هو المعادل «الفكرى» للملياردير الشهير «جورج سوروس»، كلاهما نذير شؤم وخراب على أى دولة يتواجدان فيها، كلاهما يهودى وصهيونى يكرهان «الآخر» المغاير للحضارة الغربية.. إنه "برنار هنرى ليفى".. الكاتب والناشط والمنتج السينمائى والصحفى الفرنسى.. والذى أثار ظهوره مؤخرًا فى كردستان العراق أثناء إجراء استفتاء تكريس الانفصال عن بغداد موجةً عارمة من التساؤلات. ولمن لا يعرف، فإن «برنار ليفى» هذا اشتهر ب «عراب الثورات العربية» إذ تنقل بين دول ما يسمى ب «الربيع العربى» ملتقيًا مجموعات منتقاة من الشباب والمثقفين إذ زار تونس وليبيا وسوريا، كما تواجد بميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير 2011م، وهو ما أقرّه بنفسه فى فيلمه التسجيلى «قسَم طبرق» الذى عُرض فى مهرجان كان السينمائى الفرنسى فى مايو 2012م، فضلًا عن تواجده فى أماكن القلاقل الأخرى بالعالم منذ أن غطى- كمراسل حربي- حرب انفصال بنجلاديش عن باكستان 1971م، كما كان أكثر الداعين لتدخل «الناتو» فى البوسنة والهرسك فى تسعينيات القرن الماضى، فضلًا عن ظهوره فى أوكرانيا، وفى أوستيا الجنوبية، ومقابلة رئيس جورجيا «ميخائيل سكاشفيلى» عام 2008م، خلال الحرب التى جرت مع روسيا وقتها، كما كان من أكبر الداعين للتدخل الدولى فى دارفور غرب السودان. يلقبه فلاسفة فرنسيون كبار ب«الخديعة الثقافية» وب«أمير الفراغ»، وذلك ردًا على أطروحاته الفكرية فى كتبه خصوصًا كتاب «الأيدلوجيا الفرنسية» (1981م)، وكذلك كتاب «يسار فى أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة» الذى يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه أمريكا وإسرائيل واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين، بل من مشكلة متأصلة، وأن تلك النزعة تهدد الغرب تمامًا كما هددتها الفاشية يومًا ما... وأكد أن التدخل فى العالم الثالث بدواعٍ إنسانية ليس «مؤامرة إمبريالية» بل أمر مشروع تمامً. فى 2006م، وقّع «برنار» بيانًا مع 11 مثقفًا (بينهم سلمان رشدى) بعنوان «معًا لمواجهة الشمولية الجديدة» ردًا على المظاهرات الشعبية التى اجتاحت العالم الإسلامى احتجاجًا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة بصحيفة دانماركية إلى الرسول الكريم- صلى الله عليم وسلم-. وقد أسس» برنار» مع يهوديين آخرين معهد «لفيناس» الفلسفى فى القدسالمحتلة، وخلال افتتاح مؤتمر «الديموقراطية وتحدياتها» فى تل أبيب (مايو 2010م)، أشاد «برنار ليفى» بالجيش الإسرائيلى معتبرًا إياه أكثر جيش ديموقراطى فى العالم.