منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد في يونيو 2014 وهو يحرص على انفتاح مصر على العالم الخارجي وعلى تشجيع الاستثمار وتعزيز أواصر الصداقة وتنويع مصادر السلاح وغيرها من المجالات المشتركة بين مصر والكثير من البلدان التي زارها حيث عادت مصر بسبب هذا النهج إلى حاضرتها العربية والأفريقية والدولية . وتأتي فرنسا على رأس تلك الدول التي يوليها الرئيس السيسي أهمية خاصة تقديرا منه لأهمية العلاقة التاريخية المتميزة بينها وبين مصر في شتى المجالات ولأهميتها كدولة عظمى ومحورية بالعالم وذات تأثير نافذ في القضايا الدولية ، ولهذا تأتي زيارته التي ستبدأ الاثنين الموافق 23 من أكتوبر الجاري تأكيدا منه على أهمية تلك العلاقة وتعزيزها وأهمية فرنسا لمصر وتقديرا منه لأهمية توقيت الزيارة بسبب ما تمر به المنطقة من صراعات ونزاعات ومحاربة التنظيمات الإرهابية وغيرها من الملفات ، وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى فرنسا منذ توليه الحكم, وتعد هي الزيارة الأولى التي سيجتمع فيها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على غداء عمل يوم الثلاثاء المقبل لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والهجرة وتجارة السلاح والمخدرات والتهريب وغيرها من القضايا ، كما سيتيح هذا اللقاء ووفقا للتصريحات الرسمية من جانب البلدين سبل تعزيز العلاقات في مجال الثقافة والتعليم والاستثمار ومجال التسلح العسكري ومواصلة التدريبات المشتركة المتميزة بين القوات المصرية والفرنسية بالمتوسط وما يوليه الرئيس السيسي من اهتمام لتحديث وإمداد الجيش المصري بكافة الأسلحة المتطورة ومنها القطع البحرية والجوية وغيرها ، والدليل على ذلك الزيارة التي قامت بها السيدة سيلفي جولار وزيرة الجيوش الفرنسية لمصر في يونيو الماضي واستقبال الرئيس السيسي لها لتنمية ودعم التعاون العسكري والأمني بين البلدين ، فمنذ العام 2015 وبفضل الرئيس السيسي تمكنت مصر من إبرام عقود تسليح بأكثر من ستة مليارات يورو واستلمت مصر الكثير من القطع الحربية الجوية والبحرية المتميزة تقديرا من جانب فرنسا للمهام الصعبة التي تواجهها مصر ومنها أزمات المنطقة وما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومواجهة التنظيمات الإرهابية وغيرها من التحديات والملفات ذات الاهتمام المشترك . إن جدول تلك الزيارة الهامة وفقا للتصريحات وآراء المحللين والسياسيين سيكون وكسابق عهده حافلا باللقاءات ومنها لقاء الرئيس بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين بفرنسا لزيادة الاستثمارات في مصر ولقاءات أخرى تتعلق ببحث التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وغيرها من مجالات تعزيز التعاون بين البلدين وعلى رأسها التنسيق الأمني والسياسي ودور البلدين في المساهمة المتواصلة لحل القضية الفلسطينية . ولكل ذلك تكتسب تلك الزيارة أهمية خاصة وينتظر منها الكثير مما سيعود بالنفع على مصر وعلى البلدين في شتى المجالات بعد أن أصبحت تلك العلاقة الفريدة بين البلدين مثالا يحتذي في مجال العلاقات الدولية .