساب النتائج خاصة فى ظل غياب الوعى والناحية الأخلاقية والتربوية التى يفترض أن تردع المعنيين والمقيمين على رعاية والعناية بهؤلاء المسنين. وللحديث بقيه.. انتظرونى فى الجزء الثانى ...................................... الباحثة فى علم الاجتماع