ابتلى المجتمع المصرى مؤخرا بأبشع أنواع الانحطاط الخلقى والاسفاف السلوكى والانحدار السمعى والتلوث البصرى فى هجمة شرسة تأكل بنيانه وجسده فى مخطط هدفه النيل من سمعة هذا الوطن. فهناك ماراثون من الابتذال والدنو الأخلاقى تقودة جماعات تريد بث سموم أفكارها الشاذة والمنحرفه فى روح المجتمع، يلعبون على مسارح فى المجتمع الاقتراب منها محرم وممنوع اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا . ماذا يملك أولئك الشاذون والمهرولون صوب قيم الانحلال والفسق والانحراف الاجتماعى والدينى سوى تدمير المجتمع وتفكيك قيمه الأخلاقية بكل مرجعياتها، وتوجيه تلك السياسة لعقول الشباب حتى يخرجوا عن صواب رشدهم الاجتماعى والدينى وينجروا وراء قشور افكار طارئه وغربية على مجتمعنا . للأسف يتصور البعض أن مثل هذه الانحرافات تختفى وتطوى ما أن يتم تداولها فى الإعلام، ولكن فى الحقيقه فإنها تثير سؤالا بائسا عن مستوى الانحدار والابتذال الذى «يعشعش»فى المجتمع وكيف تعمل «جماعات منظمة» بالاسلوب والهدف إلى فرملة أحلام الشباب وقتل طموحاتهم بجذبهم إلى أفكار لا اخلاقية ومنخرفة عن معايير قيمنا . الجدير بالذكر هنا هو أن الأخلاق ليس لها علاقة بالعقوبة الجنائية والردع الأمنى الا بالمجتمعات المتخلفة عندما يكون المجتمع كائنا ضعيفا وهشا أسير أفكار منحرفة، منظومته الأخلاقية مهزوزة أمام مخاضات اجتماعية وتربوية تعليمية غير مستقرة . والسؤال الأهم الآن هو ما الحل ؟ الحل يبدأ من الاسرة التى عليها واجب التركيز على التوجيه والإرشاد وتقديم النصح وتوضيح الصح والخطأ عبر الحوار الهادئ المتزن والهادف. كما يجب على الآباء والامهات ان يراقبوا الابناء بحذر لكى يعرفوا ما يشاهد الابناء على التلفاز وعلى وسائل التواصل الاجتماعى المتوافرة لدى الاسرة . يجب ألا نغفل عن دور الاسرة التعليمية لمراقبة انحراف السلوكيات فى المدارس فى جميع مراحلها وحتى الجامعات لان مسئولية ما حدث تقع على المؤسسة التعليمية بالأساس، فهؤلاء الشباب هم أبناء نظام التعليم سواء الجامعى أو ما قبل الجامعي، ولذلك يجب على المؤسسة التعليمية دراسة الظاهرة وتحديد دورها الذى أخفقت به والذى أسفر عن ظهور هذه الوقائع المذرية، حيث تجب مناقشة الظاهرة مع متخصصين بشكل علمي. ضرورة وجود وقفة حاسمة من المجتمع والإعلام وكل مؤسسات المجتمع بشأن التصدى لهذه الظاهرة، لأن الخطر سيصيب كل أبنائنا فى المنازل، إذا لم نهتم بمواجهتها، وبالتالى من الضرورى وجود تكامل بين دور الأسرة والمؤسسة التعليمية رغبة فى زرع القيم الأخلاقية فى نفوس أبنائنا. ضرورة تكاتف المؤسسات المعنية والجهات السيادية لمعرفة الاسباب التى أدت لظهور هذه الظاهرة، ويرجع ذلك إلى كونها الأقدر على تحديد من وراء هذه الدعوات فى المجتمع، بالإضافة لإصداره بيانات موثقة توضح للمجتمع المسئول عن هذه الظاهرة وتوضح مدى قدر خطرها وكيفية مواجهتها ودور المجتمع نحو التصدى لها. على الإعلام أن يقدم برامج هادفه ومركزة على حسن الخلق والتربية الصالحة والقدوة الحسنة وتاريخنا ملىء بمثل هذه النماذج بدلا من التنافس العقيم على إظهار مثل هذه الانحرافات . ختاما.. أود أن أوجه كلمتى لمن يقول إن هذه حرية أقول لهم إن الحرية لا تدعو لهذا الانحلال، فهى بعيدة كل البعد عن ما حدث، فالحرية تعنى أن أفكر بطريقة جيدة فى إطار فكرى سياسى ودينى ومجتمعي. .................................. الباحثة فى علم الاجتماع