فى لحظه من اشد لحظات التوحد العاطفى والاصطفاف الوجدانى المعنوى المعروف عن ابناء هذا الشعب الاصيل تعالت صيحات الشكر والحمد لله فور سماع نبأ تحرير الضابط المصرى محمد الحايس الذى كان قد سقط اسيراً للجماعات الارهابيه خلال عملية الواحات الأخيرة.. فرحة عارمة تسود فجأة فى كل أرجاء البلاد ممن يعرفون الرجل وممن لا يعرفونه.. إنها المشاعر الصادقة دون اى زيف أو نفاق خرجت بكل عنف لتعبر عن مدى حب هذا الوطن لابنائه والحرص على سلامتهم وعودتهم مرفوعى الرأس دائما . فقط فى مصر ستشهد هذا التحول الانسانى غير المتوقع وتحت أقسى الظروف وأسوأ الحالات فبعد ايام من الحزن العميق على استشهاد رفاق الحايس غدراً على يد الانذال الارهابيين وبعد حالة من الإحباط والتشتت وكثيراً من التساؤلات حول اسباب استشهادهم ومن المقصر وتبادل الاتهامات هنا وهناك لا تخويناً ولكن حزناً وكمداً على من سقطوا ..فجاه يتحول كل هذا الغضب والحزن الى صيحات تكبير وتهليل تطلقها الامهات فى البيوت ويغرد بها الشباب على مواقع التواصل فرحاً فقد عاد الرجل المفقود واستطاع رفاقه من أبناء الجيش المصرى أن يحرروه بل وان يأخذوا بالثار لكل من استشهد فى عملية عسكرية ناجحة أشادت بها الدول والأجهزة المختلفة خاصة وهم يشاهدون باعينهم صور ومشاهد القضاء على تلك البؤرة الإرهابية العنيفة وهؤلاء القتله المأجورين المغيبين ... ! صبيحة اليوم التالى يشاهد العالم رئيس البلاد وهو يزور الضابط المحرر وكأنه يقول للجميع ان مصر لا تنسى ابناءها وان الحرب مهما طالت سننتصر لا بالسلاح أو العتاد ولكن بهذه العزيمة التى لا تفتر وهذا التوحد الذى لن تجد له مثيلاً فى بلدان بعيدة عنا فهناك فى أوروبا وأمريكا يؤدى حادث مثل هذا أو اقل كثيراً الى رعب وذعر يدوم طويلاً بين أبناء هذه الشعوب لدرجة انهم قد لا يخرجون من منازلهم اياماً طويله اما فى مصر فلا شىء يتوقف.. تستمر الحياه ويواصل المصريون ايامهم بشكل عادى حتى وان كان ممتزجا ببعض الحزن ولكنهم لا يسقطون فريسة للخوف والاختباء أو الاستسلام ابدا.. انهم المصريون تعودوا عبر سنوات وعقود على هذا فمن رحم كل انكسار استطاعوا دائما ان يأتوا بانتصار مبهر يقهرون به عدوهم نفسياً قبل ان يهزموه عسكرياً.. مازلنا مؤمنين بقضاء الله وقدره هذه الامة فى ان تتحمل عبء الضربات الارهابية الخسيسة واثقين فى قدرات رجالنا الاشداء وأن المسألة مجرد وقت وسينتهى هذا الكابوس الاسود تماما فلكل شىء اذا ما تم نقصان ... سيرحل عنا هذا الفكر الارهابى الهدام ومن خلفه قريبا وسنظل صامدين فقط لاننا مصريين لا نقبل الهزيمه ابدا حتى وان اثقلتنا الحمول وأجهدتنا الهموم . لعله درس بسيط أو رسالة موجزة أرسلها شعب عظيم لكل من تسول له نفسه العبث مع هذا الوطن.. نحن على قلب رجل واحد فى الشدة قبل الرخاء.. لقد تحول هذا الشعب فى لحظة صدق رائعة مع النفس الى اب واخ وام وابناء لمحمد الحايس الذى لا نعرفه حقا ولكننا نحبه لمجرد انه ابن هذه الارض الطاهرة الذى ذهب ليدافع عن الارض والعرض فسقط اسيراً لهؤلاء المرتزقه الضالين.. انه الابن البار قد عاد وعادت معه الفرحة الى القلوب والامل الثقة فى أنه مازال لهذا الوطن درع وسيف وان الحرب مهما طالت وسقط فيها رجال وشباب منا الا اننا سنواصل ما قدره الله لنا فنحن مصر شعباً وجيشاً لم تقدر علينا اعتى الجيوش عبر التاريخ والازمان وانما كانت مصر دائما مقبرة للغزاة والطامعين ونهاية لكل صاحب حلم استعمارى أو فكر ارهابى أو مخطط لاسقاط المنطقة باسرها من اجل الحصول على درة التاج الغالية مصر.. حفظ الله الوطن وابناءه الابرار وادام على هذا الشعب العظيم تفرده وثباته حتى النصر خلف الرايه والعلم ... تحيا مصر ..!