تحتفل القوات البحرية في الحادي والعشرين من أكتوبر (ذكرى إغراق المدمرة إيلات كبرى القطع البحرية الإسرائيلية عقب نكسة 1967)، الذى يتزامن مع الذكرى ال44 لانتصارات أكتوبر، وفى هذا الشأن يقول قائد القوات البحرية، الفريق أحمد خالد حسن، إن النصر الذى حققه رجال القوات بإغراق المدمرة إيلات، كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجالنا، بعدما قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت خلالها بتلقين العدو درساً قاسياً، أمام سواحل بورسعيد الباسلة. وقال لقد امتزجت فى ذلك اليوم إرادة ابطال القوات البحرية بصبر وعزيمة الشعب المصري العظيم الذى رفض الهزيمة ليجعل من هذا اليوم يوم المجد والعزة والكرامة يوم الشرف والفخر و يوم رد الاعتبار إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من البذل والعطاء، وتابع: من دواعى الشرف أن يتزامن احتفالنا مع أعياد مصر والقوات المسلحة بنصر اكتوبر المجيد الذى أعاد لمصر مجدها ورفعتها وأرضها بقوة وعزيمة الرجال وتوفيق الله عز وجل. وبين أن التطوير غير المسبوق الذى تشهده مصر فى كل المجالات، بالتزامن مع الحرب الضروس ضد الإرهاب، انعكس على خطة التطوير التى تشهدها القوات البحرية بدعم غير مسبوق ومتابعة غير عادية من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، ما أثمر عن تنفيذ خطة شاملة لتطوير المكون البشرى لقواتنا البحرية على أسس علمية حديثة وبالتعاون مع خبرات علمية محلية ودولية فعلى مدى العامين الماضيين قمنا بإرسال العديد من رجال واطقم القوات البحرية للتدريب بالخارج لرفع قدراتنا فى مجال العامل البشرى. وأضاف: وفى مجال البنية التحتية فقد تم تطوير البينة التحتية للقوات البحرية حتى تفي بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة حتى مستوى حاملة مروحيات وكذا تطوير رافع السفن ليكون قادراً على دعم جميع وحدات أساطيل القوات البحرية، وقد تم إنشاء أسطول جنوبى قوى بمنشآت وبنية تحتية وقوة مقاتلة فعالة تضم ألوية بحرية جديدة وقوات خاصة بحرية قادرة على التصدي للتهديدات النمطية وغير النمطية فى المسرح البحري. وأشار إلى إنشاء قواعد بحرية جديدة وفق أحدث ما وصل إليه العالم فى مجال تصميم وإنشاء القواعد العسكرية التى تفى بمتطلبات الفرد المقاتل والوحدة البحرية الحديثة، وإنشاء أبراج مزودة بمنظومات متكاملة تحقق تأمين الحركة الملاحية ومتابعة حركة السفن فى نطاق القواعد البحرية، وتنفيذ خطة متكاملة لتطوير الدعم الإدارى والفنى للقوات البحرية، فضلا عن انضمام عدد كبير من الوحدات البحرية من مختلف الطرازات والحمولات بداية من القوارب الهجومية طراز (ريب ) وحتى حاملات المروحيات طراز ميسترال تم تدبير بعضها من الخارج وتم تصنيع بعضها من خلال برامج تصنيع مشترك كما تم تصنيع بعضها بالإمكانيات الذاتية للقوات البحرية. وتشمل القطع الجديدة حاملة المروحيات فرنسية الصنع طراز (ميسترال/ أنور السادات) التى لها قدرات عالية فى إدارة العمليات القتالية البحرية والبرية والجوية بالإضافة لإمكانياتها فى تقديم الدعم الطبى والقيام بتقديم المساعدات الإنسانية والإخلاء، والغواصتين ألمانيتين الصنع رقمى (41) و(42) طراز (209 /1400) واللتان تعتبران من أحدث الغواصات التقليدية فى العالم. كما تشمل الفرقاطة (الفاتح) طراز (جوويند) التى أتت تتويجاً لمشروع تصنيع مشترك مع الجانب الفرنسى يهدف إلى بناء قاعدة صناعية بحرية قوية ونقل خبرات وتكنولوجيا حديثة مكنت مصر من بناء أول فرقاطة على أرضها منذ توقف دام أكثر من مائة وخمسون عاماً حيث يتضمن المشروع بناء عدد من الفرقاطات من نفس الطراز تم الوصول لمراحل متقدمة فى بنائها بشركة ترسانة الاسكندرية، تدشين عدد (2) لنش مرور ساحلى (28) متر نتاج برنامج تصنيع مشترك مع الجانب الأمريكي تضمن عدة لنشات يتم تصنيعها بالشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن. وعن الإضافة التى تمثلها القطع البحرية الجديدة، أوضح قائد القوات البحرية أن تأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية للدولة بالبحر هى أحد المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية، فى ظل تنامى اكتشافات البترول، والغاز داخل المياه الاقتصادية الخالصة لجمهورية مصر العربية و لمسافات تصل الى 100 ميل بحرى من الساحل المصر بما يتطلب وجود وحدات لها القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة وتحمل حالات البحر المختلفة لتأمين هذه الاكتشافات فقد كان لانضمام هذا الوحدات الجديدة ذات الإمكانيات العالية أكبر الأثر فى زيادة القدرات القتالية للقوات البحرية التى تمكنها من تأمين كافة الأهداف الحيوية والاقتصادية. وقال قائد القوات البحرية أود أن أؤكد أن ما ينشر بشأن ترتيب البحرية المصرية عالمياً، لا يشكل أهمية لنا لأن ما يهمنا هو ما نملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكن القوات البحرية من تحقيق جميع المهام المكلفة بها وقد استطاعت القوات البحرية المصرية من الوصول لهذه المكانة عالمياً من خلال استراتيجية واضحة و محددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاث محاور أساسية: الاهتمام بالتأهيل العلمي للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية، والمحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة، واستمرار تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة، وتدبير وحدات بحرية حديثة. وحول الأدوار المتعددة للقوات البحرية، قال: نحن كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة نقوم بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومى على المستويين الداخلى والخارجى وتنوع المهام التى نفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ مصر، على مدار ال24 ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وتأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذا القيام بأعمال المعاونة والانقاذ فى حالات الكوارث والأزمات. ونبه إلى أن القوات البحرية تقوم بدور كبير فى عملية حق الشهيد، من خلال عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر ، كذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه فيها. وفى ظل الأوضاع الغير مستقرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة و المنطقة العربية بصفة خاصة و مع انهيار بعض الأنظمة العربية وصولا بما يعرف بالدول الهشة و التى لا تستطيع السيطرة على حدودها او فرض قوانين الدولة فقد تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال الفترة السابقة من خلال سواحل تلك الدول , مما اوجب على الدولة المصرية سن قوانين و تشريعات جديدة للقضاء على تلك الظاهرة وقامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود بالتصدى لهذه الظاهرة وبتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية. وقد نجحت هذه المجهودات حيث وضح جلياً انخفاض معدلات الهجرة غير الشرعية حيث تم القاء القبض على مجموعة من بلنصات الصيد وإحباط محاولة تهريب أكثر من عدد (250) فرد هجرة غير شرعية إلى أوروبا و عدد من الفلايك القائمة بأعمال تهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك) خلال 2017 حتى الأن نتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها بما يقارب بعدد (20) بلنص وإحباط محاولة تهريب اكثر من عدد (2800) فرد هجرة غير شرعية إلى أوروبا وما يقارب عدد (60) فلوكة قائمة بأعمال تهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية) خلال عام 2016 مما يظهر عزم القوات البحرية على القضاء على هذه الظاهرة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب. وأوضح أن قوات الصاعقة البحرية قامت باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية حق الشهيد للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة. وفيما يتعلق بجهود تامين منطقة باب المندب، قال: حرصاً من القيادة السياسية للدولة على الحفاظ على استقرار الشعب اليمنى الشقيق وتثبيت الشرعية الدستورية للدولة اليمنية، وبناءً على طلب الرئيس اليمنى(عبد ربه منصور هادى) بالتدخل العربى فى اليمن انضمت وحدات القوات البحرية مع قوات التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن فى العملية (إعادة الأمل) منذ شهر مارس 2015 وحتى تاريخه لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمنى الشقيق و ذلك بعدد من الوحدات البحرية بمهمة فرض الحصار البحرى على الموانئ اليمنيه الواقعة تحت سيطرة قوات الحوثيين لمنع تهريب الاسلحة و المعدات العسكرية للأراضى اليمنية و كذا تامين حركة الملاحة البحرية جنوبالبحر الأحمر و خليج عدن و حتى باب المندب. وشدد على أن القيادة العامة للقوات المسلحة تسعى إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق يتم تأهيل الضباط والصف و الجنود بالقوات البحرية (فنياً - تخصصياً - لغوياً - تدريبياً) وتسعى القوات البحرية بالاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط وضابط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية وليكونوا قادرين على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح و خاصة بعد انضمام عدد كبير من أحدث الوحدات العالمية وذلك بالتوسع فى استخدام احدث أنظمة المحاكيات على مستوي العالم لثقل مهاراتهم و تأهيلهم للتعامل مع مختلف الأجهزة و المنظومات الحديثة نظرياً وعملياً بالإضافة للخبرات المكتسبة من خلال الاشتراك فى التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة وسيتم اليوم افتتاح احدث أنظمة المحاكيات التدريبية على مستوي العالم وذلك لتدريب اطقم الغواصات و سفن السطح المنضمة حديثاً للقوات البحرية.