نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية، أمسيات دينية عقب صلاة المغرب أمس الثلاثاء، تحت عنوان "حقوق الأبناء على الآباء"، وذلك فى إطار توجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بتنفيذ خطة الوزارة فى إبراز دور الأسرة المثالية فى تقدم وحماية المجتمع، وخاصة الأبناء الذين يمثلون ثروة قومية يجب الاعتناء بهم والتواصل الدائم معهم. وأكد الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن للأبناء على الآباء حقوقًا كثيرة، فهم فلذات الأكباد وقُرَّة الأعين، ومن هذه الحقوق؛ أن يحسن الأب اختيار الأم؛ لأنه لن توجد ذرية صالحة إلا من زوجة صالحة، وأن يحسن الأب اختيار اسم الابن؛ فعلى الأب أن يختار لابنه اسمًا حسنًا؛ حيث إنه سيدعى به يوم القيامة، ومن تلك الأسماء أسماء الأنبياء والصحابة وغيرهم؛ مما يحمل معنى عظيمًا يُسَرُّ به الولد إذا كَبُر، وأن يعلمه شيئًا من القرآن؛ فمن رغب إلى الله أن يجعل له من ذريته قرة أعين، لم يبخل على ولده بما ينفقه عليه في تعليمه القرآن، فلعل الوالد إذا أنفق ماله في تعليمه القرآن أن يكون من السابقين بالخيرات، والذي يعلِّم ولده فيحسن تعليمه، ويؤدبه فيحسن تأديبه، قد عمل عملاً يُرجَى له من تضعيف الأجر فيه، والأب عندما يفعل ذلك، فإنما يخدم به نفسه؛ لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث؛ إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)). ووجه "العجمى" نداء إلى الآباء، والأمهات قائلاً: "أيها الآباء أيتها الأمهات؛ إتقوا الله في فلذات أكبادكم وقرة أعينكم؛ فأطفالكم أمانة كبرى في أعناقكم، وسوف تُسْألون عنهم يوم القيامة، فإن كنتم أحسنتم التوجيه فبها ونعمت، وإن لم تكونوا، فالفرصة ما زالت أمامكم، فانتهزوا هذه الحياة ووجهوهم للخير، ودلوهم على عليه؛ ليعرفوا طريق الحق فيتبعوه، ويعرفوا طريق العلم فينهلوا منه، ويسلكوا طريق النور فلا يضلوا، واختاروا لهم الرفقة الطيبة؛ لأن الرفقة لها تأثير البالغ في حياة الإنسان، والمرء في معترك هذه الحياة؛ إما أن يؤثر، وإما أن يتأثر، فإن كان قوي الإيمان والعقيدة، حسن الأخلاق والسلوك، أثَّر في الناس بأخلاقه الطيبة، وإن كان ضعيف الإيمان، متذبذب الآراء والأفكار، تأثر من غيره بالخصال الذميمة، وعلى الآباء والأمهات أن يتابعوا أبنائهم دائمًا، ويسألونهم عن أصحابهم، وماذا يفعلون، وماذا يقولون؛ حتى يقضوا على صفات وخصال هؤلاء الأصحاب؛ سواء أصحاب المدرسة أو الشارع، أو الحي أو النادي أو المسجد، وعلى الآباء والأمهات أن يعودوا أبنائهم منذ صغرهم على ذكر الله، فالذين مع الله لا يندمون، والذين مع الله فائزون، والذين مع الله يعيشون في سرور.